الجارديان تكشف اعتقال قطر التعسفي لأستاذ جامعة أسترالي
مرة جديدة تكشف قطر وجهها الحقيقي للعالم، بعد أن كشفت بعض التقارير العالمية عن إلقاء قطر القبض على أستاذ جامعي بزعم صلاته مع تنظيم القاعدة.
خطوة قطر بالقبض على الأستاذ الجامعي والذي كان يتمتع بدعم كبير من الحكومة القطرية ما زال يثير الجدل والغموض، في ظل رفض الحكومة القطرية الإفصاح عن سبب الاعتقال أو مكان احتجاز البروفيسور.
احتجاز غامض
واحتجزت السلطات القطرية أستاذ الصحة العامة الأسترالي وابنه منذ ما يقرب من ٥ أشهر دون توجيه تهمة، وفقا لما كشفت عنه صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وألقي القبض على المواطنين الأستراليين البروفيسور لقمان طالب ويبلغ من العمر 58 عامًا، ونجله إسماعيل طالب، 24 عامًا، في منزلهما في الدوحة من قبل السلطات المحلية في 27 يوليو، وهما محتجزان في مكان لم يُكشف عنه.
وجاءت الاعتقالات قبل ثلاثة أشهر تقريبًا من تسمية الولايات المتحدة أحد أبناء البروفيسور طالب، الذي كان في أستراليا بأنه "الميسر المالي" المزعوم لتنظيم القاعدة، ولكن السلطات الإسرائيلية أطلقت النار عليه عام ٢٠١٠.
والبروفيسور طالب هو خبير في الصحة العامة وإحصاء حيوي موجود في قطر منذ عام 2015.
ورغم القبض عليه واحتجازه في مكان غير معروف، لا يزال البروفيسور يشغل منصب رئيس قسم الصحة العامة بجامعة قطر، وقد ساعد البلاد مؤخرًا في الاستجابة لفيروس كورونا.
ويرى مراقبون أن احتجاز قطر للبروفيسور دون الكشف عن مكان احتجازه أو توجيه أي تهم له بالإضافة إلى احتفاظه بمركزه في الجامعة، يثير الجدل حول سبب اعتقاله.
غضب أستراليا
قدمت الحكومة الأسترالية المساعدة للبروفيسور ونجله من خلال القنصلية، وتم السماح بزيارتهم في الأشهر الأخيرة، بعد أن رفضت الحكومة القطرية في السابق السماح للقنصلية بالتواصل معهم.
وأخبرت الحكومة عائلتهم أنها لا تزال تحاول توضيح طبيعة التحقيق والتهم التي يتم النظر فيها ضد البروفيسور ونجله.
وتم القبض على إسماعيل طالب، المصور في أستراليا، مع والده في يوليو، وفي منتصف أكتوبر أدرجت الخارجية الأميركية أحد أبناء البروفيسور طالب ويدعى أحمد لقمان طالب، باعتباره "الميسر" المزعوم الذي قدم الدعم المالي واللوجستي للقاعدة واستخدم عمله في تجارة الأحجار الكريمة لنقل الأموال للتنظيم في جميع أنحاء العالم.
وقالت الخارجية الأميركية: "لطالب تعاملات مالية في عدد من البلدان، وعمله التجاري في الأحجار الكريمة قد أتاح له القدرة على نقل الأموال دوليًا لصالح القاعدة".
وتكتمت قطر عن قرار اعتقال البروفيسور ونجله لمدة ٤٠ يوما في حادث اعتبرته الحكومة الأسترالية غامضا.
قالت ابنة البروفيسور وتدعى مريم لقمان طالب، لصحيفة الجارديان: إن الأسرة مرت بما يمكن وصفه بالجحيم خلال الأشهر الخمسة الماضية.
وتابعت: إن والدها، يعاني من سرطان الدم، وفقد وزنًا كبيرًا وتحمل الحرمان من النوم بسبب التعذيب النفسي الذي مارسته السلطات.
وعلى عكس اعتقاد المراقبين، ترى أستراليا أن قرار قطر باعتقال البروفيسور هو نوع من العقاب الجماعي للأستراليين، خصوصا وأن نجله أحمد الذي أدرجته الخارجية الأميركية على قوائم الإرهاب أطلقت إسرائيل النار عليه عام ٢٠١٠ بالقرب من قطاع غزة.