أفغانستان.. تفجيرات كابول تغتال أحلام الفتيات في مستقبل أفضل

تغتال تفجيرات كابول أحلام الفتيات في مستقبل أفضل

أفغانستان.. تفجيرات كابول تغتال أحلام الفتيات في مستقبل أفضل
صورة أرشيفية

رغم مرور أكثر من عام على سيطرة حركة طالبان على الحكم، إلا أن الأعمال الإرهابية وآخرها تفجيرات العاصمة الأفغانية كابول والتي استهدفت أحد مراكز التعليم الخاصة بالأقليات مدى ضعف السيطرة الأمنية وفشل حركة طالبان في إرساء الأمن وحماية الأقليات.

قتل الأحلام

«ريحانة».. فتاة تبلغ من العمر 19 عامًا، أرادت أن تصبح طبيبة وتدرس حتى منتصف الليل في الأسابيع الأخيرة لامتحان الالتحاق بالجامعة في أفغانستان، وهي فرصة للنساء لتحسين تعليمهن حتى في ظل القيود المتزايدة التي تفرضها حكومة طالبان، وانتهى استعدادها الدؤوب يوم الجمعة عندما فجر مهاجم انتحاري عبواته الناسفة خلال امتحان تدريبي في قسم الفتيات بغرفة مزدحمة في معهد كاج التعليم، وهو مركز تعليمي خاص في العاصمة كابول، حيث قام والد ريحانة، وهو صاحب متجر، بنقلها إلى المستشفى لكنها لم تنجو، حسبما تؤكد وكالة "رويترز" الإخبارية، وتقول عمة ريحانة "كانت تقول دائمًا، إذا كانت لديك فرصة، فلا يجب أن تفوتها، وعليك أن تبذل قصارى جهدك لكنها لم تكن تعلم انها ستستشهد، وأكدت"رويترز" أن عددا كبيرا من الفتيات مثل ريحانة، اللواتي حرمن من فرص التعليم الثانوي العادي في ظل حكم حركة طالبان الإسلامية التي استولت على السلطة قبل عام، كنّ من الضحايا في الانفجار الذي وقع في المركز الخاص، ووصف سكان الحي الذين قُتل أفراد عائلاتهم وأصدقاؤهم وجيرانهم وجرحوا، أن ما حدث كان صدمة نفسية وانتكاسة عنيفة لشابات يسعين للحصول على تعليم رغم الصعوبات.

استهداف الأقليات

استهدف الانفجار الإرهابي منطقة غرب كابول التي يقطنها أقلية الهزارة من الشيعة في أفغانستان ذات الأغلبية السنية، حيث تم استهداف الهزارة في هجمات سابقة شنها تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف وآخرون، حسب تأكيدات وكالة رويترز، وقالت سكينة نظاري، 25 عاما، المقيمة والطالبة السابقة في قرية كاج، والتي أصيب صديق عائلتها بجروح بالغة في الهجوم، مع إغلاق مدارس البنات الثانوية، كان أملنا الأخير هو المؤسسات التعليمية ـ للأسف، تتعرض المعاهد الآن للتهديد، وأكدت "رويترز"، أنه تم إغلاق المدارس الثانوية للبنات في معظم المقاطعات، بما في ذلك كابول، منذ تولي طالبان زمام الأمور في أغسطس 2021، حيث تراجعت القيادة عن الوعود بفتح جميع المدارس في مارس الماضي، ووفرت مراكز التدريس الخاصة مثل كاج شريان حياة للفتيات الراغبات في مواصلة تعليمهن وفرصة للذهاب إلى الجامعات، حيث لا يزال يُسمح للنساء، على الرغم من أنهن يواجهن قيودًا متزايدة وتحديات اقتصادية متزايدة، وكان الطلاب الذكور يجلسون أيضًا في الامتحان يوم الجمعة، لكن وفقًا لمصدر طالبان وشاهد عيان، ذهب المهاجم إلى جزء من الفصل حيث جلست الشابات منفصلة عن أقرانهن من الذكور؛ ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا من الإناث.