العفو الدولية تكشف ممارسات قطر وعبوديتها لعاملات المنازل
تواصل منظمة العفو الدولية كشف الوجه القبيح لقطر وأعضاء الأسرة الحاكمة، في استعباد وإذلال العمال الأجانب خصوصًا القادمين من الدول الفقيرة والذين يعملون في المهن البسيطة مثل عمال البناء والنظافة وهؤلاء العاملين في المنازل، وتعد الفئة الأخيرة الأكثر تعرضًا للانتهاكات والاعتداءات، فمعظمهم من النساء الفقيرات.
العفو الدولية تكشف معاناة عاملات المنازل في قطر
وأكدت المنظمة في تقريرها أن هناك الكثير من الأمثلة على معاناة عمال المنازل في قطر، وتشكل النساء الغالبية العظمى منهم، فتتم معاملتهن بطريقة منافية للإنسانية.
وتابعت أن من ضِمن هذه الأمثلة سيدة تدعى "ماري" كينية تعمل سائقة ومدبرة منزل لإحدى العائلات القطرية، وتمثل الآلاف من عاملات المنازل، وتعرضت للمعاملة السيئة والعمل الزائد، واتخذت قرارها بالمغادرة، ولكن انتشار فيروس كورونا قلب الأمور.
وقالت "ماري": "أعمل لدى عائلة بها 6 أطفال، ودفعت 1200 دولار لوكالة التوظيف للحصول على الوظيفة، العمل شاق للغاية، واضطررت للعمل لأنني في حاجة للأموال لرعاية ابني ووالدتي المريضة".
وتابعت "في اليوم العادي أستيقظ الساعة الـ 5 صباحًا وأبدأ في تنظيف السيارة حتى الساعة 6 وبين هذا والوقت وحتى الساعة 7.30 أقود السيارة ذهابًا وإيابًا لتوصيل أفراد الأسرة لأعمالهم والأطفال إلى المدرسة، وعندما أعود أبدأ في تنظيف المنزل ويستغرق الأمر حوالي 4 ساعات، وتحضير الطعام".
وأضافت "بعدها بفترة وجيزة يعود أفراد الأسرة من الخارج، فلم يكن لدي الوقت المناسب لتناول وجبة الإفطار أو الغذاء، وأقضي باقي اليوم في تلبية احتياجات أفراد الأسرة أو توصيل من يريد الخروج".
واستطردت قائلة "صاحب وكالة التوظيف يأخذ جزءا من راتبي، لتغطية تكاليف إحضاري لقطر، وغير مسموح أن يكون لدي هاتف، ولكنني أخفيت واحداً أحضرته معي من كينيا وخبأته في غرفتي".
وتابعت "أبقى على تواصل دائم مع أفراد الأسرة طيلة اليوم، وهو ما يجعلني مستيقظة حتى ساعات متأخرة للغاية في الليل، في انتظار اصطحاب شخص ما في منتصف الليل أو تلبية طلبات المتواجدين في المنزل".
الآلاف من العاملات عالقات في سفارتهن راغبات في العودة للوطن والهروب من جحيم القطريين
وقالت "ماري": "تعرضت لحادث مؤخرًا من شدة التعب، فبدلاً من الضغط على الفرامل، ضغطت على الدواسة، وتم خصم مصاريف إصلاح السيارة من راتبي، على الرغم من أن المرآب أخبرني أن التأمين يغطي تكاليف الإصلاح.
وتابعت "أنا سائقة جيدة، ويمكنني الحصول على راتب جيد، ولكن في النهاية لا أحصل سوى على 1200 ريال قطري، أي ما يعادل 330 دولارا، يخصم منه تكاليف إحضاري لقطر".
وأضافت "يوجد العديد من النساء العاملات في المنازل ينتظرون في السفارة حتى يتمكَنَّ من العودة لمنازلهن، بعد أن هربن من أصحاب العمل".
وأكدت المنظمة، أن النظام القطري يمنح أصحاب العمل قوة تسمى "الكفيل"، فلا يسمح لعاملات المنازل بالمغادرة قبل إذن صاحب العمل، ما يعرضهن للكثير من الانتهاكات.
وقالت "ماري": "كان أسوأ وقت عندما غادر أحد العاملين في المنزل، وكان علي القيام بعمله، فكان الوضع كارثيًّا، لم أتعرض لمثل هذا الإرهاق من قبل، بالكاد كنت أجد الوقت لتناول الطعام، ولم أجد زيادة في الراتب أو حتى كلمة شكر".
وأضافت "كنت أُستغَلّ بصورة كبيرة، وهنا قررت المغادرة بعد عام واحد فقط من العمل في المنزل، وقمت بشراء تذاكر العودة لكينيا، وكان من المفترض أن أعود في شهر إبريل الماضي، لولا انتشار الفيروس وغلق المطارات في العالم، ومازالت عالقة هنا".