فكرت أوزر.. خادم أردوغان في قطر ومهندس العلاقات السرية لآل ثاني
رغم العلاقات القوية التي تجمع الدولتين، إلا أنها تبدو مزيفة في الواقع للغاية، فالرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتضح أنه لا يشعر بالأمان على الإطلاق في قطر، فخلال زيارته اليوم اصطحب معه عددًا كبيرًا من الحراسة الخاصة به لتأمينه في الدوحة، بينما يترك فيها العديد من رجاله لتنفيذ أغراضه.
وعلى رأس رجال أردوغان في حليفته المزيفة قطر، هو السفير التركي بالدوحة فكرت أوزر، المقرب للغاية منه والذي ينفذ العديد من مهامه بها.
من هو أوزر؟
يعتبر فكرت أوزر هو صديق مقرب من أردوغان، منذ الطفولة وتشاركوا سويًّا سنوات التعليم، في السبعينيات بمدرسة "إمام خطيب الثانوية" بإسطنبول، وهي مدرسة دينية عامة، ثم اتجه للعمل بالسلك الدبلوماسي، وبات مسؤولًا إداريًّا في الخارجية التركية منذ عام 1979.
برز اسمه بشدة في أعقاب الانقلاب التركي الفاشل، حيث إنه بعد فصل الخارجية التركية دبلوماسييها المؤهلين دون تحقيقات قضائية أو إدارية، تم إصدار قرار بتعيين أوزر، المعروف باسم "الدبلوماسي الأقل مهارة"، كأول مسؤول إداري في السلك الدبلوماسي التركي يعرض عليه منصب سفير.
تم اعتماده سفيرا لتركيا بقطر، في 17 مارس 2017، وهو ما ساعده فيه كونه ذا خلفية إخوانية، ليكون منذ ذلك الحين المسؤول الرئيسي عن متابعة العلاقات السرية بين أسرتي أردوغان وآل ثاني، ومهندس العلاقات السرية والتنسيق الكامل مع العائلة الحاكمة في قطر.
مهندس العلاقات بين أردوغان وآل ثاني
عمل أوزر مبعوثًا شخصيًّا لأردوغان أكثر من كونه سفيرًا ينفذ مصالح الدولة التركية، حيث تورط في العلاقات المثيرة للجدل بين رجال الأعمال والجماعات الخيرية في تركيا ونظرائهم القطريين.
كما أقام سرًّا علاقات قوية مع ممثلي جماعة الإخوان وعدة شخصيات متطرفة تقيم في قطر ومنهم يوسف القرضاوي، وساعد في السياسات التقارب مع مؤسسة "قطر الخيرية"، و"آي إتش إتش" التركية التي تعد أداة لوكالة الاستخبارات التركية، التي تواجه اتهامات بتهريب الأسلحة إلى المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة في سوريا وليبيا، وتمويل هجمات القاعدة ضد سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في عام 1998، كما استخدمها زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن لتمويل أنشطة القاعدة في التسعينيات.
وفي الوقت نفسه، ساعد في دعم قطر للاقتصاد التركي المنهار، فحول الأسواق القطرية إلى مركز للصادرات التركية، وسبق أن صرح فكرت أوزر أن قيمة الصادرات التركية إلى قطر في 2018، قفزت بنسبة 62 % مقارنة مع العام السابق له، لتبلغ 1.019 مليار دولار، وأن صادرات قطر شهدت بدورها زيادة إلى تركيا، وتجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين ملياري دولار، بعد أن كان قبل عام 1.3 مليار دولار.
كما أنه خلال فترة عمله عقد الجانبان بين أنقرة والدوحة 5 اجتماعات للجنة الإستراتيجية العليا التركية القطرية، قد أبرم خلالها الطرفان 50 اتفاقية، وفقًا للوكالة التركية.
ألماس قطر
وبالمقابل، دعمه أيضًا أمير قطر تميم بن حمد، بل كرمه أكثر من سفراء الدول الأخرى، حيث منحه قبل اندلاع أزمة فيروس كورونا المستجد، وتحديدًا بمطلع مارس الماضي، وسام "الوجبة"؛ تقديرًا لجهوده بعد نهاية خدمته في البلاد.
والتقى الشيخ تميم بن حمد، أوزر، بمناسبة انتهاء فترة عمله في البلاد وتمنى له التوفيق في المهام التي ستوكل إليه مستقبلًا، وأعلن منحه وسام "الوجبة" في قطر، الذي يكرم به الذين أسهموا بالقيام بخدمات نافعة لقطر وللإنسانية، وهو مصنوع من الذهب الأبيض والأصفر ويُرصع بـ184 حجرًا من الألماس والياقوت تشكل لوني علم قطر "العنابي والأبيض".