يحولون الرهائن إلى سلع.. ماذا وراء تكرار حوادث اختطاف المصريين في ليبيا؟

تتكرر حوادث اختطاف المصريين في ليبيا

يحولون الرهائن إلى سلع.. ماذا وراء تكرار حوادث اختطاف المصريين في ليبيا؟
صورة أرشيفية

تتوالى ظاهرة اختطاف المصريين في ليبيا، والتي أصبحت تتكرر بصورة مستمرة منذ سقوط الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة التي تشهدها ليبيا، حيث وقع المصريون فريسة للجماعات المسلحة، آخرها باختطاف مجهولين 35 مصريًا في منطقة بني وليد الليبية.

ولم تكن تلك الحادثة الأولى خلال الأعوام الأخيرة في ليبيا، وخاصة بمناطق سيطرة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة، بسبب حالة الفوضى الأمنية التي تضرب البلاد، وسط اعتماد تنظيم الإخوان في ليبيا على عمليات الخطف والنهب لتوفير مصدر للتمويل.

وكشفت تسجيلات صوتية، أن 7 من المخطوفين تمكنوا من سداد الفدية بعدما تواصلوا مع أسرهم وذويهم في مصر وليبيا، حيث أوضح تسجيل صوتي أن أحد المخطوفين تواصل مع أحد أقاربه للحصول على مبلغ الفدية المقدر بـ700 ألف دينار ليبي، فيما تمكن الـ28 الآخرون من الهروب من خاطفيهم على دفعتين، بحسب موقع "العربية".

قال حسين مفتاح المحلل السياسي الليبي: إن حادث اختطاف العاملين المصريين أو بل والمواطنين الليبيين أيضا، والأجانب بشكل عام، ليس أمرًا جديدًا في ليبيا، والتي تقوم على أيدي مجموعة تابعة لشبكات الاتجار بالبشر، والذين يشكلون شبكة تنتشر في مختلف مناطق ليبيا، مضيفا أن هذه الشبكات تعمل في كافة النشاطات التي يمكن من خلالها الحصول على الأموال، سواء عن طريق الابتزاز أو بطلب الفدية أو ببيع المهاجرين عبر البحر المتوسط، وغيرها عبر الوسائل الأخرى.

وعن حادث اختطاف 35 مصريا في منطقة بني وليد، أكد مفتاح، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن المصريين المختطفين قد وصلوا عبر العديد من المحطات، حيث تعتبر منطقة بني وليد، أبعد ما تكون عن جمهورية مصر العربية، بالتزامن مع منع مصر السفر إلى ليبيا، خاصة مع انتهاء عقود العمل في ليبيا.

وأوضح المحلل السياسي الليبي أنه يعتقد دخول المصريين المختطفين بطريقة غير شرعية إلى ليبيا، حيث تمنع مصر السفر إلى ليبيا، باعتبار أن عقود العمل الرسمية في ليبيا موقوفة؛ ما يضع المختطفين تحت رحمة المتاجرين بالبشر، لافتا إلى أن تلك الجماعات الإرهابية يحولون الرهائن المحتجزين إلى سلع، يتم بيعهم من محطة إلى محطة بين الجماعات الإرهابية، وأن كل محطة يتم بها الدفع بمقابل مادي للحصول على الرهائن، والتفاوض مع ذويهم، حيث تحولت المناطق في ليبيا إلى سوق نخاسة.

وأشار إلى أن المصريين في ليبيا بالتحديد لهم وضع خاص، حيث كانت قبل عام 2011 العمالة المصرية في ليبيا تقدر بالملايين، لافتا إلى أن ما يقرب من نصف سكان ليبيا في تلك الفترة الزمنية كان من المصريين العاملين بكافة القطاعات، ولكن وجودهم الآن بليبيا في ظل تلك الظروف المضطربة، هو ما يجعلنا نتساءل ما هي الظروف التي تدفعهم للبحث عن لقمة عيشهم في ليبيا، رغم كل التحذيرات من السلطات المصرية أو الليبية.

الجدير بالذكر أن السلطات المصرية كانت قد نجحت في تحرير 32 شابا اختطفتهم عصابات في منطقة بني وليد في ليبيا في يناير الماضي، وهم من قرية العمرة التابعة لمركز ومدينة أبو تشت بمحافظة قنا جنوب البلاد، حيث سافروا إلى ليبيا بطريقة غير شرعية للعمل هناك، وتعرضوا للاختطاف من جانب عصابات تقيم في مناطق الأعطيات والحي الصناعي ببني وليد قبل أن تتدخل السلطات وتنجح في تحريرهم.