يمنيون يَرْوُون معاناتهم الإنسانية بسبب جرائم "الحوثي"

يمنيون يَرْوُون معاناتهم الإنسانية بسبب جرائم
صورة أرشيفية

رغم المناشدات الدولية لميليشيا "الحوثي" في اليمن بضرورة وقف العنف والتوجه نحو محاصرة فيروس "كورونا" المستجد، إلا أن الميليشيا المتطرفة لديها إصرار على تحويل حياة الشعب اليمني إلى جحيم، فالأزمات تتفاقم بشكل غير مسبوق بسبب جرائم الحوثيين بشكل جعل اليمن تمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم حسب وصف برنامج الأغذية العالمي الذي حذر من أن الأوضاع في اليمن بدأت الخروج عن السيطرة بسبب أفعال ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران.
 
ميليشيا الحوثي تحاصر فيروس "كورونا" بالرصاص والدم


تفشي فيروس كورونا في اليمن أصبح أزمة تثير رعب اليمنيين، حيث بلغت عدد الإصابات المؤكدة حتى الآن 310 إصابة، بينها 77 وفاة، في حين أثار عدد المتعافين من فيروس كورونا مخاوف الكثيرين حيث لم يتعافَ من الإصابة إلا 13 حالة فقط.


وأكد مراقبون أن الأعداد الحقيقية تفوق المعلنة بعشرات الأضعاف، وحالات الوفاة غير المسجلة أو المنسوبة لفيروس كورونا بالمئات، ولكن ضعف المنظومة الصحية والتصفية الجسدية الجماعية التي تقوم بها عناصر ميليشيا الحوثي تخفي الكثير من الحقائق.


وكشفت مصادر أن جماعة الحوثي تمارس ضغوطًا شديدة في مناطق سيطرتها حيث يقومون بمصادرة هواتف الأطباء وتهديدهم بالقتل في حال إفصاحهم عن العدد الحقيقي للإصابات.


وأكدت المصادر وفاة عدد كبير من المرضى بسبب الفيروس دون أن يتمكنوا من فحص حالاتهم، بسبب الإجراءات القمعية لميليشيا الحوثي، حيث أجبرت الميليشيا منظمة الصحة العالمية على تعليق عمل موظفيها في مناطق سيطرة الحوثيين، وفضّلت الميليشيا محاصرة فيروس كورونا بالرصاص والدم عن طريق تصفية كل من يشتبه في إصابته خوفًا من وصول الفيروس لعناصرها المسلحين.


وكان وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، اتهم ميليشيا الحوثي الانقلابية، بتصفية المصابين بفيروس كورونا في الحديدة، غرب البلاد، وعدد من المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
 
اليمن يمر بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.. وتوفير المساعدات سينقذ حياة الملايين


من جانبه وصف برنامج الأغذية العالمي أن اليمن أصبحت تعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم محذرًا من أن الوضع في اليمن اقترب من الخروج عن السيطرة.


وقالت إليزابيث بيرس الناطقة باسم برنامج الأغذية إن أكثر من 20 مليون يمني لا يتوفر لهم الأمن الغذائي، و10 ملايين منهم يعانون من قصور حاد في الأمن الغذائي، مضيفة أن أكثر من مليوني طفل يمني يعانون بالفعل من سوء تغذية حاد، وهو رقم يخشى برنامج الأغذية أن يزيد بشدة خلال الفترة القادمة بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا.


وكشفت بيرس أن البرنامج يحتاج إلى أكثر من 870 مليون دولار، ليتمكن من إكمال إرسال مساعدات إنسانية إلى ملايين اليمنيين للبقاء على قيد الحياة، خلال ستة أشهر، ممتدة من يونيو وحتى ديسمبر المقبل.


من جهته، قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين شارلي ياكسلي "نرى عددا متزايدا من الأسر التي تلجأ لآليات تأقلم ضارة، مثل التسول وعمالة الأطفال وتزويجهم من أجل البقاء، ونحن بصدد الوصول إلى مرحلة انهيار محتملة في برامجنا"، مشيرا إلى أن "ما يصل إلى مليون شخص سيكونون معرضين لخطر كبير إذا توقفت المشروعات، ما لم يتم العثور على تمويل".


وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين قد أكدت، في وقت سابق، أن أربعة من كل خمسة يمنيين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية.


وتأتي هذه التصريحات، قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمانحين المخصص لليمن، والمقرر عقده الثلاثاء المقبل، افتراضيا، برئاسة المملكة العربية السعودية، والتي كشفت المنظمة الدولية، مؤخرا، أنها تسعى لجمع نحو ملياري دولار خلاله لدعم النظام الصحي في البلاد ومساعدته على استمرار برامج الإغاثة حتى نهاية العام.
 
كورونا أشبه بحكم بـ"الإعدام".. فسوء الرعاية وميليشيا الحوثي يحاصروننا


يقول سعد إبراهيم، 40 عاما، يعيش في صنعاء، الوقت يمر علينا بصعوبة شديدة، كنا نهرب من الكوليرا خلال السنوات الماضية، ليوضع علينا أعباء الهرب أيضًا من فيروس أشد خطورة بمراحل بسبب سهولة انتقاله وهو كورونا، عدد الوفيات مفزع، من يصاب بفيروس كورونا يعلم أن أيامه أصبحت معدودة، فإذا لم يمت بسبب الإهمال الصحي وقلة الرعاية، فهناك احتمالات كبيرة جدًا لموته على يد ميليشيا الحوثي التي تفضل قتل المصابين خوفًا من تفشي الفيروس لذلك نتعامل هنا مع الإصابة بـ فيروس "كورونا" على أنها حكم صدر بالإعدام بلا محاكمة.


وتابع إبراهيم، أدرك أن بلادنا غير مؤهلة للتصدي لأزمة كبيرة مثل تفشي فيروس كورونا، فمعظم المستشفيات لا تستقبل سوى أتباع الحوثي فقط، وباقي المستشفيات ترفض أيضًا استقبال المصابين بسبب عدم وجود وسائل وقاية وحماية كافية، فالطاقم الطبي يرفض دخولنا حتى يتم توفير الكمامات والمطهرات ولا أحد يستطيع لومهم.


وأضاف إبراهيم، لا أحد في اليمن يذهب إلى المستشفيات أو يطلب العلاج خوفًا من الإصابة بـ "كورونا" فأصبحت المستشفيات أماكن محظورة لا نقدر على الاقتراب منها، فمهما كان المرض أو المعاناة فهي بالنسبة لنا أفضل كثيرًا من الإصابة بالفيروس القاتل.
 
اليمن يحتاج لمعجزة إلهية وليس فقط مساعدات دولية لعبور أزمة كورونا


في السياق ذاته، تقول هالة منصور، طبيبة يمنية، الجميع يدرك أن الإحصائيات غير حقيقية أو واقعية، على سبيل المثال عدد الموتى في اليوم الواحد في مدينة مثل "عدن" كان لا يتجاوز عشرة أشخاص خلال العام الماضي وحتى تفشي وباء كورونا، أما بعد كورونا، فأصبح هناك 80 حالة وفاة يوميًا، عدد الوفيات قفز 8 أضعاف المعتاد وهذا بالطبع مرتبط بتفشي فيروس كورونا، مضيفة، المقابر أصبحت ممتلئة عن آخِرها وتعلن للناس عدم وجود أماكن للدفن، وهذا أن يدل على حجم الكارثة التي يعيشها اليمن.


وأضافت، معظم الأطباء حول العالم يعملون دون راحة، ولكن الوضع هنا يختلف تمامًا، معظم أيام الأسبوع الأطباء يجلسون في المستشفيات دون عمل، بسبب غياب أدوات الوقاية الصحية من كمامات وقفازات ومطهرات، فيرفضون استقبال الحالات المرضية خوفًا من العدوى، وهذا أمر طبيعي فمن يقبل إلقاء نفسه في التهلكة دون فائدة.


وعندما تتوفر الأدوات نبدأ على الفور مباشرة عملنا ومحاولة إنقاذ المواطنين، ولكن تأخير وصولها يتسبب في زيادة عدد الوفيات بشدة.


وتابعت هالة، نخشى بشدة الوصول لمرحلة الذروة، فمعظم أفراد الشعب صغيرهم وكبيرهم يعانون من أمراض مختلفة على رأسها سوء التغذية وضعف المناعة وهو الذي يتسبب في زيادة حالات الوفاة وصعوبة إنقاذ المريض، مضيفة، اليمن يحتاج لمعجزة وليس مجرد مساعدات دولية حتى يستطيع أن يعبر تلك الأزمة دون أن يهلك معظم الشعب.ضضض