تقرير يوناني يكشف العلاقة الألمانية السرية بالإخوان وقطر
دائماً ما يكون هناك طرف خفي يعمل على دعم جماعة الإخوان، وهذه المرة كانت ألمانيا التي لم تتخذ أي إجراءات فعلية لوقف التمويل القطري للإخوان على أراضيها.
العلاقات السرية الألمانية الإخوانية
أكدت صحيفة "جريك سيتي تايمز" اليونانية، أن السياسة الألمانية تجاه الإخوان المسلمين وحزب الله والجماعات التكفيرية اتخذت بعدًا داخليًّا وأبعادًا خارجية منذ وصول المجموعة الأولى من قيادات الإخوان إلى ألمانيا خلال الخمسينيات.
لا شك أن صانعي السياسة الألمان لم يروا مشكلة في جلب هؤلاء الدمويين إلى أراضيهم وتبني علاقات خفية معهم حتى وقت قريب.
في البداية، لم يتم الاعتراف بالإسلاميين السياسيين كشركاء في السياسة الخارجية الألمانية حتى حققوا نجاحهم في الربيع العربي وتوليهم السلطة، وفي تونس ومصر في عام 2011، أوضح التمكين اللاحق للإسلاميين أن برلين لم تعد ترغب في إخفاء علاقتها بالإسلاميين السياسيين بعد الآن.
وأكدت الصحيفة أن سياسة ألمانيا تجاه الإسلام السياسي مرا بثلاث مراحل:
في المرحلة الأولى، التي استمرت من أواخر الخمسينيات إلى 1979، تشكلت العلاقات بسبب النقص الحاد في فرص العمل لهذه المجموعة بسبب خسارتها الساحقة على يد الرئيس المصري السابق جمال عبدالناصر.
واقتصر الاهتمام بجماعة الإخوان والاتصال بهم إلى حد كبير على أجهزة المخابرات لضمان عدم خروجهم عن الأدوار المنوطة بهم في مساعدة أجندات المخابرات الألمانية في الدول العربية والإسلامية.
ألمانيا سهلت مهمة قطر لتمويل الإخوان
وأكدت الصحيفة أن الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 أسهمت في توفير مساحة للإخوان المسلمين للذهاب إلى العالم العربي وتوظيف قياداتهم في الشرق الأوسط لكبح النظام الثوري القادم من فرنسا، حتى يتمكنوا من فهم توجهاتهم ووجهات نظرهم. إيجاد سبل للشراكة مع النظام الإيراني الذي نجحوا معه عام 2015 بتوقيع الاتفاق النووي الإيراني.
وأضافت أنه لطالما حظيت تركيا والحركات الإسلامية وجماعة الإخوان المسلمين ذات الجذور النازية باهتمام الحكومة الألمانية، رغم أن العديد من صناع السياسة لم يدركوا أهمية ذلك وفشلوا في استغلاله كما فعل الألمان وما يفعلونه.
حلفاء الماضي هم حلفاء اليوم وهم حلفاء الغد، وبينما كانت الدول الغربية تنظر إلى الإسلاموية إلى حد كبير على أنها حركة رجعية التوجه لن تلعب أي دور كبير في مستقبل العالمين العربي والإسلامي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ألمانيا تخلت عن سياسات الحذر السابقة وقبلت الأدوار السياسية التي لعبها الإخوان المسلمون ليس الآن أو كانوا على وشك القيام بها عندما خرجوا من 3 إلى 5 مليارات دولار خلال الأشهر الأولى من الحرب الأهلية السورية في دول الجوار، ذهب معظمها إلى تركيا وألمانيا.
وأوضحت أن ألمانيا تعزز وجود الإخوان على أراضيها وتسهل لقطر مهمتها وتم العثور على آلاف الوثائق السرية ورسائل البريد الإلكتروني والتحويلات المصرفية وقوائم المتبرعين من جمعية قطر الخيرية.
وقامت مؤسسة قطر الخيرية بتمويل حوالي 140 مسجدًا ومركزًا إسلاميًا بنحو 72 مليون يورو، وقامت جمعية "دييت" التركية التي تدير معظم المساجد في ألمانيا تحت تأثير الرئيس التركي أردوغان، بمنح تأشيرات دخول ألمانيا لنحو 350 إمامًا منتسبًا إلى الجمعية للعمل في مساجد الدولة.
وفيما يتعلق بالجبهة الليبية، تتطلع ألمانيا إلى نصيبها من الفطيرة الليبية، حيث كانت معركة السيطرة على ليبيا في مراحلها أو هكذا اعتقدوا.