الأنباء الفرنسية: العُمّال يُواجِهون الموت بالدوحة واحتجاجهم الأخير يعكس يأسهم
سلطت وكالة الأنباء الفرنسية، الضوء على احتجاجات العُمّال النادرة التي اندلعت في قطر في وقت سابق من الشهر الجاري، والأسباب القوية التي تدفع العمال للمخاطرة بحياتهم والتظاهر ضد تأخُّر سداد الرواتب، بسبب تجاهُل الحكومة لهم ووضعهم في الخطوط الأمامية لمواجهة الفيروس دون أي وقاية أو حماية لهم.
قطر تزيد من معاناة العمال الفقراء بالامتناع عن سداد الرواتب
أكدت وكالة الأنباء الفرنسية، أن أكثر من 100 عامل وافد في قطر احتجوا على عدم سداد أجورهم منذ عدة أشهر، خلال انتشار فيروس كورونا، ما ساهم في تفاقم محنتهم وظروفهم المعيشية السيئة، حيث احتجزتهم السلطات القطرية في المنطقة الصناعية ما جعلهم أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، الذي أصاب بالفعل أكثر من 55 ألف شخص في قطر حتى الآن.
وقالت الحكومة إن العُمّال المهاجرين نظموا احتجاجًا نادرًا في قطر على الأجور غير المدفوعة، في وقت كانت فيه تداعيات اقتصادية بسبب جائحة الفيروس التاجي وأسعار النفط المتدنية، حيث يعتبر العمال في قطر أكثر عرضة للإصابة بالمرض بسبب أماكن المعيشة الضيقة.
وأضافت الوكالة، أن قطر تعتمد على العمالة الرخيصة لملايين الأجانب، معظمهم من الهند وباكستان ونيبال وسريلانكا، حيث يعيش الآلاف منهم في مخيمات قذرة بعيدة عن ناطحات السحاب ومراكز التسوق المذهلة في المنطقة.
قطر تزيد من معاناة العُمّال
وأكدت الوكالة، أن ما يقرب من 90% من سكان قطر هم من العمال الوافدين حيث تكمل الدولة عشرات المشاريع الضخمة قبل كأس العالم 2022.
منذ بَدْء بناء منشآت كأس العالم قبل ست سنوات، فقد 34 مهاجراً حياتهم وفقًا لبيانات الحكومة غير الدقيقة، ومن بين تلك الوفيات الـ 34 ، تم تصنيف 31 على أنها "غير متعلقة بالعمل"، وهو مصطلح يستخدم إلى حد كبير لوصف الوفيات المفاجئة من فشل القلب أو الجهاز التنفسي غير المبررة، ولكن الحقيقة أن المئات يموتون كل عام أثناء العمل في مشاريع البناء الأخرى.
قال عامل مهاجر في شركة قطرية تُقدِّم خدمات الصيانة والتنظيف والسباكة وغيرها من الخدمات لـ "هيومن رايتس ووتش": إنه و 800 إلى 1000 موظف آخر رفضوا الذهاب للعمل في 5 أغسطس 2019، إلا أن الإدارة هددت بفصل العمال إذا رفضوا توقيع عقود جديدة تخفض أجورهم بشكل كبير.
وتابع أنه أُجبر بالفعل على توقيع عقد عندما وصل إلى الدوحة في 2018 ، تحت التهديد بالترحيل، مقابل أجور أقل مما وعد به وكيل التوظيف في بلاده.
وأوضح أن المساكن التي يعيش فيها العمال المهاجرون سيئة للغاية، ولا يمكن لهم الوصول للرعاية الصحية المناسبة أو الصرف الصحي أو الطعام المناسب الجيد، ما يعرضهم يوميًا للإصابة بالفيروس والكثير من الأمراض الأخرى.
وقالت الوكالة إن احتجاج العمال في قطر شيء لا يُرى في كثير من الأحيان، ولكن تأثير الفيروس التاجي جعلهم يتخذون تدابير يائسة.