"أحمد الرميحي".. يد قطر لإفساد الرياضة الأميركية
بين السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والعسكرية وحتى الرياضة، طرقت قطر كل الأبواب للتأثير على أميركا، من أجل استمالتها ولدعم العلاقات والسيطرة عليها، وحتى محاولة ضربها، وهو ما يتم فضحه في كل مرة قبل أن تتملص منه الدوحة.
"أحمد الرميحي"
يعتبر "أحمد الرميحي"، هو مستثمر قطري اشتُهر بتورطه في قضايا بأميركا، التي سارع بالهروب منها، قبل فترة وجيزة، بعد كشف حقيقته بأنه سمسار قطر لإفساد الرياضة بالولايات المتحدة.
تورُّط "الرميحي"، يمكن اكتشاف أنه لم يكن مجرد سمسار لقطر فحسب، حيث تم فضح أمره لأول مرة، على خلفية اتهامات برشوة كبار مساعدي الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب فوزه بالرئاسة من أجل التأثير على قرارات البيت الأبيض، واستمالته في صف الدوحة.
واعترف "الرميحي" أنه كان بالفعل موجودًا في اجتماعات في "مانهاتن" في ديسمبر 2016، زاعمًا أن تواجده في هذه الاجتماعات بصفته مديرًا لاستثمارات قطر عَبْر الصندوق السيادي الخاص بها، الذي ظل يشغله حتى مارس 2017، لمرافقة وفد الدوحة الذي كان بصدد لقاء بعض المسؤولين في المرحلة الانتقالية لترامب.
في نهاية ٢٠١٧، ظهر في حفلين رسميين للمنظمات الصهيونية بالولايات المتحدة، ضِمن حملة متواصلة للدوحة للتقرب من المنظمات الداعمة لإسرائيل، بهدف المساعدة في تخفيف الضغوط عليها في ملف "تمويل الإرهاب".
جرائم وفساد
خلال إبريل 2018، رفع اتحاد كرة السلة الأميركي (Big 3)، الذي أسسه الممثل والفنان آيس كيوب وشريكه جيف كواتينيتز، دعوى قضائية ضد "الرميحي" بقيمة 1.2 مليار دولار، بتهمة التخلي عن التزاماته وعدم دفع أموال تعهد بها بموجب عقد شراكة، ضِمن مؤامرة قطرية للسيطرة على الاتحاد.
وتم الكشف عن قيادته لمؤامرة قطرية ضد كرة السلة، بسبب أموال لم يدفعها ضِمن عقد للشراكة، حيث كانت الدوحة تسعى لضخ أموال في دوري كرة السلة، من أجل زيادة نفوذها السياسي في الولايات المتحدة، وتعزيز قوتها الناعمة من خلال الاستيلاء على Big 3.
اختيار تلك الشركة كان يرجع لعدة أسباب، أولها أن السلة الأميركية تحظى بشعبية كبيرة في واشنطن، والثاني أن "جيف كواتينيتز" أحد مؤسسي الاتحاد هو صديق لستيف بانون، أحد كبار مستشاري الرئيس "ترامب" آنذاك، وكان فرصة لاستغلال هذا الأمر.
وبعد أسابيع قليلة، وجَّه له رجل الأعمال الأميركي، إليوت برويدي، اتهامًا بالمشاركة في قرصنة بريده الإلكتروني وتسريب رسائل منه وتزييفها وإخراجها من سياقها.
وعقب تلك الاتهامات سارع "الرميحي" بالفرار من أميركا، لتمنحه الدوحة حصانة دبلوماسية نهاية العام نفسه، لحمايته من المحاكم الأميركية، ورغم ذلك لم تنتهِ فضائح المستثمر القطري، حيث رفع اتحاد كرة السلة الأميركي، في مايو ٢٠٢٠، يتهمه أنه كان شريكًا في المؤامرة التي كانت تحاك ضده عام 2017.