كيف كشف تفشِّي "كورونا" الانتهاكات داخل معسكرات العمل في قطر؟
تستمر أزمة العمالة الوافدة في قطر، وعلى الرغم من كافة التقارير والتحذيرات التي صدرت من وسائل الإعلام الدولية ومنظمات المجتمع المدني الدولية، إلا أن حكومة الحمدين مستمرة في التمييز والعنصرية ضد العمالة الوافدة واحتجازهم في معسكرات المنطقة الصناعية، ولا تفرق بين المصابين بفيروس "كورونا" وغير المصابين، وإرسال المصابين إلى بلدانهم دون إخطار هذه الدول.
معسكرات العمال في الدوحة وصمة عار ستطارد الحكومة القطرية
وأكدت صحيفة "آرب نيوز" البريطانية، أن انتشار فيروس "كورونا" التاجي يسلط الضوء على الانتهاكات التي تحدث داخل معسكرات العمل في قطر، وتعرب جماعات حقوق الإنسان عن قلقها بشأن ظروف الاحتجاز في المنطقة الصناعية البائسة خارج الدوحة.
وأضافت أن الفشل في احتواء الفيروس بين العمال الأجانب في قطر، وحمايتهم يعد وصمة عار ستطارد الدولة الخليجية الصغيرة لسنوات طويلة، وتؤثر على سمعتها.
وأشار أحد العمال من سيريلانكا وهو يروي معاناته، حيث يعمل خلال ساعات النهار في تنظيف المكاتب اللامعة لمؤسسة قطر ومركز قطر الوطني للمؤتمرات في شمال الدوحة، وفي الليل يتوجه إلى غرفته البائسة في أحد المباني المهجورة بالمنطقة الصناعية.
وأوضحت أن هذه المنطقة بها مساحات شاسعة من عنابر سكن العمال ومستودعات ومحلات تصنيع السيارات والمصانع، والذي تحول الآن لسجن افتراضي بعد أن أغلقه الأمن الداخلي القطري لتفشي الفيروس فيه.
الدوحة تشهد مأساة من صنع الإنسان
وأكدت الصحيفة أن ما يحدث في الأحياء الفقيرة بالدوحة الآن له وصف واحد فقط، وهو مأساة من صنع الإنسان.
وتابعت أن المعسكر مغلق إجباريًا منذ 11 مارس الماضي بعد أن اكتشفت السلطات الصحية القطرية 238 حالة إصابة جديدة بين المقيمين الأجانب.
وأضافت أنه في يوم 31 مارس دعت 16 منظمة غير حكومية ونقابة عمالية لتوفير الحماية الكافية للقوى العاملة، وضمت هذه المنظمات "هيومن رايتس واتش" ومنظمة العفو الدولية وحقوق العمال، وطالبوها باتخاذ خطوات جدية لحماية صحة العمال وتوفير معايير حقوق الإنسان الأساسية وعدم التمييز بينهم وبين القطريين.
وقالت: "على السلطات القطرية التأكد من حصول كافة العمال على العلاج الطبي المناسب وحماية غير المصابين من الفيروس".
حتى شهر فبراير ، لم يكن العالم قد سمع الكثير عن ما وصفته السلطات القطرية بشكل ملطف بأنه "مجمع سكني واحد" - وهو مدينة صفيح مكتظة حيث يتم إيواء معظم القوى العاملة الوافدة ذات الدخل المنخفض في قطر.
"كورونا" فضح سر قطر في المنطقة الصناعية
وأكدت الصحيفة أن الفوضى الشديدة التي تشهدها المنطقة الصناعية كانت دائمًا سرا للدولة الخليجية الصغيرة فقد كانت بعيدة عن أنظار الإعلام والمنظمات الحقوقية الدولية، ولكن مع تفشي الفيروس واحتجاز العمال بها، افتضح سر الحكومة الخليجية.
وقال مصدر دبلوماسي: «الوضع تحت السيطرة ، لكن ليس بالكامل. هناك قيود شديدة على حركة العمال ".
وانتقدت منظمات حقوق الإنسان مراراً ممارسات العمل في قطر ، لا سيما منذ أن بدأت في استيراد جيوش من العمال الفقراء لبناء سلسلة من ملاعب كرة القدم والفنادق في سلسلة مشروعات "كأس العالم 2022".
وباستثناء الأشهر القليلة من السنة التي يكون فيها الطقس في البلاد محتملاً، كان هؤلاء العمال يكدحون ليلاً ونهارًا في طقس شديد الحرارة وفي مواقع مشاريع مختلفة.
وأضافت الصحيفة أنه كان من الواضح أن حكام قطر لم يكن لديهم نقص في الأموال عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في المبادرات الدبلوماسية ذات العائد المرتفع ، أو تقديم عطاءات للأحداث الرياضية المرموقة ، أو تمويل أصدقائهم المتطرفين في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولكن عندما يصل الأمر للعمال، فلا تجد قطر الأموال الكافية حتى تساعدهم على الحياة الكريمة.