وسط دعوات للتهدئة.. إدانات عربية ودولية للتصعيد في الشرق الأوسط

وسط دعوات للتهدئة.. إدانات عربية ودولية للتصعيد في الشرق الأوسط

وسط  دعوات للتهدئة.. إدانات عربية ودولية للتصعيد في الشرق الأوسط
حرب لبنان

في تطور خطير للأحداث في الشرق الأوسط، شهدت المنطقة تصعيداً غير مسبوق يوم الثلاثاء، حيث استهدفت إيران الداخل الإسرائيلي بقصف صاروخي عنيف، بينما كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على كل من جنوب لبنان وقطاع غزة. 

ومع تصاعد حدة المواجهات، أعربت العديد من الدول عن قلقها إزاء التصعيد المتواصل، مما يزيد من احتمالات نشوب حرب إقليمية شاملة قد تجر المنطقة إلى مرحلة جديدة من العنف.

*الهجوم الإيراني وردود إسرائيلية*


في خطوة جاءت كرد فعل مباشر على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية في طهران واغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بداية الأسبوع الجاري، أطلقت إيران يوم الثلاثاء 200 صاروخ نحو الداخل الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن الهجوم لم يسفر عن خسائر مادية كبيرة، إلا أنه تسبب في حالة من الذعر والارتباك بين الإسرائيليين، دوت صافرات الإنذار في مختلف المدن الإسرائيلية، بينما لجأ المواطنون إلى الملاجئ خشية من تصاعد الهجمات.

أعلنت طهران، أن الهجوم كان دفاعياً، حيث أكدت على لسان وزير الخارجية، المرشد الأعلى علي خامنئي، والرئيس مسعود بزشكيان، أن الهدف من الهجوم لم يكن استهداف المدنيين أو إثارة حرب إقليمية، وإنما جاء كرد فعل على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصرالله، وشددت طهران على أنها لا تسعى لتصعيد الأمور، محذرة من مغبة أي رد إسرائيلي قد يجر المنطقة إلى مواجهة شاملة.

على الجانب الآخر، ردت إسرائيل بقصف مكثف على جنوب لبنان، حيث استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل حزب الله.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أن الغارات الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 55 مواطناً لبنانياً وإصابة أكثر من 156 آخرين بجروح متفاوتة. ولم تتوقف الغارات الإسرائيلية عند هذا الحد، إذ تواصلت حتى فجر الأربعاء.

*موقف الولايات المتحدة والتنديدات الغربية*


تابع البيت الأبيض تطورات الأوضاع عن كثب، حيث أفاد المتحدث الرسمي أن الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس كانا يراقبان الوضع من غرفة الطوارئ بوزارة الدفاع الأمريكية. وفي بيان له، أدان بايدن الهجوم الإيراني، مشيراً إلى أن القوات الأمريكية ساهمت في التصدي للصواريخ التي أطلقتها طهران، وهدد بتشديد العقوبات على إيران إذا استمرت في هذا النهج.

كما توالت التنديدات الغربية للهجوم الإيراني، إذ أعلنت الدول الأوروبية دعمها الكامل لإسرائيل في حقها بالدفاع عن نفسها، لكنها في الوقت ذاته طالبت بضرورة التهدئة وتجنب التصعيد.

من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه قلق للغاية إزاء ما يحدث، ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس والعمل على تجنب كارثة إنسانية وشيكة.

*القصف الإسرائيلي على غزة وتحركات عسكرية في لبنان*
لم يكن القصف الإيراني الذي استهدف إسرائيل هو التطور الوحيد في المشهد العسكري، إذ واصلت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة. 

وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن مخيم النصيرات تعرض لهجمات عنيفة أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين بين قتيل وجريح.

كما أكدت التقارير، أن الجيش الإسرائيلي يستعد لهجوم بري محتمل في جنوب لبنان، بهدف إنشاء منطقة "عازلة" تعرقل تحركات حزب الله وتمنع استهداف مستوطنات الشمال الإسرائيلي.

يرى محللون، أن العملية البرية قد تؤدي إلى تصعيد أكبر وتحول الصراع إلى حرب شاملة مع حزب الله، الذي يُعتقد أنه يسعى الآن لاختيار خليفة للأمين العام الراحل حسن نصر الله.

فيما تشير تقارير أخرى إلى أن إسرائيل قد تكون بصدد وضع خطة أوسع تهدف إلى القضاء على البنية التحتية لحزب الله وتقويض قدراته العسكرية على المدى الطويل.

*الإدانات العربية والدولية للتصعيد الإسرائيلي*


التصعيد العسكري الإسرائيلي في جنوب لبنان وقطاع غزة أثار موجة من الإدانات العربية والدولية، فقد أعربت جامعة الدول العربية عن قلقها الشديد إزاء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على المدنيين في لبنان وغزة، ووصفت التصعيد بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. 

وطالبت الجامعة بضرورة وقف فوري للهجمات وفتح قنوات للحوار من أجل الوصول إلى حل سياسي يضمن حماية المدنيين ووقف دوامة العنف.

من جانبها، أعربت الإمارات منذ بداية التصعيد الإسرائيلي في لبنان عن قلقها العميق إزاء التطورات الجارية على الساحة اللبنانية، وحذّرت من تداعيات هذا الوضع الخطير، وتأثيره على الاستقرار الإقليمي.

وأكدت دولة الإمارات العربية المتحدة موقفها الثابت تجاه وحدة لبنان وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها على ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف التصعيد ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح، وشددت الوزارة على أهمية توفير الحماية الكاملة للمدنيين وفقاً للقانون الدولي والمعاهدات ذات الصلة.

ووجّه رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم حزمة مساعدات عاجلة بقيمة (100) مليون دولار للشعب اللبناني يوم أول أمس الإثنين.

كما أصدرت مصر بياناً قوياً يدين الغارات الإسرائيلية، وأكدت فيه على أهمية ضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع في المنطقة بشكل لا يمكن السيطرة عليه.

 ودعت القاهرة جميع الأطراف إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدة أنها تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة لتهدئة الأوضاع.

وفي السياق ذاته، أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها للتصعيد العسكري، ودعت إلى ضرورة احترام السيادة اللبنانية ووقف الهجمات التي تستهدف المدنيين.

 وأكدت الرياض أنها تقف إلى جانب الشعب اللبناني في هذه الأوقات الصعبة، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف العنف.

أما على الصعيد الدولي، فقد أعربت روسيا عن رفضها للتصعيد الإسرائيلي وطالبت بضرورة حماية المدنيين في لبنان وغزة.

 فيما شددت الصين على أهمية احترام القانون الدولي والعمل على تجنب تفاقم الأوضاع، مؤكدة على ضرورة وجود دور أكبر للأمم المتحدة في احتواء الأزمة.