لم يعد الاحتيال القطري ومواقف الدوحة المتناقضة قادرة على الصمود في مواجهة العالم، فعلى أرضية هشة تتحرك قطر لإيجاد دور لها في المجتمع الدولي، إلا أن ذلك أوقعها في فخ الازدواجية الذي نصبته لنفسها بين دول العالم، لينكشف موقف الإمارة الخليجية عاريًا أمام أبرز السياسيين في الغرب.

ومؤخرًا، شن النائب الألماني  ماركوس فرونمايير، هجومًا حادًا ضد قطر، يتهمها بدعم الإرهاب والحركات المتطرفة، والوقوف كجلاد لا يرحم ضد العمال المهاجرين والنساء.

ووصف النائب الألماني، قطر بأنها ديكتاتورية  متسلطة ينتشر فيها الفساد، منتقدًا ما أعلن عنه الناتو مؤخرًا، والتحالف الأوروبي الأميركي، الذي اعتبر أن الدوحة عضو خارجي للحلف، فيما يعد تعارضًا شديدًا من القيم التي يعلنها الغرب ويتغنى بها ليل نهار.

وقال النائب الألماني ماركوس فرونمايير: إنه في اتفاق ذلك التحالف ـ في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي ـ اتفقت حكومات اليسار الأصفر وتبنت قيما معتمدة وسياسات نسوية للأجانب، إلا أنها الآن لا تخجل من الكشف عن عنصريتها، وإعلان أنها تسلم الأسلحة إلى البيض والجنس المتفوق في أوكرانيا.

وأشار النائب الألماني إلى الحكومة الائتلافية الأوروبية، عندما أعلنت في اتفاق تحالفها عن خطة فاعلة لحماية الجندر "النساء" حول العالم كله، إلا أن هذه الحكومة الفيدرالية قامت بإرسال السيد روبرت هابيك، ليؤدي فروض الولاء والطاقة ويركع على ركبتيه أمام قطر.

وحسبما جاء في مقطع الفيديو من داخل البرلمان الأوروبي، قال النائب الألماني ماركوس فرونمايير، إن المبعوث الأوروبي روبرت هابيك لا يمتلك خطة فاعلية لحماية الجندر "النساء" في أمتعته،  ولكنه يمتلك في جعبته قائمة تسوق للغاز المسال، في إشارة إلى تجاهل الغرب للقيم الإنسانية مقابل الحصول على منافعهم من الغاز.

وقال النائب الألماني ساخرًا: "شكرا للسيد هابيك، فنحن نعلم الآن أيضا شر إمبراطورية روسيا، وإن قطر أصبحت نموذجا للديمقراطية على طول الخط العربي مع بعض الاستثناءات الهامشية" في سخرية واضحة من توجهات حلف الناتو والغرب للتصالح مع قطر.

واستعرض النائب الألماني في نهاية تقريره سلسلة واسعة من الانتهاكات التي ارتكبتها قطر، لافتًا إلى العمال الأجانب الذين تحتجزهم قطر لديها كالعبيد، كما أنها لا تسمح للنساء بالعمل دون إذن مسبق من أزواجهن، مذكرًا كذلك بأن قطر هي نفسها الدولة التي مولت الجماعات المتطرفة، ويعيش فيها الناس كالقطيع.

وموجهًا حديثه إلى البرلمان الأوروبي، قال ماركوس فرونمايير: "إن أي شخص يتساءل ما هي تلك القيم والسياسة النسوية الأجنبية، سيجد الإجابة اليوم أنها سياسة مهترئة وبدون مبادئ ولا قيم".

وأضاف: "لقد فشلوا تماما على الساحة الدبلوماسية، حتى في الحكومة السابقة، لم يتم بذل أي جهود لإنقاذ اتفاق مينسك. وعلى النقيض، بدلا من بناء الثقة، تم تحويل المليارات إلى أوكرانيا التي واصلت الفساد".

وفي الوقت ذاته، أشارت موسكو إلى نقاط ضعفها، مع قائمة إعادة بناء اجتماعي، في مقابل خزانات الجيش الألماني، وكان الرد الألماني الوحيد على هذه الأزمة لبناء سيادتها في جانب الطاقة، والتي نحتاج لأجلها للاعتماد على الطاقة النووية وطاقة الفحم، وحتى جيش الدفاع الألماني والتكنولوجيا المصنعة في ألمانيا.