السوريون يفرون من كورونا إلى منازلهم المدمرة.. وسط عدوان تركيا في عيد الفصح
عيد فصح جديد ومختلف على العالم أجمع، فالمسيحيون حول العالم يحتفلون بالعيد من منازلهم بسبب انتشار فيروس "كورونا"، أما السوريون فوضعهم مختلف، فهم يبحثون عن منزل يشعرون فيه بالأمان للاستمتاع بيوم العيد، فلا المخيمات المكتظة صالحة ولا المنازل المدمرة آمنة للعيش.
المخيمات مكتظة بعشرات الآلاف من النازحين، ما يجعل التباعد الاجتماعي أمراً شِبه مستحيل، وبالتالي سهولة انتشار فيروس "كورونا" القاتل في ظل ضعف كافة الإمكانيات الصحية للبلد التي مزقتها الحرب، أما المنازل فهي مدمرة بالكامل بفعل القصف والحرب، فلا يوجد أبواب أو نوافذ وفي بعض الأحيان لا توجد جدران تحمي مَن في الداخل.
السوريون يفضلون منازلهم المدمرة أكثر من المخيمات
وأكدت وكالة "رويترز" الإخبارية أن السوريين يفضلون العودة لمنازلهم المدمرة أكثر من العيش في المخيمات المكتظة.
وتابعت أن السوريين يخشون من تفشي الفيروس القاتل في المخيمات، وهو الأمر الذي دفعهم للعودة للعيش في منازلهم المدمرة، وتحت نيران القصف.
وأضافت أنه على الرغم من القلق من أن وقف إطلاق النار الهش في إدلب قد لا يستمر، إلا أن العائلات السورية بدأت في إزالة الأنقاض من منازلها محاوِلةً العيش فيما تبقى منها، والبحث عن أي قذائف غير منفجرة حتى لا تصيب أي شخص بالضرر.
وقال مطر (42 عامًا) لرويترز في بلدة النيرب حيث منزله بالقرب من خط المواجهة الذي يفصل ميليشيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن الحكومة السورية المدعومة من روسيا "أفضل من العيش في المخيمات، كنا هناك وعايشنا الذل، بعد أن دمر صاروخ منزلنا قبل ثلاثة أشهر".
وتابع "يقولون لنا ألا نبقى في المنزل بسبب الحرب... ولكن في المخيمات، الخيام بجوار بعضها البعض ولا يستطيع الناس أن يبقوا على مسافة."
ويرغب مطر في قضاء شهر رمضان المبارك مع أبنائه الستة في المنزل، وقال: "الحمد لله ، لقد أخرجنا سالمين، الآن أقوم بإصلاحات بيدي لأنني لا أملك المال."
وعلى غرار مطر، بدأ آلاف السوريين في العودة إلى منطقة إدلب منذ سريان الهدنة التي توسطت فيها روسيا وتركيا في مارس، مما أوقف الهجوم في آخر معقل للمتمردين المتبقين.
النازحون يخشون اقتراب الاحتلال التركي.. والعيد مليء بالخوف
بينما قال "ساهر العلي" ، 32 سنة ، وهو سائق عاد أيضا إلى النيرب في محاولة لإصلاح منزله: "ماذا سيحدث بعد ذلك ، الله وحده يعلم ... في نهاية المطاف ، ليس لدى الشخص سوى منزله".
وأكدت الوكالة، أن الضربات الجوية قصفت جميع الأبواب والنوافذ، وهو ما دفع العائلات للهرب، وقبل الذهاب إلى المخيم على الحدود بحثوا عن منازل ولكنها كانت باهظة الثمن.
وتابع سامر "أين كان من المفترض أن أعيش؟ في المخيمات أو في الشارع؟ ... إذا عادت المعارك ، فسنهرب مرة أخرى."
بينما أكدت مجلة "نيويوركر" الأميركية، أن السوريين يشعرون بخيانة الولايات المتحدة الأميركية لهم، وتسليمهم للأتراك، ما دفعهم للهرب من منازلهم والتوجه للمخيمات التي أصبحت خطراً عليهم وعلى رأسها مخيم عين عيسى الذي يضم عشرات الآلاف من النازحين ويقع على طريق "M4"، والقريب من الحدود التركية.
وأضافت أن العيد على السوريين كان مختلفاً للغاية، فالموجودون في المخيمات يحاربون لمكافحة فيروس "كورونا"، أمام الفارون منها فيحاولون إصلاح منازلهم التي دمرتها الحرب.
وأشارت إلى أن النازحين في المخيم يشعرون بالذعر إذا ما شعروا باقتراب القوات التركية تجاههم، فهم يخشون التمييز الطائفي أو السقوط في يد الميليشيات الإرهابية التي يرعاها أردوغان.