تبرعات سخية من عمالقة الأقتصاد الأمريكي لحفل تنصيب ترامب.. كم دفعوا ولماذا؟

تبرعات سخية من عمالقة الأقتصاد الأمريكي لحفل تنصيب ترامب.. كم دفعوا ولماذا؟

تبرعات سخية من عمالقة الأقتصاد الأمريكي لحفل تنصيب ترامب.. كم دفعوا ولماذا؟
ترامب

مع اقتراب موعد حفل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، يبرز المشهد الاقتصادي والسياسي في الولايات المتحدة بأسئلة ملحّة حول دوافع الشركات الكبرى لدعم هذا الحدث بتبرعات مالية ضخمة.

 يبدو أن الرهان لا يقتصر على دعم سياسي مباشر، بل يمتد إلى محاولة استعادة مكانة اقتصادية وتعزيز العلاقات مع إدارة ترامب المرتقبة. فبينما عانت هذه الشركات من اضطرابات سياسية وصراعات خلال الأعوام السابقة، يعتقد البعض أن هذا الدعم السخي يمثل محاولة لتطهير الصورة العامة والانخراط في استراتيجيات جديدة لتحقيق مكاسب اقتصادية ضخمة. فهل التبرعات السخية تعكس انتعاشًا اقتصاديًا مرتقبًا، أم هي خطوة محسوبة في لعبة السياسة؟

*أرقام قياسية ومصالح متداخلة*


في مشهد غير مألوف، شهدت الشركات الأمريكية الكبرى اندفاعًا ملحوظًا لتقديم تبرعات سخية لحفل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، حيث تشير التقارير أن هذا الحدث قد يسجل رقمًا قياسيًا في حجم التبرعات مقارنة بأي احتفال تنصيب سابق، ويبدو أن هذه الظاهرة تعكس تقاطع المصالح الاقتصادية والسياسية بين الإدارة المقبلة وهذه الشركات.

بحسب تقرير نشره موقع "أكسيوس"، فإن تبرعات الشركات تجاوزت حدود داعمي ترامب التقليديين، حيث أظهرت شركات كانت في السابق على خلاف سياسي معه رغبتها في المشاركة المالية.

على سبيل المثال، أعلنت شركات مثل "تويوتا"، "فورد"، و"جنرال موتورز" عن تبرعات بقيمة مليون دولار لكل منها إلى جانب الدعم المالي، ستقدم شركات صناعة السيارات مركبات خاصة تُستخدم خلال مراسم التنصيب.

من جهة أخرى، امتدت التبرعات لتشمل شركات التكنولوجيا الكبرى في وادي السيليكون، تعهدت شركات مثل "أمازون"، "ميتا"، و"أوبن إيه آي" بمليون دولار لكل منها، بينما قدمت "أوبر" مساهمة استثنائية بلغت مليوني دولار.

 المثير للاهتمام أن بعض هذه التبرعات جاءت مباشرة من جيوب المديرين التنفيذيين للشركات وليس من المؤسسات ذاتها.

وفي قطاع التمويل، ساهمت بنوك مثل "جولدمان ساكس" و"بنك أوف أميركا"، في حين انضمت شركات العملات المشفرة مثل: "كراكن" و"كوين بيز" إلى قائمة المانحين.

كما شملت قائمة المساهمين شركات مثل: "آي تي أند تي"، "تشارتر كومنيكيشن"، و"ستانلي بلاك آند ديكر"، والتي قدمت شيكات بمبالغ مكونة من سبعة أرقام.

*تطهير سياسي أم استثمار في المستقبل*


تظهر هذه التبرعات على أنها جزء من محاولة لتطهير الصورة السياسية للشركات التي توقفت عن تقديم الدعم السياسي بعد أحداث السادس من يناير 2021، عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول، حيث أصدرت العديد منها بيانات شجب ضد تلك الاضطرابات، وفقًا لموقع "أكسيوس".

بعد مرور أربع سنوات، يبدو أن بعض هذه الشركات تسعى لتجاوز تلك الحقبة من خلال دعم ترامب بقوة أكبر، في مؤشر على رغبتها في استعادة نفوذها في المشهد السياسي.

أحد ممثلي الشركات أشار أن "الناس يريدون المضي قدمًا"، مؤكدًا أن بيانات الإدانة السابقة لحادثة الكابيتول قد اختفت من مواقع الشركات الإلكترونية.

وبهذا، يُعتقد أن التبرعات تمثل وسيلة لتصفية الحسابات السياسية وبناء علاقات استراتيجية جديدة.

*دوافع الشركات: اقتصاد أم سياسة؟*


تأتي هذه التبرعات في وقت تسعى فيه الشركات لتعزيز مكانتها قبل انطلاق ولاية ترامب الجديدة. 


تشير التقديرات أن حجم التبرعات يتجاوز بكثير ما جُمع خلال حفل تنصيب الرئيس جو بايدن في عام 2021. 


وتوضح هذه الزيادة أن الشركات ترى في ترامب شخصية أكثر مرونة وتفاهمًا مع مصالحها الاقتصادية، خصوصًا بعد سياساته السابقة التي وفرت بيئة داعمة لقطاع الأعمال.

توقعات الخبراء تُشير، أن هذه التبرعات قد تكون استثمارًا طويل الأمد في سياسات اقتصادية داعمة، حيث تسعى الشركات لاستغلال عودة ترامب لتحقيق مكاسب تجارية وتقليل القيود التنظيمية التي قد تعيق نموها.