لقي 176 شخصًا مصرعهم، يوم الأحد، إثر تحطم طائرة أثناء محاولتها الهبوط في مطار موآن بمحافظة جنوب غربي كوريا الجنوبية، بحسب وكالة الإطفاء الوطنية.

وأكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن الطائرة انزلقت عن المدرج واصطدمت بحاجز خرساني حوالي الساعة التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي. 

الطائرة التابعة لشركة "جيجو للطيران" كانت في رحلة قادمة من بانكوك وتحمل على متنها 175 راكبًا وستة أفراد من الطاقم. 

جهود الإنقاذ

تمكنت فرق الإنقاذ من إنقاذ شخصين فقط حتى الآن، فيما أُعلن عن المنطقة كمنطقة كارثة خاصة من قبل الرئيس الكوري الجنوبي بالإنابة، تشوي سانغ-موك، ما يتيح توفير الدعم المالي للمتضررين.

وصل تشوي إلى موقع الحادث بعد أربع ساعات من وقوعه، فيما تم نشر أكثر من 1500 من أفراد الطوارئ للتعامل مع الكارثة. 

وتابعت الصحيفة، أن الطائرة التي تعرضت للحادث من طراز بوينغ 737-800، والمعروفة بسمعتها القوية في مجال السلامة الجوية، ومع ذلك، أظهرت لقطات تلفزيونية أن الطائرة انزلقت على المدرج دون نشر معدات الهبوط أو الأجنحة المخصصة لتقليل السرعة، قبل أن تشتعل بها النيران عند الاصطدام بحاجز خرساني. 

وفي إفادة صحفية قصيرة، أعرب كيم إي-بيه، الرئيس التنفيذي لشركة جيجو للطيران، عن اعتذاره للضحايا وأسرهم، متعهدًا بدعم المتضررين. وأكد أن الطائرة لم تُظهر أي أعطال خلال الفحوصات قبل الإقلاع. 

وما تزال التحقيقات جارية لمعرفة أسباب الحادث، فيما أشار خبراء طيران إلى احتمالية وجود خطأ في عملية الهبوط أو عطل ميكانيكي. 

تحديات كبرى

وأفادت وكالة الإطفاء، أن النيران ألحقت أضرارًا جسيمة بالجثث، ما يجعل عملية تحديد الهوية صعبة، حيث تم نقل حوالي 80 جثة إلى مشرحة مؤقتة بانتظار تعرف العائلات عليها. 

وقالت شركة بوينغ - في بيان-: إنها على اتصال بشركة جيجو للطيران ومستعدة لتقديم الدعم اللازم. كما قدمت تعازيها لأسر الضحايا. 

وعلى الصعيد المحلي، تجمع العشرات من أسر الضحايا في المطار للحصول على تحديثات حول الحادث. 

وذكرت تقارير محلية، أن بعض الركاب أرسلوا رسائل نصية لعائلاتهم قبل الكارثة، تضمنت إحداها: "هل أكتب وصيتي؟". 

أزمة سياسية وحادث مأسوي

ويأتي الحادث في وقت يشهد اضطرابات سياسية في كوريا الجنوبية. الرئيس الحالي يون سوك يول موقوف عن مهامه بعد إعلان قصير للأحكام العرفية أثار جدلًا كبيرًا، بينما أُقيل رئيس الوزراء هان دوك سو؛ مما جعل تشوي سانغ-موك يتولى الرئاسة بالوكالة قبل يومين فقط من وقوع الكارثة. 

وتأسست شركة جيجو للطيران عام 2005 وتُعد واحدة من أكبر شركات الطيران الاقتصادي في كوريا الجنوبية. 

ومع ذلك، شهدت أسهم الشركة انخفاضًا بنسبة 30% هذا العام وسط منافسة متزايدة وارتفاع تكاليف التشغيل. 

ويبقى الحادث محور تحقيقات موسعة وسط تساؤلات عن الأسباب التي أدت إلى تحطم طائرة ذات سجل أمان قوي، فيما يواصل المسؤولون تقديم الدعم لأسر الضحايا والعمل على منع تكرار مثل هذه الكوارث.