الجارديان: اعتداءات طالبان على الصحفيين الأفغان تثير قلقًا ومخاوف واسعة

أثار تعدي طالبان علي الصحفيين الأفغان مخاوف واسعة

الجارديان: اعتداءات طالبان على الصحفيين الأفغان تثير قلقًا ومخاوف واسعة
صورة أرشيفية

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم السبت، أنه مع انتشار صور لعمليات الجلد الوحشي التي تعرض لها اثنان من المراسلين الصحفيين، فقد أعلن الصحفي الكبير أن "حرية الصحافة قد ولت". 

وحسبما ذكرت الصحيفة البريطانية، فإن سلسلة من الهجمات العنيفة التي تشنها حركة طالبان المتطرفة على الصحفيين الأفغان، تثير مخاوف متزايدة بشأن حرية وسائل الإعلام في البلاد، الأمر الذي دفع أحد كبار الصحفيين ليعلنها صريحة أن "حرية الصحافة قد ولت وانتهت".

اعتقالات وحشية

وبحسب الجارديان، فإنه مع تداول صور وشهادات دوليًا حول اعتقال وجلد صحفييْنِ بوحشية، تم اعتقالهما أثناء تغطيتهما لتظاهرة لحقوق المرأة في كابول يوم الأربعاء، أثارت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ولجنة حماية الصحفيين القلق بشأن سلسلة الهجمات الأخيرة.

وأفادت لجنة حماية الصحفيين أنه في غضون يومين فقط من هذا الأسبوع، اعتقلت طالبان 14 صحفياً على الأقل كانوا يغطون الاحتجاجات في كابول وأطلقت سراحهم فيما بعد، وتعرض ستة منهم على الأقل للعنف أثناء اعتقالهم.

كما مُنع صحفيون آخرون، بمن فيهم بعض العاملين مع "بي بي سي"، من تصوير الاحتجاج يوم الأربعاء.

وأكدت "الجارديان" أن سلطات طالبان احتجزت مصور "طولون نيوز"، وحيد أحمدي، يوم الثلاثاء، لفترة وجيزة، وصادرت كاميرته ومنعت الصحفيين الآخرين من تصوير الاحتجاج الذي كان يغطيه.

وُعود طالبان الزائفة

وأشارت إلى أن هذه التهديدات المتجددة لوسائل الإعلام تزامنت مع إعلان وزارة داخلية طالبان الجديدة حظر الاحتجاجات غير المصرح بها.

وبحسب الصحيفة، قال ستيفن باتلر، منسق برنامج آسيا بلجنة حماية الصحفيين: "تثبت طالبان بسرعة أن الوعود السابقة بالسماح لوسائل الإعلام المستقلة في أفغانستان بمواصلة العمل بحرية وأمان لا قيمة لها".

وأضاف: "نحث طالبان على الوفاء بتلك الوعود السابقة والتوقف عن ضرب واعتقال المراسلين الذين يقومون بعملهم والسماح لوسائل الإعلام بالعمل بحرية دون خوف من الانتقام".

قيود تعسفية

كما أكدت باتريشيا جوسمان، المديرة المساعدة لقسم آسيا في هيومن رايتس ووتش، نفس الشكاوى التي كشف عنها الصحفيون الأفغان.

وقالت جوسمان: "زعمت سلطات طالبان أنها ستسمح لوسائل الإعلام بالعمل طالما أنها" تحترم القيم الإسلامية "، لكنها تمنع الصحفيين بشكل متزايد من تغطية المظاهرات، مضيفة أن طالبان بحاجة إلى التأكد من أن جميع الصحفيين قادرون على أداء عملهم دون قيود تعسفية أو خوف من العقاب.

وقال أحد الصحفيين الأفغان البارزين - الذي تحدث إلى الجارديان شريطة عدم الكشف عن هويته - إنه على الرغم من تأكيدات كبار الشخصيات في طالبان بأن وسائل الإعلام يمكن أن تعمل بحرية، فإن الواقع على الأرض هو أن الصحفيين يواجهون تهديدات متزايدة من أعضاء طالبان المحليين.

تناقضات طالبان

وقال الصحفي: "هناك فرق كبير بين طالبان في الإعلام وطالبان في الشارع."

وأضاف: "طالبان في الشارع هم من السكان المحليين، وليس لديهم فهم وهم صارمون للغاية؛ ما يقوله كبار المسؤولين غير مقبول لدى حركة طالبان المحلية؛ لقد كانوا في قتال وليس لديهم أي تعليم.

وتابع: "طالبان المتواجدون على الأرض قاموا بضرب الصحفيين في كابول وبعض الأماكن الأخرى. لديّ سنوات عديدة من الخبرة في الصحافة وأعتقد أن حريات الصحافة قد انتهت في أفغانستان... لا يمكن للناس أن ينتقدوا طالبان في وسائل الإعلام".

مغادرة الأميركان

وبحسب "الجارديان"، تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي غادر فيه 200 أميركي وأجانب آخرون كابول يوم الخميس، بعد أن وافقت حكومة طالبان الجديدة على رحلة الإجلاء، وهي الأولى منذ انتهاء عملية النقل الجوي بقيادة الولايات المتحدة.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المغادرة هي أول رحلة جوية دولية تقلع من مطار كابول منذ نهاية الإجلاء الفوضوي الذي قادته الولايات المتحدة لـ 124 ألف أجنبي وأفغان معرضين للخطر.

ضرب صحفيين

وبحسب الصحيفة، فإن الدليل على تزايد الاعتداء على وسائل الإعلام تم تجسيده بضرب مراسليْنِ اثنين من "إطلالات روز" (إنفورميشن ديلي) كانا محتجزيْنِ أثناء تغطيتهما لاحتجاج لحقوق المرأة في كابول.

وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور إصابات الرجلين، بما في ذلك ندبات كبيرة وكدمات على ظهورهما.

وأكد أحد المصورين، واسمه نعمة الله نقدي، أنهما نُقلا إلى مركز للشرطة في العاصمة، حيث قالا إنهما تعرضا للكم والضرب بالهراوات والأسلاك الكهربائية والسياط بعد اتهامهما بتنظيم الاحتجاج.

كادوا يقتلونني

وأضاف نقدي: "وضع أحد الطالبان قدمه على رأسي، وسحق وجهي بالخرسانة"، مؤكدًا: "ركلوني في رأسي.. اعتقدت أنهم سيقتلونني".

وقال نقدي إن أحد مقاتلي طالبان قد تعرض له هو وزميله الصحفي تقي دريابي، بمجرد أن بدأ في التقاط الصور أثناء الاحتجاج.

وتابع: "قالوا لي: لا يمكنك التصوير"، واعتقلوا كل مَن كانوا يصورون وأخذوا هواتفهم".

وقال نقدي "بدأ عناصر طالبان يهينونني ويركلونني"، مضيفا أنه متهم بأنه منظم المسيرة. سأل عن سبب تعرضه للضرب، ليقال له: "أنت محظوظ لأنك لم تقطع رأسك".

أكاذيب طالبان

وأوضحت "الجارديان" البريطانية، أن هذه الموجة من الاعتداءات جاءت في أعقاب إعلان طالبان عن تشكيل حكومة جديدة يوم الثلاثاء، وهو ما كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه إشارة إلى أنهم لا يتطلعون إلى توسيع قاعدتهم وتقديم وجه أكثر تسامحًا للعالم.

واستقبلت الدول الأجنبية الحكومة المؤقتة بحذر وفزع في كابول، يوم الأربعاء الماضي، حيث خرجت عشرات النساء إلى الشوارع للاحتجاج.

أزمة حقوق الإنسان

ودعا العديد من النقاد القيادة إلى احترام حقوق الإنسان الأساسية وإنعاش الاقتصاد الذي يواجه الانهيار وسط تضخم حاد ونقص في الغذاء واحتمال تقليص المساعدات الخارجية مع سعي الدول لعزل طالبان.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "جين بساكي": إنه لا أحد في إدارة بايدن "سيشير إلى أن طالبان أعضاء محترمون ومقدرون في المجتمع العالمي".

وأضافت المتحدثة الأميركية أن المساعدات طويلة الأمد ستعتمد على تمسك طالبان بالحريات الأساسية.

ويضم مجلس الوزراء الجديد بالوكالة معتقلين سابقين في السجن العسكري الأمريكي في خليج جوانتانامو، في حين أن وزير الداخلية، سراج الدين حقاني، مطلوب من قِبل الولايات المتحدة بتهم الإرهاب ويحمل مكافأة قدرها 10 ملايين دولار (7.25 مليون جنيه إسترليني).