مخطط إيراني لتشويه سمعة السنة في زاهدان.. ما القصة؟

تسعي إيران لتشويه سمعة السنة في زاهدان

مخطط إيراني لتشويه سمعة السنة في زاهدان.. ما القصة؟
صورة أرشيفية


يواجه أهل السنة في إيران وخاصة بمدينة سيستان وبلوشيستان والتي تضم السنة والأقلية العرقية في إيران، مظالم طويلة الأمد من قبل النظام الإيراني والتي تختص في العنف والتمييز والقمع وذلك منذ عقود. 

كما تعد مقاطعة سيستان بلوشستان موطنًا لأقلية البلوش السنة في إيران، والتي يقدر عددها بما يصل إلى مليوني شخص، إحدى المدن التي ركز الملالي على قمعه ونهب خيراتها حيث تمتع بمساحات أراضي واسعة، بالإضافة إلى التمييز بين أهل السنة والشيعة الذي يستمر نظام الملالي في نهجه ضد السنة في البلاد. 

اتهامات تلاحق أهل السنة في إيران 

انتقدت الصحيفة الرسمية للحكومة الإيرانية الزعيم الديني السني في زاهدان، مدعية أن مولوي عبد الحميد يحاول قيادة "أعمال شغب في البلاد، وذلك في ظل الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ سبتمبر الماضي. 

ووجهت صحيفة إيران ديلي الحكومية الرسمية الاتهام إمام الجمعة في زاهدان قائلة بمقاطعة سيستان بلوشستان الجنوبية الشرقية ذات الأغلبية السنية يواصل لعب "دوره المدمر ضد الأمن القومي والوحدة".

كما زعمت الصحيفة في تقريرها أن المخابرات المركزية السنية استغلت إمام الجمعة في المقاطعة لإثارة البلبلة وزيادة التوترات واتساع وتيرة الاحتجاجات في البلاد. 

ومن خلال خطابات الإمام السني منذ اندلاع الثورة الإيرانية في سبتمبر الماضي، وقد حمل مولوي عبد الحميد المرشد الأعلى علي خامنئي المسؤولية وطالب بإلغاء أحكام الإعدام بحق المتظاهرين، واستمر في الدعوة إلى العدالة واحترام الشعب، وهو ما أدى إلى اتساع رقعة الاحتجاجات ودعم وانضمام الشيعة لمتظاهرات السنة في البلاد. 

استهداف أهل السنة.. مخطط إيراني 

في الأسبوع الماضي، دعا محمد جواد لاريجاني، أحد الشخصيات السياسية في الأربعة للنظام في إيران، ضمنًا إلى تدمير مسجد مكي الذي يلقي فيه مولوي عبد الحميد خطبًا انتقادية يوم الجمعة.

في وقت سابق ، استهدفت مجموعة Black Reward خوادم البيانات التابعة لوكالة أنباء فارس، التابعة للحرس الثوري الإيراني، الإمام السني وتوجيه العديد من التهديدات إليه. 
وفي السياق ذاته، فقد أصدرت عدة وثائق لوسائل الإعلام تشير إلى أن خامنئي يشعر بالفزع من تصريحات مولوي عبد الحميد، وهو ما أشار إليه الزعيم السني في خطاباته لسكان إيران.   

وكشفت الوثائق أيضًا أنه بدلاً من اعتقاله أو إلحاق الأذى به، أمر خامنئي أتباعه بتشويه سمعة عبد الحميد حتى يقل تأثيره بين السكان السنة في البلاد.

الاحتجاجات الإيرانية – والأوضاع

تواجه العملة الإيرانية انهيارا كبيرا أمام الدولار الأميركي في سعر سوق الصرف الأجنبي، وذلك وسط تجدد الاحتجاجات في الشوارع في جنوب شرق البلاد المضطرب، حيث ندد مولوي بالقمع الدموي للمظاهرات في الشوارع.

واندلعت الاحتجاجات بسبب وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عاما ، وهي كردية إيرانية، عقب اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لمخالفاتها الزي الرسمي في إيران، وذلك بموجب قواعد اللباس الإيرانية الصارمة في إيران للنساء . 

وشكلت الاحتجاجات ، التي دعا فيها المتظاهرون من جميع مناحي الحياة إلى سقوط النظام الإيراني ، والتي تعد أحد أكبر التحديات للنظام الإيراني منذ ثورة 1979.

وبعد خطبة مولوي ففي زاهدان، فقد خرج متظاهرون مرددين هتافات "السجناء السياسيون يجب إطلاق سراحهم" و "الموت للديكتاتور . 

وبحسب تقارير واردة فقد قتل 506 متظاهرين بينهم 69 قاصرًا، كما قُتل ستة وستون من أفراد قوات الأمن، كما أنه يقدر أن نحو 18.480 شخصا اعتقلوا.