أتيب.. ذراع أردوغان الطولى في النمسا
يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اختراق المجتمع الأوروبي بشتى السبل، لنشر فكره المتطرف ومحاولة تحسين هيئة دولته التي لوثها بسبب أعماله الإجرامية، وفاشيته التي نشرت إرهابها من كل حد وصوب.
ومن بين الدول الأوروبية، اختار أردوغان ألمانيا والنمسا، ليكونا مراكز لفكره المتطرف، وبث الكراهية والفكر الإرهابي بين الشباب المسلمين، وعلى رأسهم جمعية "أتيب"، التي رصدتها السلطات النمساوية تنشر دعوات تحريضية به على الكراهية والعنف، عبر الدروس التي يقدمها أشخاص داخله أو الكتب التي يتيحها للمترددين عليه.
ما هي جمعية أتيب؟
توجد جمعية "أتيب" الإسلامية المرتبطة بالنظام التركي وجماعة أخرى مرتبطة بالإخوان، في الحي العاشر بالعاصمة النمساوية فيينا، ويتبعها ومسجد ومركز ثقافي، والتي تم تدشينها قبل حوالي عقد من الزمان، والتي تتم إدارتها من قبل أتراك فقط، الذين يروجون لفكر أردوغان وعملياته الإرهابية في ليبيا وسوريا.
تمتلك الجمعية 64 مقراً ومسجداً في عموم النمسا، بينها 5 مقرات كبيرة في فيينا، ويعمل فيها حوالي 100 ألف شخص، حيث إنها أشبه بمظلة تضم منظمات وأندية ثقافية ومساجد في الأراضي النمساوية.
تعمل "أتيب" على ترسيخ الثقافة والفكر التركي في المجتمع النمساوي، فضلاً عن نشر أفكاره الدينية المتطرفة، لذلك وصفتها الصحف المحلية بأنها "ذراع أردوغان الطولى في النمسا".
تركيا تمولها
تتلقى الجمعية تمويلاً ضخماً لأنشطتها ورواتب أئمتها من مديرية الشؤون الدينية التركية الحكومية، والتي تخضع مباشرة للرئيس التركي وحزب العدالة والتنمية.
كما أن "أتيب" تعتبر ملاذاً رسمياً للإسلاميين في النمسا والمتطرفين التابعين للجماعات التي يدعمها أردوغان، كما أن النظام من خلالها يتولى تنفيذ العديد من أنشطة التجسس على المعارضين الأتراك في النمسا.
البرلمان يتصدى لها
وفي نهاية عام 2018، أصدر البرلمان النمساوي توصية للحكومة بحظر جمعية "أتيب" الإسلامية المرتبطة بالنظام التركي وجماعة أخرى مرتبطة بالإخوان، وضرورة فحص ومراقبة كل المنظمات التابعة لها بالبلاد.
وأكد البرلمان النمساوي أن "أتيب" مرتبطة بنظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومعتمدة مالياً وإدارياً عليه، وتملك الجماعة عشرات المساجد والمؤسسات الثقافية في النمسا، والتي تخترق النظام السياسي في البلاد وتدفع الأوضاع لنظام مأساوي ودرامي، ما يجعلها خطراً ضخماً.
وقبل 3 أعوام، نوَّهت دراسة أشرفت عليها وزارة الاندماج وجامعة فيينا الحكومية، لخطر تنامي نفوذ الإخوان وتركيا في النمسا، وامتلاكها نفوذاً على المجتمعات المسلمة في مدن عدة أبرزها فيينا وجراتس، بينما تحذر الصحف النمساوية مراراً وتكراراً من تزايد نفوذ الجماعة واتخاذها فيينا قاعدة لأنشطتها.
"أتيب" تزرع التطرف داخل الأطفال
وجاء ذلك القرار البرلماني، بعد أزمة ضخمة أثارتها محاكاة أطفال لإحدى المعارك العثمانية في الحرب العالمية الأولى في أحد المساجد التابعة لـ"أتيب" في فيينا، حيث وجهت الجماعات الحقوقية لها تهمة انتهاك حقوق الأطفال" وخلق مجتمع موازٍ في البلاد.
كما تم كشف علاقة الجمعية أيضاً بتنظيم الإخوان الإرهابي تحت لواء النظام التركي، من أجل معاداة الأنظمة الأوروبية ونشر فكر الإرهاب بها.