"الصادق الغرياني".. بوق فتاوى الإرهاب في ليبيا
الدين الإسلامي.. هو وسيلته للمتاجرة والربح ودعم الإرهاب تارة، وأخرى للحكام الفاسدين، وطوع جميع الأشياء، للدفاع عن أفكار جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، متبعًا نهج مفتي الإخوان الأكثر دموية يوسف القرضاوي، ولكن على الطريقة الليبية.
"الصادق الغرياني"، هو أحد رموز جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا، حيث يتولى مهنة مفتي الإرهاب، ولكن فتاويه وأحاديثه ملطخة بدماء الأبرياء.
مَن هو مفتي الإرهاب؟
هو الصادق عبد الرحمن علي الغرياني، حيث ولد في 1942، لعائلة من قرية "أنطاطات" قرب مدينة غريان في الجبل الغربي، وتخرج من جامعة محمد بن علي السنوسي كلية الشريعة عام 1969، في البيضاء، ثم حصل على الماجستير من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1972.
عمل فيما بعدُ بالتدريس الجامعي أكثر من ثلاثين سنة، تولى الإشراف والتدريس في شعبة الدراسات العليا بقسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الفاتح آنذاك، ولكنه بعد اندلاع ثورة 17 فبراير 2011، خرج على التلفزيون مطالبًا الليبيين بالوقوف ضدّ القذافي وكتائبه.
وفي فبراير 2012، شغل منصب مفتي المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، لتتجلى حقيقته فيما بعدُ، لاسيما قبيل أول انتخابات عامة تشهدها ليبيا منذ نحو 46 عامًا، حيث طالب الناخبين بعدم التصويت لتحالف القوى الوطنية الذي فاز لاحقًا في الانتخابات، وعدم التصويت لمحمود جبريل باعتباره "مناصرًا للّيبرالية"، حيث أثار لغطًا كبيرًا في فترة الصمت الانتخابي.
المطالبة بالإقالة
عقب ذلك الوقت، وبعد الكثير من الفتاوى المثيرة للجدل، طالبت جهات وشخصيات في ليبيا بعزل الصادق الغرياني من منصبه كمفتٍ، لفقدان الليبيين الثقة به، بجانب انتقاده لعدد من علماء الأزهر الشريف، وفتواه الخاصة بضرورة مقاتلة قوات الجيش الوطني التي يقودها المشير خليفة حفتر ضِمن عملية الكرامة، ما وصل لدرجة المطالبة بقتل الجنود وإهدار دمهم، كما أنه كان خلف الضغط لإقرار قانون العزل السياسي، وحصار المقرات الوزارية عام 2013، ودعواته التحريضية على ممارسة وإثارة العنف وتصعيده وتحريضه على القتل وتعذيب المواطنين والتمييز بينهم وانتهاك حقوق الإنسان عَبْر وسائل الإعلام,
وفي أغسطس 2014، دعت اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان لإعفاء المفتي العامّ للديار الليبية صادق الغرياني من منصبه ورفع الحصانة عنه، وطالبت بإحالته للتحقيق من قِبل مكتب النائب العامّ، وفي 9 نوفمبر من العام نفسه، قرر مجلس النواب الليبي عزل مفتي البلاد، الصادق الغرياني، من منصبه، كما قرر إلغاء دار الإفتاء وإحالة اختصاصاتها واختصاصات المفتي لهيئة الأوقاف في الحكومة المؤقتة.
فتاوى شاذة
يزخر تاريخ الغرياني بالكثير من الفتاوى الشاذة، التي يطلقها تحت غطاء ورعاية من فايز السراج، حيث يقدم نفسه عبر قناة "التناصح" الإخوانية من تركيا بتمويل قطري، كمُفْتٍ لليبيا، والتي أطلق فيها الكثير من الأحاديث الفاسدة له، ومنها قوله إن "البرلمان والجيش الليبي من البغاة الواجب قتالهم"، وأخرى ادَّعى فيها أن الحرب في ليبيا هي حرب بين الإسلام والكفر، وتحريضه لأتباعه على دعم قوات فجر ليبيا، فضلاً عن دعوته كل القادرين على التوجه لبنغازي للقتال في صفوف الجماعات الإرهابية، واصفًا ذلك بـ"الجهاد".
كما أفتى بإباحة القتل وإراقة الدماء في ليبيا، وفي الوقت نفسه قدم الشكر لدولة قطر على مد ليبيا بالأسلحة معتبرها مساعدات من الدوحة، بينما وافق على العمليات الإرهابية وتفجير الشباب أنفسهم ضدّ قوات الجيش الليبي، واصفًا القرى التي انتفضت لدعم الجيش بأن أهلها "كفرة وصهاينة وأعداء للإسلام"، فيما اعتبر التفجيرات التي شهدها مجمع المحاكم في مصراتة أكتوبر 2017 أنه "غضب من الله لتراكم القضايا".
فيما أشاد ودعم الهجوم الإرهابي الذي استهدف منطقة الهلال النفطي، مطالبًا أهالي أجدابيا وبنغازي ودرنة للانضمام للإرهابيين في مواجهة الجيش الليبي، ودعا أيضًا إلى اقتحام المدن والمناطق غير الخاضعة لحكم الإخوان واعتبار الممتلكات العامة والخاصة فيها غنائم حرب لمن يصفهم بـ"الثوار"، وأن مَن ينضم إلى حفتر ويموت معه سوف يموت ميتة جاهلية، ولكن كل مَن يقاتله ويموت فهو شهيد وفي سبيل الله، كما أفتى بجواز دفع زكاة الأموال لشراء ما يلزم المقاتلين في المحاور والمستشفيات الميدانية.
علاقته مع قطر
يمتلك الغرياني جوازَ سفرٍ قطريًّا وإقامة دائمة في كل من تركيا وبريطانيا، ووفقًا لشهادات مقربين منه، فإن جميع ثروته من الدعم القطري وأموال الزكاة التي يحصل عليها من رجال أعمال من تنظيم الإخوان الإرهابي في عدة دول، كما يعتبر عضوًا في ذراع جماعة الإخوان الدعوية المسمى بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي يتزعمه يوسف القرضاوي، بينما يدير نجله استثمار جزء كبير منها في "بيزنس العقارات" بتركيا وبريطانيا.
وورد اسمه في "لائحة الإرهاب" التي أعلنت عنها السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وتضمّ شخصيات وكيانات مقرها في قطر أو تتلقى منها دعمًا، في يوليو 2017.
دعم تركيا
هو واحد ممن استعان بهم "أردوغان" لتبرير استهداف دماء وأموال الليبيين، حيث أجاز له مهمة استيلاء الميليشيات والمقاتلين في طرابلس على الممتلكات، حيث أفتى بأن "السيارات والأسلحة الثقيلة والمعدات والنقود لا تُعدُّ من السلَب الذي يختص به المقاتل، بل هي غنيمة، أربعة أخماسها مِلكٌ لجميع الحاضرين للقتال، وخُمسها تتصرف فيه القيادة للمصالح العامة".
كما سبق أن قال صراحة إنه "يجب علينا أن نقف مع تركيا كما وقفت معنا وهبَّت لنُصرتنا في وقت الأزمة والظروف الصعبة، ونتعامل بإيجابية مع البنود الأخرى للاتفاقية ولا نخذلهم"، من أجل التشجيع على اتفاقيتَي التعاون العسكري وترسيم الحدود البحرية بين السراج وأردوغان، والتي تتيح لأنقرة الاستفادة من مخزونات الطاقة الموجودة بشرق المتوسط عَبْر البوابة الليبية.