اليمن.. كيف أصبح أمجد خالد أبرز القيادات الإخوانية وأشدها خطورة؟

أصبح أمجد خالد أبرز القيادات الإخوانية في اليمن وأشدها خطورة

اليمن.. كيف أصبح أمجد خالد أبرز القيادات الإخوانية وأشدها خطورة؟
أمجد خالد

منذ أن قرر الهروب من عدن، والكشف عن الوجه الحقيقي له، تحوّل القيادي الإخواني أمجد خالد إلى أحد أهم قيادات جماعة الإخوان في اليمن، نفذ العشرات من العمليات الإرهابية وأزهق مئات الأرواح بالتفجيرات وعمليات الاغتيال، وبات بوابة الإخوان لتجنيد أبناء محافظات الجنوب أو اعتقالهم - إذا ما رفضوا الانضمام للجماعة، فمن هو أمجد خالد؟

من هو؟

يسمى قائد لواء النقل الموالي للإخوان، أمجد خالد، نفذ عمليات اعتقال كثيرة ضد أبناء المحافظات الجنوبية في سجون سرية تقع داخل وقرب معسكر غير قانوني جنوبي محافظة تعز، لجأ القيادي الإخواني عبر أذرعه وقيادات التنظيم لاستدراج الكثيرين من أبناء المحافظات الجنوبية بما فيها عدن ولحج والضالع وشبوة وحضرموت إلى معسكرات تابعة للواء الرابع مشاة جبلي في مديريتي الشمايتين والمقاطرة الواقعتين على بوابة عدن الشمالية، وقدم أموالا طائلة عند استدراج أبناء هذه المحافظات من أجل دفعهم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد خصوم الإخوان في المناطق المحررة، ولاسيما العاصمة عدن لكن العشرات رفضوا تنفيذ ذلك، ما دفعه لاعتقالهم في معسكر سري وإخفائهم قسريا، ثم تمادى في تهديد أبناء تعز البسطاء ووضعهم أمام خيارين إما التجنيد بالقوة أو إخفائهم قسريا في السجن السري الذي يقع في بلدة "العفاء" الواقعة أطراف مدينة التربة الإستراتيجية المطلة على لحج.

وأكدت المصادر أن المعسكر يتبع ما يسمى قائد ميليشيات طور الباحة المدعو أبو بكر الجبولي، ويقع عملياتيا في إطار مسرح عمليات محور تعز العسكري، لكن قيادات الإخوان سخرته ليكون منصة لمخططات أمجد خالد صوب المحافظات الجنوبية، وهناك سجن آخر في مقر قيادة اللواء الرابع مشاة جبلي في سائلة المقاطرة، إلا أن المعتقل الأكبر، وفقا للمصادر، يقع في معسكر "العفاء الأصابح" الذي يضم عشرات المخفيين قسريا بلا أي تهم موجهة إليهم سوى رفض الانخراط في المخططات الإرهابية لأمجد خالد.

معقل الإرهاب

أزهق أمجد خالد مئات الأرواح بعد أن تزايدت أعمال التفجير والاغتيالات بالسيارات المفخخة ضد قيادات الجنوب، وذلك بعد أن اتخذ مدينة التربة معقلا لإدارة أعماله وأنشطته الإرهابية لزعزعة أمن واستقرار عدن والمحافظات الجنوبية المحررة، وتتهم السلطات في عدن، أمجد خالد وضباطا تابعين له بتدبير العمليات الإرهابية التي استهدفت محافظ عدن أحمد حامد لملس ومطار عدن في أكتوبر 2021، إلى جانب عملية اغتيال اللواء ثابت جواس قائد قاعدة العند في عملية إرهابية نفذت بالتنسيق مع الحوثيين، وقد اختار القيادي الإخواني أمجد خالد مدينة التربة للوجود بالقرب من الجنوب منذ هزيمته في عدن 2019 لشن هجمات إرهابية انتقامية يتم التخطيط لها عادة بالتنسيق مع قيادات إخوانية كبرى من بينهم علي محسن الأحمر كبير العقول المدبرة لعمليات عدن، وفقا لذات المصادر، وأشرف الإرهابي أمجد خالد على العديد من العمليات التخريبية في الجنوب عبر العناصر الإرهابية التي يقودها، وهذه العمليات يمولها تنظيم الإخوان الإرهابي، سواء بالمال أو السلاح، وأخطر العمليات الإرهابية التي ارتكبها المدعو أمجد خالد تعود إلى عام 2019 في العاصمة عدن، عندما قاد مؤامرة إرهابية لمحاولة إسقاط العاصمة، تضمنت إشعال أعمال عنف وقطع طرق ونشر للعصابات المسلحة، ويعتمد تكتيك أمجد خالد على نشر أكبر عدد ممكن من الأسلحة لكل الخلايا التابعة له ليضمن نشر أكبر قدر من الفوضى الشاملة والإيقاع بأكبر ضرر ممكن بالجنوب، وقد جرت هذه العمليات الإرهابية في مناطق يوجد بها النازحون مثل دار سعد في الفترات الأخيرة، ويعمل على جعْل خلاياه الإرهابية تتسلل بين الجنوبيين وإثارة أعمال تخريبية، في محاولة لجعل العاصمة غارقة على مدار الوقت في صراع مسلح.

تبدل موقفه

تحول واضح في مواقف أمجد خالد بعد أن أصبح أحد أهم أجزاء المشروع الإخواني لمواجهة التحالف في اليمن، وبرز ذلك بشكل واضح مع نشوب الخلافات بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى في منتصف عام 2017، والإعلان عن المجلس الانتقالي في أعقاب قرارات إقالة قياداته من مناصبها في الشرعية، ليتحول لواء النقل إلى أحد أدوات المشروع الإخواني للسيطرة على عدن بالقوة، وبرز ذلك في المواجهات التي شهدتها عدن مطلع عام 2018م بين القوات المحسوبة على الإخوان والقوات التابعة للمجلس الانتقالي والتي حسمت في أغسطس 2019م بسيطرة الأخيرة على عدن، وهزيمة الأولى ومن بينها قوات أمجد خالد.

ولم ينتهِ دور الرجل أو يختفي اسمه مع هذه الهزيمة، بل برز بشكل أكبر جراء حجم العمليات الإجرامية التي شهدتها مديرية دار سعد معقل أنصار الرجل واستهدفت خصوم الإخوان، وجعلت منه المتهم الأول، وأبرزها عملية اغتيال المصور نبيل القعيطي في يونيو 2020م، ومحاولة اغتيال القيادي البارز في الانتقالي أحمد عقيل باراس أواخر مارس الماضي، ومحاولة اغتيال مدير أمن المديرية المقدم مصلح الذرحاني منتصف أغسطس الماضي، واغتيال قائد جبهة الحازمية بالبيضاء في سبتمبر الماضي.