بعد مرور 20 عامًا على هجمات 11 سبتمبر.. الخسائر ما زالت مستمرة
تحل اليوم السبت الذكري ال 20 لأحداث 11سبتمبر
رغم مرور ٢٠ عامًا على تلك الواقعة، لكنها ما زالت تهز أميركا في كل سنة، بعد أن تركت آثارها المرعبة بين الملايين ووثقتها الصور والفيديوهات والخسائر الفادحة والضحايا، ليعيد العالم اليوم، ذكرى هجمات ١١ سبتمبر.
في ١١ سبتمبر ٢٠٠١، استيقظ ملايين الأميركان على فاجعة مريرة إثر هجمات مرعبة أودت بأرواح المئات من الأبرياء، شنها تنظيم القاعدة الإرهابي، وأسقطت نحو 3 آلاف قتيل أميركي، إثر تصادم 3 طائرات ببرجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، فيما تم إسقاط طائرة رابعة.
وبدأ الاستعداد لتلك الهجمات، باختطاف الرحلة 11 لطائرة تابعة للخطوط الجوية الأميركية، من مدينة بوسطن الواقعة في ولاية ماساتشوستس إلى مدينة لوس أنجلوس، وكان على متنها 81 راكبا و11 من أفراد الطاقم، والرحلة 175 التابعة لطيران "يونايتد" من بوسطن إلى لوس أنجلوس، وكان على متنها 56 راكبا، و9 من أفراد الطاقم، بالإضافة إلى الرحلة 77 التابعة للخطوط الجوية الأميركية من واشنطن العاصمة متجهة نحو لوس أنجلوس، وكان على متنها 58 راكبا، و6 من أفراد الطاقم، والرحلة 93 التابعة لطيران "يونايتد" من مطار نيوارك، في ولاية نيوجيرسي، إلى مدينة سان فرانسيسكو الواقعة في ولاية كاليفورنيا، وكان على متنها 37 راكبا، و7 من أفراد الطاقم.
وفي الساعة 8:46 صباحا، تحطمت طائرة الرحلة 11 في البرج الشمالي من مركز التجارة العالمي بين الطابقين 93 و99. قُتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 92 شخصًا، ثم بعد حوالي ١٨ دقيقة اصطدمت طائرة الرحلة 175 بالبرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي، بين الطابقين 77 و85، قُتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 65.
وعقب 9:37، تحطمت الرحلة 77 في الجانب الغربي من البنتاغون وقُتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 64 شخصا، وبعد دقائق معدودة تم إغلاق المجال الجوي للولايات المتحدة؛ أمرت جميع الطائرات العاملة بالهبوط في أقرب مطار، وعقب ذلك انهار البرج الجنوبي من مركز التجارة العالمي، وفي الساعة 10:03 تحطمت الرحلة 93 في إحدى غابات ولاية بنسلفانيا، بسبب عراك دار ما بين ركاب الطائرة وخاطفيها، الذين علموا بدورهم بشأن الهجمات الأخرى وقتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 44.
وتوالت الخسائر في أميركا، بانهيار البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي، ثم انهيار 5 طوابق من الجانب الغربي للبنتاغون بسبب الحريق المندلع.
وما زالت آثار تلك الهجمات واضحة، سواء بالخسائر المادية والمشاعر المعادية للمسلمين، وفي نفسيات الأميركيين، وكانت الهجمات الدامية وغير المسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة، بمثابة صدمة لم تستوعبها البلاد حتى الآن.
فيما كشف تقرير لجامعة براون الأميركية أن 20 عاما من الحروب بعد أحداث 11 سبتمبر، كلفت الولايات المتحدة ما يقدر بنحو 8 تريليونات دولار، وخلفت مقتل أكثر من 900 ألف شخص، خاصة أنه بعد غزو أميركا لأفغانستان، بلغت تكاليف واشنطن في حربها العالمية على الإرهاب 8 تريليونات دولار، حسب ما نقل موقع الجامعة.
وأضاف التقرير أنه بعد التكاليف المباشرة لحروب أميركا بعد 11 سبتمبر، بما في ذلك تمويل عمليات الطوارئ الخارجية التابعة لوزارة الدفاع؛ نفقات الحرب والتكاليف المتعلقة بمكافحة الإرهاب، بما في ذلك الزيادات المرتبطة بالحرب في الميزانية الأساسية للبنتاغون؛ رعاية قدامى المحاربين حتى الآن وفي المستقبل؛ إنفاق وزارة الأمن الداخلي؛ إلى جانب مجموع الأموال التي طلبتها إدارة بايدن في مايو 2021.
بينما يتراوح عدد قتلى هذه الحروب بين 897 ألفا و929 ألفا، من بينهم أفراد عسكريون أميركيون ومقاتلون متحالفون ومقاتلون معارضون ومدنيون وصحفيون وعمال إغاثة، بخلاف عدد القتلى الذي لا يشمل العديد من الوفيات غير المباشرة التي تسببت فيها الحرب على الإرهاب، بسبب المرض والتهجير وفقدان الغذاء أو مياه الشرب.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن قال، في خطاب إلى الشعب، الثلاثاء: إنه "بعد إنفاق أكثر من 2 تريليون دولار في أفغانستان.. التكاليف قدرها باحثو جامعة براون أنها تزيد عن 300 مليون دولار يوميًا لمدة 20 عاما - نعم، يجب أن يسمع الشعب الأميركي هذا... أرفض إرسال أبناء وبنات أميركا لخوض حرب كان يجب أن تنتهي منذ فترة طويلة".
فيما أكد توماس كين، رئيس لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر، أن ثلاثة أرباع الوثائق التي تم تصنيفها سرية بشأن هجمات سبتمبر "لا ينبغي أن تكون كذلك".
ويأتي ذلك بعد أن طالبت أُسَر ضحايا الهجمات بالكشف عن الوثائق السرية للتحقيقات، فيما أمر الرئيس جو بايدن الأمريكي في مطلع سبتمبر الجاري بمراجعة رفع السرية عن الوثائق، وهو ما رحبت به السلطات السعودية.