وول ستريت جورنال: بعد 100 يوم من الحرب على غزة.. إسرائيل لم تحقق أي هدف منها
وول ستريت جورنال: بعد 100 يوم من الحرب على غزة.. إسرائيل لم تحقق أي هدف منها
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال": إنه بعد 100 يوم، تتحول حرب إسرائيل مع حماس إلى صراع طويل الأمد بدون نهاية واضحة؛ ما يهدد بالانتشار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتعطيل التجارة العالمية، مع فشل إسرائيل في تحقيق أي هدف من أهداف حربها على قطاع غزة.
حدث جيوسياسي كبير
وأضافت الصحيفة: أنه في واحدة من أكبر الأحداث الجيوسياسية هذا القرن، بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر والذي تقول إسرائيل إنه خلف 1200 قتيل، وجاء الانتقام الإسرائيلي الشرس بحرب على قطاع غزة، تقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 23.000 فلسطيني قتلوا، معظمهم من النساء والأطفال، وهو رقم لا يميز المقاتلين عن المدنيين، كما أن ما يقرب من 70% من منازل غزة البالغ عددها 439.000 ونصف مبانيها قد تضررت أو دُمرت.
أهداف نتنياهو من الحرب
وعلى الأرض، حدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أهدافا لتدمير حماس كقوة مقاتلة وإنهاء سيطرتها على غزة وتحرير الرهائن الذين اختطفتهم من إسرائيل، ومع ذلك، فإن الحرب تتحول إلى كدح دموي يظهر حدود القدرات العسكرية الإسرائيلية وتطور شبكة الدفاع السرية لحماس.
فشل إسرائيلي
ورأت الصحيفة أن إسرائيل لم تحقق أياً من الأهداف التي حددتها في البداية حتى الآن، لا يزال الجيش الإسرائيلي يسعى لإيجاد وتدمير الأنفاق التي يعتقد أن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار وآخرين يختبئون فيها، ولا يزال عشرات الآلاف من الإسرائيليين نازحين من منازلهم في شمال إسرائيل وسط مناوشات مع حزب الله.
وفي الشهر الرابع من عملياتها في غزة، أشارت إسرائيل إلى أنها تتحول إلى مرحلة أقل حدة من الصراع، تحت ضغط من الولايات المتحدة للحد من الخسائر الفلسطينية ووسط أزمة إنسانية متفاقمة.
وقال عوزي عراد، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي في عهد نتنياهو من 2009 إلى 2011: "في الواقع، لا تزال الأزمة في حالة تغير مستمر، لا تزال هناك مخاطر مزيد من التصعيد".
وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة جاءت لمساعدة إسرائيل في حرب تشكل أحد اختبارات السياسة الخارجية المحددة للرئيس بايدن، وقد تردد صدى الصراع ودعم الإدارة القوي لإسرائيل في السياسة الداخلية الأميركية؛ ما أثار موجة من الاحتجاجات في حرم الجامعات وزاد من حدة الحروب الثقافية في الوقت الذي يتجه فيه الرئيس إلى انتخابات مثيرة للجدل.
وأوضحت الصحيفة أن الصراع في غزة أجبر الولايات المتحدة على إعادة التركيز على الشرق الأوسط بعد سنوات من إعادة توجيه الموارد الدبلوماسية والعسكرية لمواجهة الصين الصاعدة، وقد صرف انتباهه عن الجهود الأميركية لمساعدة أوكرانيا على صد الغزو الروسي.
إعادة تشكيل التحالفات
حيث أثار الصراع واحدة من أهم أولويات السياسة الخارجية لبايدن وهي محادثات التطبيع المدعومة من الولايات المتحدة، والتي كان الهدف منها إعادة تشكيل التحالفات الدبلوماسية والأمنية في المنطقة والمساعدة في احتواء إيران، ومع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والدول العربية، من غير الواضح كيف ومتى ستتمكن الولايات المتحدة من استئناف تلك المحادثات، التي تم تعليقها.
وأضافت الصحيفة: أنه الآن أصبحت مسألة كيفية حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، التي تجاهلها المجتمع الدولي وإسرائيل إلى حد كبير لسنوات، محورية مرة أخرى للدبلوماسية العالمية، على الرغم من أن الطريق إلى حل الدولتين يبدو أكثر صخباً من أيّ وقت مضى.
طريق طويل
وقال سنام فاكيل، نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث في لندن: "اعتقد الجميع أن المنطقة تسير على طول الطريق، وقالت إن هناك هذا السراب الذي يمكن من خلاله تجنب القضية الفلسطينية".
وشقت القوات البرية الإسرائيلية طريقها إلى المناطق الحضرية في شمال غزة بوتيرة سريعة. قطع الجيش الإسرائيلي الشمال عن بقية غزة وحاصر أكبر مستشفى لها، الشفاء.
بعد انهيار وقف إطلاق النار للسماح بالإفراج عن الرهائن، وسّعت إسرائيل عملياتها إلى خان يونس، حيث اعتقدت أن قادة حماس يختبئون.
وبحلول يناير، اضطر معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة إلى الجنوب. وقد شنت إسرائيل عمليات في جميع أنحاء القطاع، لكنها لم تحدد موقع قيادة حماس. وأشار إلى التحول إلى مرحلة أقل حدة من الصراع.
احتواء إيران
وخارج ساحة المعركة في غزة، تعمل الولايات المتحدة على احتواء إيران الداعمة لحماس وحلفائها، بما في ذلك حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن، وإن عملية السلام الهشة في اليمن، والتي ساعدت الولايات المتحدة في التوسط فيها أصبحت الآن في خطر.
وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها ضربات ضد أهداف للحوثيين في اليمن في نهاية هذا الأسبوع؛ رداً على هجمات في البحر الأحمر تسببت في قيام السفن برحلات أكثر تكلفة وهزت أسعار السلع المرتبطة بهذه التدفقات.
وقال هيو لوفات، وهو زميل سياسي كبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "عندما تمتد حرب في غزة إلى ما وراء غزة، خارج إسرائيل، إلى المنطقة، وهو ما يحدث الآن، هذا عندما يكون لديك تداعيات عالمية".
وأردفت الصحيفة أن الضربات زادت من التدخل العسكري الأميركي بعد أن وضع سفنا حربية في المنطقة في الأيام الأولى من الصراع بين إسرائيل وحماس لردع حزب الله عن مهاجمة إسرائيل.
وحول العالم احتشد المزيد من الرافضين لجرائم إسرائيل، ونظّموا مسيرات لإدانة إسرائيل ودعم الفلسطينيين.