مستشفيات النساء في "قطر" جحيم المواليد وقبور الأمهات
واقع سيئ تعيشه المواطنات القطريات ومواليدهن في مستشفيات النساء والولادة بالدوحة، ولاسيَّما مركز حمد الطبي للنساء والتوليد، ومستشفى سدرة للأطفال، فهي مستشفيات بلا أطباء، ولا خدمات، فضلًا عن افتقارها للرعاية الأولية للنساء بعد الولادة وأطفالهن.
روايات صادمة
استيقظت شقيقتي على نبأ فقد وليدها وهو في الحضانة ولم نعرف السبب، هكذا تقول سيدة قطرية رفضت ذكر اسمها، حول حادث وفاة طفل شقيقتها بعد الولادة بثلاث ساعات، رغم نزوله وهو في حالة جيدة، وطمأنة كل الأطباء عن حالته.
تضيف السيدة القطرية: "في مستشفى سدرة وضع مزرٍ بالحضانات الخاصة بالأطفال، فندرة الممرضات وأطباء الأطفال يمنع الرعاية الأولية عن الموالية فور استقبال الحياة لهم"، لافتةً أن طفل شقيقتها توفي بسبب إصابته بضيق تنفس ولم يسرع أحد إلى إنقاذه.
أما "فهد.ق" مواطن قطري أربعيني، يكشف عن فقده لزوجته وطفله أثناء الولادة، بسبب ترك السيدة وهي في مرحلة المخاض، ولم يسعَ أحد لتوليدها.
يقول لـ"العرب مباشر": "جاءت آلام المخاض لزوجتي، وسارعت بها إلى مستشفى حمد الطبي، قالوا لي إنه ما زال أمامها وقت، وتركوها لمدة 24 ساعة وهي في حالة ألم شديد، وكلما أخبرتهم بضرورة توليدها يقولون: ما زال أمامها وقت"، مشيراً أن الزوجة توفاها الله بسبب انفجار كيس المياه للجنين وحدث لها نزيف داخلي؛ ما أدى إلى فقدانها هي والطفل.
من جانبها قالت المواطنة القطرية نورا القاسمي: "إنّ المواعيد الطويلة تضر بأحوال المواليد والأطفال ممن يعانون من حالات مرضية حرجة ومعقدة، وتتطلب تدخلاً طبياً سريعاً، كما أنّ الأغلب من الأطفال يعانون من أمراض قد تعرض حياتهم للمخاطر في حال تأخر المواعيد الطبية".
وذكرت في تصريحات لـ"العرب مباشر": "أن مركز سدرة وجد للنساء والأطفال لعلاج الحالات الطبية المعقدة والصعبة، وأنه تمّ تحويلهن من المراكز الصحية أو المستشفى العام، وقد وجد سدرة لتخفيف الضغط عن القطاع الطبي العام، إلا أنّ التأخير في حجز المواعيد يضر بحياة الأطفال الذين يحتاجون إلى عمليات عاجلة.
إهمال حكومي
وتواجه مستشفيات الولادة بقطر إهمالًا حكوميًّا من كافة الجهات؛ إذ إن الدولة لا تدخر جهداً في توفير موازنات ضخمة للقطاع الصحي خاصة العلاجي، وتحديداً للفئات المحتاجة للعلاج والإشراف الطبي مثل كبار السن والنساء والأطفال، ولا تقوم بتوفير علاج مثالي للتخفيف من سفر الكثيرين للخارج، وتوفير مصاريف علاجية كانت تتكبدها الدولة في وقت سابق.
ندرة الأطباء والتمريض
بعد المقاطعة العربية للدوحة في عام 2017، اضطر العديد من الأطباء للعودة إلى أوطانهم، خصوصًا المصريين والأجانب، فضلًا عن أزمة عمال المونديال واضطرار الأطباء النيباليين والهنود للاستقالة، نظراً لإرغامهم على إعداد تقارير مزيفة عن أسباب الوفيات لعمال مونديال 2022.
فيما تعاني المستشفيات والمراكز الطبية القطرية من عجز كبير في عدد الممرضات، نتيجة لعزوف القطريات عن هذه المهنة؛ إذ تصل نسبتهن 2% بناء على آخر إحصاءات صادرة عن مؤسسة حمد الطبية، في ظل أن القطاع الصحي في الدوحة يحتاج حاليًا 17 ألف ممرض وممرضة في القطاعين العام والخاص، النسبة التي تؤكد حجم الفجوة ما بين العرض والطلب لاسيَّما بين المواطنين.
وتعود أسباب عزوف القطريات عن مهنة التمريض لساعات العمل الطويلة، إلى جانب نظام العمل بالمناوبات الليلية الذي يتطلب عملهن في مناوبة ليلية في بعض الأحيان؛ ما قد لا يتناسب وثقافة المجتمع والعادات والتقاليد المعمول بها، الأمر الذي يدفعهن لاختيار مجالات مهنية أخرى، إلى جانب عدم وجود سلم وظيفي خاص بممرضات مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حيث ما زلن يخضعن لقانون مؤسسة حمد الطبية.