يد "الإمارات" البيضاء تمتد لإنقاذ البشرية من أهوال "كورونا"
استحقت دولة الإمارات العربية المتحدة، الإشادات الدولية بشأن جهودها الخاصة لدعم الدول المتأثرة بوباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، وذلك من خلال توفير مساعدات ومستلزمات طبية استفادت منها آلاف الأطقم الطبية والتمريضية في التصدي لهذا الوباء، وذلك على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم من تقييد لحركة السفر، وفرض الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها العديد من دول العالم بعد انتشار فيروس كورونا المستجد.
جسر الخير
دشنت الإمارات جسراً جوياً لدعم أكثر من 56 دولة حول العالم، وإرسال مساعدات تجاوزت 650 طنًّا من المستلزمات الطبية المتنوعة؛ بهدف دعم وتعزيز جهود العاملين في المستشفيات للتصدي لوباء "كورونا"، واحتوائه في العالم.
واستطاعت الإمارات من خلال جسرها الجوي توفير خطوط للإمدادات الصحية والإنسانية التي تشكل شريانًا لحياة المجتمعات الضعيفة والفقيرة التي تعاني من الآثار المدمرة لجائحة "كورونا" في كل أنحاء العالم.
يد تمنح فلسطين
بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الأراضي الفلسطينية، كان للوباء تأثير مضاعف عليها، إذ أصاب "كورونا" كافة القطاعات الداخلية والخارجية بالشلل.
في هذا الصدد، سارعت دولة الإمارات إلى دعم فلسطين بصورة عاجلة، في صورة 14 طنًا من الإمدادات الطبية العاجلة، ضِمن خطة مساعدات الفلسطينيين على احتواء فيروس كورونا، وإيقاف انتشاره.
ووفقًا لوكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام" فإن هذه المساعدات شملت مستلزمات للحماية الشخصية مثل واقي وجه ويد، بالإضافة إلى معدات طبية تتمثل في عشرة أجهزة للتنفس الصناعي.
كما قدمت الإمارات خلال شهر إبريل 2020، 70 ألف قسيمة غذائية بهدف مساعدة 70 ألف أسرة على توفير احتياجاتها من المواد الغذائية خلال الأزمة الاقتصادية الحالية.
ودعمت هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية 650 يتيمًا ويتيمة بقيمة 216 ألف دولار، على هيئة موادّ غذائية وطبية، بالإضافة إلى تسليم 100 زِيّ طبي للأطباء والمرضى ضِمن برنامج العيش الكريم.
وتعد دولة الإمارات من أكثر وأكبر الدول المانحة للأونروا لدعم مختلف القطاعات في الأراضي الفلسطينية، إذ قدمت أبوظبي نحو 828 مليون دولار أميركي خلال الفترة من 2013 إلى 2020.
أيادي الإمارات "البيضاء" تمتد إلى القارة "السمراء"
أرسلت الإمارات المتحدة مساعدات طبية مختلفة إلى كافة أنحاء القارة السمراء، فلم تترك دولة إلا وقدمت لها كافة التدابير الوقائية التي تمكنها من التصدي لوباء كورونا (كوفيد-19) المتفشي في كافة بلدان العالم، الأمر الذي يؤكد أن أبوظبي ستظل الدرع الحامي لتلك البلدان، بغض النظر عن اللون أو الهوية أو العرق أو اللغة.
وأرسلت الإمارات مساعدات إلى بلدان القارة الإفريقية خلال شهر مايو 2020، كان آخِرها في 25 مايو، إذ أرسلت طائرة مساعدات تحتوي على 6 أطنان من الإمدادات الطبية إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية (وسط إفريقيا)، لدعمها في الحدّ من انتشار فيروس "كورونا".
ومن وسط إفريقيا إلى شرق إفريقيا، أرسلت في 21 مايو، طائرة مساعدات تحتوي على 7 أطنان من الإمدادات الطبية إلى جمهورية جزر القمر، كما أرسلت في 5 مايو طائرة مساعدات تحتوي على إمدادات طبية إلى كينيا، إضافة لإرسالها طائرة تحمل 33 طنًا من الإمدادات الطبية إلى إثيوبيا، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
وإلى دول غرب إفريقيا، أرسلت أبوظبي في 20 مايو، طائرة مساعدات تحتوي على 4 أطنان من الإمدادات الطبية إلى زامبيا، كما أرسلت في 10 مايو طائرة مساعدات تحتوي على 6 أطنان من الإمدادات الطبية إلى جمهورية النيجر، إضافة لإرسال طائرة مساعدات تحتوي 6 أطنان من الإمدادات الطبية وأجهزة الفحص إلى جمهورية مالي، وطائرة أخرى بها مساعدات تحتوي على 7 أطنان من الإمدادات الطبية إلى سيراليون.
ودشنت الإمارات في 15 مايو حملة مساعدات إنسانية في مملكة «ليسوتو»، شملت عددًا من الأسر التي تمر بأوضاع اجتماعية صعبة للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يواجهونها، وذلك في إطار الدعم الإماراتي للمشاريع التنموية، لدعم الازدهار والاستقرار في هذه الدول، بالإضافة لإرسالها في إبريل 2020، طائرة مساعدات تحتوي على 7 أطنان من الإمدادات الطبية إلى جنوب إفريقيا، لدعمها في الحد من انتشار فيروس كورونا.
بالإضافة إلى المساعدات التي أرسلتها الإمارات إلى كل من الصومال، وغانا، وموريتانيا، خلال الأشهر الماضية، إذ تضمنت تلك المساعدات معدات اختبار وأجهزة طبية وإمدادات غذائية أيضًا، يستفيد منها كل العاملين في القطاع الصحي في تلك البلدان.
إشادات دولية
نالت القيادة الإماراتية إشادة الكثيرين من المسؤولين الدوليين، وآخِرها عندما قال ديفيد بيزلي رئيس برنامج الأغذية العالمي: "إن التاريخ سيسجل الموقف العظيم لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان"، وذلك عندما اتصل بيزلي بسموه لطلب المساعدة لمواجهة فيروس "كورونا"، فأجابه سموه فورًا قائلًا: "سنساعدكم".
وأشادت منظمة الأمم المتحدة بالدعم السخي الذي تقدمه الإمارات، وبجهودها الإنسانية لنقل الإمدادات الطبية ولوازم الحماية من فيروس "كورونا" إلى مختلف قارات العالم.
فيما أكد برنامج الأغذية العالمي، أن الإمارات لعبت دورًا رئيسيًّا في إعداد وشحن المساعدات الخاصة به من خلال المركز الإقليمي اللوجستي لمنظمة الصحة العالمية في دبي.
بدورها أشادت منظمة الصحة العالمية بدور الإمارات الإنساني، وأن تلك الشحنات والإمدادات الطبية تنقذ حياة مئات الآلاف في 95 دولة، معربة عن شكرها لحكومة دولة الإمارات لمواقفها المساندة في هذه اللحظة الحرجة من التاريخ.
وقالت المنظمة إن مركزها اللوجستي في دبي يعمل فيه فريق من 7 أشخاص على مدار الساعة؛ لإرسال أكثر من 130 شحنة من معدات الوقاية الشخصية ومستلزمات المختبرات إلى 95 دولة في مناطق منظمة الصحة الست.