رصاصة غادرة توقف مسيرة النجاح لـ شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني

اغتيل شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني

رصاصة غادرة توقف مسيرة النجاح لـ شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني
شينزو آبي

توفي شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني السابق صباح اليوم الجمعة بعد إطلاق النار عليه في مدينة نارا اليابانية عن عمر يناهز 67 عامًا، وتميزت مسيرته المهنية في قدرته على هزيمة ما سمي بأشباح اليابان في زمن الحرب لكنه فشل في تحقيق هدفه النهائي المتمثل في استعادة اليابان كقوة عسكرية طبيعية.

مَن هو شينزو آبي؟

وُلد شينزو آبي في 21 سبتمبر 1954 في طوكيو لأبوين وهما شينتارو ويوكو آبي، كانت والدته ابنة نوبوسوكي كيشي، الذي اتهم بارتكاب جرائم حرب من قِبل الأميركيين المحتلين، ولكن تم إطلاق سراحه في النهاية من السجن دون المثول أمام محكمة جرائم الحرب التابعة للحلفاء، وشغل منصب رئيس الوزراء من 1957 إلى 1960 وعارض بشدة الدستور الذي حاول حفيده، بعد نصف قرن، مراجعته، كما ذهب والد آبي أيضًا إلى السياسة، حيث عمل وزيراً للخارجية وكزعيم مؤثر في الحزب الديمقراطي الليبرالي، الذي حكم اليابان طوال سنوات ما عدا أربع سنوات منذ نهاية الحرب، كان هناك القليل من الشكوك حول أن آبي سوف يتبع والده وجده في السياسة، ولكنه درس العلوم السياسية في جامعة Seikei في طوكيو وقضى عامًا في جامعة جنوب كاليفورنيا، كما درس العلوم السياسية، بعد فترة وجيزة قضاها في كوبي ستيل، بدأ آبي حياته السياسية في عام 1982 ، حيث عمل كمساعد تنفيذي لوالده، الذي كان وزيرًا للخارجية آنذاك، وتزوج من آكي ماتسوزاكي، ابنة الرئيس السابق لشركة موريناغا، إحدى أكبر شركات الحلويات في اليابان، في عام 1987، ولم ينجب الزوجان أي أطفال.

تاريخ من الإنجازات

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أكدت أنه تم الإعلان عن وفاة آبي من قبل هيديتادا فوكوشيما الطبيب المسؤول عن طب الطوارئ في مستشفى جامعة نارا الطبية، بعد أن أطلق مسلح النار عليه صباح اليوم الجمعة خلال إلقائه خطابًا انتخابيًا في مدينة نارا، لينهي تاريخا طويلا مليئا بالإنجازات لأحد أعظم القادة في تاريخ اليابان، حيث دخل آبي -سليل عائلة قومية قوية من السياسيين- التاريخ من خلال قيادة اليابان لما يقرب من ثماني سنوات متتالية، بدءًا من عام 2012، ووفقًا للصحيفة الأميركية، فقد كان إنجاز آبي رائعًا، ليس فقط بسبب سجل اليابان في التغيير السريع في رؤساء الوزراء، ولكن بسبب نجاحه الكبير في عدد من القضايا، وعلى رأسها تحرير الجيش الياباني بعد عقود من الهدوء الذي أعقب الحرب والبدء في إصلاح اقتصادها من خلال برنامج يُعرف باسم Abenomics، وفي أغسطس من عام 2020 بعد أربعة أيام فقط من تسجيله الرقم القياسي لأطول فترة قيادة متواصلة كزعيم ياباني، استقال آبي من منصب رئيس الوزراء بسبب اعتلال صحته، قبل عام من انتهاء فترة ولايته، وتابعت الصحيفة أن إحدى أهم تحركاته كرئيس للوزراء كانت في عام 2015 ، عندما دفع من خلال تشريع يسمح بمهام قتالية خارجية إلى جانب القوات المتحالفة باسم "الدفاع الجماعي عن النفس" بعد احتجاجات عامة ضخمة ومعركة مثيرة للجدل مع سياسيين معارضين، ولكنه فشل في تحقيق حلمه الطويل في مراجعة بند نبذ الحرب في دستور اليابان، والذي وضعه المحتلون الأميركيون بعد الحرب العالمية الثانية، وفي النهاية ، أثبت آبي أنه غير قادر على التأثير على الجمهور الياباني غير الراغب في المخاطرة بتكرار أهوال تلك الحرب.

علاقات دولية متميزة

وأشارت الصحيفة الأميركية في تقريرها إلى أن آبي فرض شكلاً من أشكال العلاج بالصدمة في إطار برنامجه الاقتصادي ويتضمن النقد الرخيص والإنفاق الحكومي على مشاريع التحفيز التي وسعت ديون البلاد وحررت الشركات، مما أدى إلى انتشال الاقتصاد من أزمة لا هوادة فيها ورفع مكانة آبي الدولية، فكان العامل الرئيسي في البرنامج الاقتصادي لآبي هو محاولة تمكين المرأة، حيث قال إن زيادة مشاركتهن في القوى العاملة من شأنه أن يساعد في موازنة انخفاض عدد السكان وكبار السن، وتابعت الصحيفة الأميركية، أنه على الصعيد الدولي، كان آبي أحد قادة العالم القلائل الذين حافظوا على علاقة وثيقة مع الرئيس دونالد ترامب، بعد أن استضاف زيارتين للزعيم الأميركي، إحداهما التقى فيها ترامب بالإمبراطور الجديد، ناروهيتو، كما استضاف آبي الرئيس باراك أوباما ليصبح أول رئيس أميركي يزور هيروشيما، موقع أحد التفجيرين الذريين للولايات المتحدة في نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعد سنوات من العلاقات الباردة مع الصين، حاول آبي الدخول في حقبة أكثر دفئًا، حيث قام بأول زيارة لرئيس وزراء ياباني لبكين منذ سبع سنوات عندما التقى بالرئيس شي جين بينغ في عام 2018، كما التقى عشرات المرات بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على أمل التفاوض على تسوية بشأن أربع جزر متنازع عليها شمال اليابان استولى عليها الاتحاد السوفياتي في نهاية الحرب.