هشام الهاشمي... من هو المحلل الإستراتيجي العراقي الذي تم اغتياله

هشام الهاشمي... من هو المحلل الإستراتيجي العراقي الذي تم اغتياله
هشام الهاشمي

دون شفقة أو رحمة، أنهوا رحلته القصيرة في الحياة، ليوارى جسده الشاب الثرى، بينما لم يشهد الرخاء والسلام في بلاده حتى الآن، مثلما عايشها في طفولته، ليغتاله مسلحون مجهولون، وتحتل قضيته الاهتمام الأكبر بالعالم حاليًا.

هشام الهاشمي.. خبير أمني عراقي، اغتاله مسلحون مجهولون، مساء أمس، ليلفظ أنفاسه الأخيرة في أحد المستشفيات، في واقعة هزت المجتمع العراقي بشدة.

من هو هشام الهاشمي؟

وُلد هشام الهاشمي في بغداد عام 1973، حيث ينتمي إلى عشيرة الركابي العريقة السنية، ودرس الثانوية في إعدادية الجمهورية للبنين، وحصل على شهادة بكالوريوس في الإدارة والاقتصاد من الجامعة المستنصرية عام 1994، كما عمل في تحقيق المخطوطات التراثية الفقهية والحديثية.

وعقب عدة أعوام، بات الهاشمي مهتمًّا في دراسة الجماعات الإسلامية، وامتلك خبرة قوية فيه، ليصبح واحدًا من الخبراء المهمين في العراق بعد ظهور تنظيم داعش الإرهابي 2014، ليذاع صيته أيضًا عالميًّا بين وكالات الأنباء والصحف، لكونه متقنًا للغة الإنجليزية، بجانب تقديمه المشورة للحكومة العراقية.

وكما أصبح عضوًا بالمجلس الاستشاري العراقي، وضيفًا دائمًا على القنوات العالمية، باعتباره محللاً سياسيًّا وإستراتيجيًّا، وخبيرًا أمنيًّا عراقيًّا بالبلاد.

وكان لديه اهتمام بتاريخ الحافظ الذهبي، وسبق أن تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن من قِبَل نظام صدام حسين، ثم خرج عام ٢٠٠٢، وبعد غزو العراق عام 2003، وانخرط في الصحافة، بكتابة التقارير والوثائقيات مع الصحف والقنوات الأجنبية، ودشن مدونته عن خريطة الجماعات المسلحة في العراق، وأفصح عن أسماء ومعلومات تخص قيادات التنظيم وآلية عملهم.

وعمل مدير برنامج الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب في مركز آكد للدراسات والأبحاث الإستراتيجية، ومستشار أمني لمرصد الحريات الصحفية العراقي، ومستشار أمني لنقابة الصحفيين العراقيين، وعضو فريق مستشارين لجنة تنفيذ ومتابعة المصالحة الوطنية في مكتب رئيس الوزراء، وعضو اللجنة العلمية لمؤتمر بغداد لمكافحة الإرهاب، ومحاضر لمادة مكافحة الإرهاب في الأكاديميات الأمنية، وباحث زائر في مركز النهرين للدراسات الإستراتيجية، كما عمل الهاشمي مستشارًا بشكل غير رسمي لحكومة رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي.

واقعة الاغتيال

مساء أمس، فوجئ هشام الهاشمي برصاص مسلحين مجهولين، بعد خروجه من مقابلة مع قناة محلية في بغداد، بمنطقة زيتون، ولفظ أنفاسه بعد دقائق في مستشفى ابن النفيس.

وأثار اغتيال الخبير الأمني والمحلل السياسي الجدل حول سبب استهدافه، والجهة المسؤولة عن الواقعة، خاصةً كونه تم تهديده من قبل بالاغتيال، لانتقاده الصاخب لتنظيم داعش والميليشيات الإيرانية في العراق.

وقبل حوالي 3 أشهر، نشرت قناة "العهد"، التابعة لبعض الفصائل المسلحة، خبرًا عن اغتيال الهاشمي، والذي تم حذفه لاحقًا، ليرد عليه الخبير العراقي حينها، بتعليق "الله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين"، ولكنه اعتبر تهديدًا مبطنًا له.

ومنذ ذلك، بات الخبر مادة دسمة لوسائل الإعلام، حيث أكدت الصحف العراقية، أنه تم وضع اسم الهاشمي على قوائم الاغتيال لدى تنظيم داعش، الذي تبنت أحد أذرعه الإعلامية غير الرسمية عملية الاغتيال لاحقًا.

ورغم ذلك استبعدت مصادر أخرى أن يكون التنظيم المتشدد وراء قتل الخبير الأمني، لاعتقادهم أن داعش لم يعد بالقوة التي يستطيع معها اختراق الطوق الأمني في بغداد، خاصةً منطقة زيتونة التي اغتيل فيها الهاشمي، والتي تخضع لنفوذ كتائب حزب الله.

بينما يرى آخرون من أصدقاء الهاشمي أن اغتيال الخبير الأمني بسبب حملات إعلامية شرسة شنها ضده تابعين لفصائل مدعومة من إيران، حيث تم تداول مقطع فيديو يتضمن تحريضًا صريحًا على الهاشمي، من أحد ضيوف قناة "العهد" التابعة للحشد الشعبي.

مَن القاتل؟

فيما أكد صحفي عراقي، فضل عدم ذكر اسمه، لأحد المواقع العالمية أن الهاشمي، أبلغه في حديث هاتفي قبل أقل من أسبوعين على اغتياله، بتلقيه بشكل دوري تهديدات بالقتل، مضيفًا أن المسؤول الأمني لميليشيا كتائب حزب الله "أبو علي العسكري" هدده أكثر من مرة، وقال له حرفيًّا في آخر رسالة تهديد عبر الهاتف: "سوف أقتلك في منزلك".

ووجَّه الصحفي العراقي الاتهام إلى ميليشيات عراقية شيعية، معتبرًا أن بلاده باتت "فريسة للميليشيات الوقحة".