سياسيون سوريون يكشفون كيف استغل أردوغان فقر الشباب السوري وحوَّلهم لمرتزقة
ممارسات وانتهاكات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حق سوريا وشعبها لا تنتهي، فبعد التسبب في تهجير وتشريد آلاف السوريين لم يكتفِ بذلك، بل سعى لتشويه سمعة السوريين عبر تجنيدهم وإرسالهم لمناطق الصراعات والتي تحمل أطماع أردوغان مثل ليبيا؛ ما أدى إلى إعطاء انطباع سيئ عن الشباب السوري الذي استغلت تركيا حاجته وظروفه.
الاستثمار الإرهابي في حاجة الشعب السوري
في هذا السياق قال النائب السوري علي السطوف، عضو مجلس الشعب السوري، إن ما قامت به تركيا في الشمال السوري، لا شك أنه يشكل حالة استعمارية جديدة تعبر عن الأطماع القديمة الجديدة في الشمال السوري، لافتاً أن تلك المسألة ليست خافية على السوريين ومعروفة منذ قديم، ولكن ما تجاوزت به سوريا هو الاستثمار الإرهابي في الشباب السوري وتحويلهم إلى إرهابيين ومن ثَم المتاجرة بهم في بقاع مختلفة من العالم، خاصة بإرسالهم إلى ليبيا.
وأضاف السطوف في تصريحات لـ"العرب مباشر": "أن ما تقوم به تركيا في سوريا يمثل أطماع "أردوغان" الاستعمارية من أجل عودة السلطنة العثمانية كما يزعم بهدف السيطرة على ثروات المنطقة"، موضحاً أن الرئيس التركي استغل الحاجة والعوز لدى بعض السوريين ليجعلهم ينزلقوا إلى إرهابه.
السطوفي، أشار أن الأتراك استمروا في استغلالهم، والآن يرسلونهم لليبيا لكي يموتوا هناك، مؤكداً أن الموضوع يحتاج إلى وقفة من المنظمات الدولية من أجل إيقاف تلك الممارسات التركية ضد الشعب السوري.
الإخوان أحصنة طروادة لـ"أردوغان"
من جانبه قال سليمان شبيب رئيس حزب سوريا أولًا، إن "أردوغان" ومنذ بداية ما عرف بالربيع العربي أسفر عن أطماعه العثمانية المتجددة، وتوهم بإمكانية ركوب موجة التغييرات لإعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية البائدة التي أعلن صراحة أنه وريثها، مشيراً أنه قام باستخدام تنظيمات الإخوان المسلمين المنتشرة في البلاد العربية كأحصنة طروادة لاختراق هذه الدول والسيطرة عليها، ولا شك أن الضربة التي تلقاها في مصر من خلال تحرك الجيش والشعب لإسقاط حكم الإخوان، قد أجهضت إلى حد كبير مشروعه المجنون.
تابع شبيب في تصريحات لـ"العرب مباشر": "فبقي رهانه على إسقاط سوريا التي تشكل المدخل لكل البلاد العربية، واستخدم لذلك كل الوسائل والأساليب فوضع كل إمكانات تركيا وموقعها لاستقدام الإرهابيين من مختلف بلدان العالم، ووضع المجموعات الإرهابية كلها خاصة المتواجدة في الشمال السوري تحت مظلته وقدم لها كل أنواع الدعم"، لافتاً إلى لعب "أردوغان" على التناقضات الدولية والإقليمية لتحقيق مكاسب على الأرض السورية ثم دخل بجيشه واحتل مناطق واسعة من الشمال السوري.
إرسال مئات الأطفال السوريين إلى ليبيا
فيما تحدث السياسي السوري عن قيام "أردوغان" بعملية تتريك لهذه المناطق وناور وراوغ ولم يلتزم بكل التفاهمات التي أبرمها سواءً ضمن مسار أستانا أو مع الجانب الروسي، قائلاً: "ومنذ شهور وبعد تدخله المباشر الوقح أمام نظر العالم كله في ليبيا، وقيادته للحرب ضد الجيش الوطني الليبي واتفاقيات الإذعان التي أجبر السراج وحكومته على توقيعها".
واعتبر أن مخطط الرئيس التركي في ليبيا بدأ بشحن الشباب السوري ليزجهم في المحرقة الليبية، مؤكداً أن منهم مئات الأطفال مستغلاً ظروفهم الاقتصادية الصعبة التي أسهم هو بدور كبير في وجودها، ومستغلاً سيطرة مخابراته على قيادة هذه الجماعات حيث يتم تجنيد ونقل دفعات من هؤلاء الشباب.
وعن طريق نقل الشباب السوري إلى ليبيا، قال شبيب: "تم ذلك بالإغراء أو الضغط إلى معسكرات الجيش التركي، وإخضاعهم إلى تدريب مكثف ثم يتم نقلهم إلى ليبيا عن طريق مطار إسطنبول، وزجهم في حربه الظالمة على ليبيا".
تابع: "والمعلومات المؤكدة تقول إن العدد الإجمالي للشباب السوري الذين نقلهم أردوغان إلى ليبيا اقترب من العشرين ألفًا وهو ما يكفي لتشكيل جيش كامل بكل النتائج الكارثية المترتبة على هذا العمل الإجرامي من تصوير للشباب السوري بأنه أصبح مجموعات من المرتزقة الذين يبيعون أنفسهم من أجل الدولار وبنادق مأجورة تقاتل من دون هدف"، طارحًا عدة أسئلة: "ما هو مصير هؤلاء الذين امتهنوا القتل والتدمير؟ أين ستقودهم طموحات أردوغان ومشاريعه المجنونة؟ وأي تهديد سيشكله هؤلاء على مستقبل بلدهم وبقية والبلاد الأخرى؟ وأي نتائج مدمرة ستجلبها سياسة أردوغان على المنطقة والعالم وعلى تركيا والشعب التركي نفسه؟".