"محمد جينكيز".. صديق أردوغان الأكثر حصدًا للمناقصات الحكومية بدون ضرائب والمتهم بالزنا

صورة أرشيفية

يضرب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، بكافة القوانين والأسس عُرْضَ الحائط، ويحاول فرض سيطرته وتمكين المقربين إليه من كافة مفاصل الدولة، والتحكم بالاقتصاد، حتى يحصد ثروات البلاد أصدقاؤه ويزداد نفوذه.

جنكيز يحقق أرقامًا قياسية


في الآونة لأخيرة، أثار رجل الأعمال "محمد جنكيز" أقرب أصدقاء أردوغان، الجدل بعد أن سجلت شركته "جنكيز للإنشاءات" رقمًا قياسيًا في أعداد المناقصات التي تفوز بها من حكومة حزب العدالة والتنمية، بينما لا تدفع شركته للدولة ضرائب تناسب قيمة المشاريع التي تنفذها.


ويأتي ذلك بعد أن حصلت شركة "جنكيز للإنشاءات" على مناقصة إنشاء ميناء جديد في مدينة "ريزا" على البحر الأسود بقيمة مليار و370 مليون ليرة تركية. 


إحدى أكثر ثلاث شركات حول العالم حصولاً على المناقصات من القطاع الحكومي، هي المفاجأة التي فجرها نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض "أنورصال أديجوزال"، في تغريدة على تويتر، حيث كتب: "شركة جنكيز للإنشاءات بين أكثر 3 شركات حصولاً على المناقصات الحكومية حول العالم، وبالرغم من ذلك فهي ليست من أكبر 10 متعهدين من حيث دفع الضرائب في تركيا، إن النظام الذي يسخر إمكانيات وموارد الدولة لهذه الشركة هو نفسه الذي يعفي هذه الشركة من الضرائب".


كما كشف نائب الحزب نفسه "أوزجور كارابات" أن شركة "جنكيز" حصلت على مناقصات من الحكومة التركية بقيمة 19 مليار ليرة تركية، فضلاً عن أن 9 مناقصات من بين 15 مناقصة حصلت عليها الشركة كانت بأسلوب "المساومة".


حصلت الشركة في عام 2019 فقط على مناقصتين اثنتين بقيمة مليار و229 مليون ليرة تركية، فيما حازت على المناقصة الأخيرة الخاصة بميناء مدينة "ريزا" بأسلوب المساومة.


بينما يتربع 4 رجال أعمال تابعين لشركة جنكيز القابضة في قائمة أكثر 100 رجل أعمال ثراء في تركيا حسب تصنيف مجلة "فوربس" لعام 2020، وهم أحمد، ومحمد، وأكرم وشرف جنكيز، وتبلغ ثروة كل منهم 550 مليون دولار أميركي، بإجمالي 2.2 مليار دولار أميركي لثروة الأربعة.

فساد حكومي


وبسبب العلاقة القوية بين أردوغان وجنكيز، ظهر فساد حكومي في التعامل مع الشركة، حيث سبق أن شطبت الجولة مديونيتها الضريبية عن الفترة بين عامَيْ 2005 و 2009 والتي كانت تقدر بنحو 424.4 مليون ليرة تركية، أي ما يعادل 303.1 مليون دولار أميركي حسب سعر الصرف في تلك الفترة، وهو ما يعادل مليارَيْ ليرة تركية حسب سعر الصرف الحالي.


وتعمل شركة "جنكيز" تعمل في مجالات المرافق السياحية والسكك الحديدية ومترو الأنفاق والموانئ والسدود والسياحة والتعدين والنقل الجوى والتأمين والطاقة والأنفاق والجسور والطرق، إضافة إلى مشروعات الإنشاءات وعلى رأسها مطار إسطنبول الجديد، وتأتي ضِمن قائمة أفضل عشر شركات في تركيا.

من هو "محمد جنكيز"


يعتبر "محمد جنكيز" من المقربين لأردوغان، وهو من رجال الأعمال الأتراك البارزين بالبلاد، ويُعرف بالشتائم التي وجهها للشعب التركي وحصوله على أكبر العطاءات في تركيا بأوامر من الرئيس رجب طيب أردوغان شخصيًا، وسبق أن تسبب في أزمات عديدة مع الشعب التركي، منها رفض أعمال شركته بالتنقيب عن المعادن التي تقوم بها بمدينة أرتفين شمال البلاد لأنها ستؤدي إلى قتل الطبيعة الخضراء بالمدينة .


وفي يونيو 2014، احترق قصر "حسين عوني باشا" وتحول إلى رماد بالكامل في نقطة مركزية تطل على مضيق البوسفور بمنطقة أوسكودار في إسطنبول، واشترى عقب ذلك رجل الأعمال القصر التاريخي والحديقة من حوله والتي تضم 3 آلاف شجرة.


كما أن "جنكيز" حصل على 50 مليون ليرة "دعم" لبناء فندق وخفض ضرائب 70% ، بينما لا أحد يحصل على نفس قيمة الدعم في تركيا إلا رجال أردوغان، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية الصعبة التي تشهدها البلاد.


وسبق أن تواطأ مع أردوغان في خدمة أغراضه الاستعمارية بليبيا، حيث دفع بشركة جينكيز قبل عام للحصول على حكم قانوني ضد دولة ليبيا في غرفة التجارة التابعة للمحكمة الجنائية الدولية في باريس، يقضي بأن تدفع الدولة الليبية 50 مليون يورو مقابل عقود أنجزتها المجموعة قبل عام 2011.


وعملت الشركة في بناء المرافق السياحية والموانئ والسدود والمطارات والجسور والطرقات والطاقة، في العديد من مشاريع البنية التحتية خاصة في مدن الجنوب الليبي، وبناء سدّ للمياه ومشروعات سكنية وعقارية أخرى، وتطمع اليوم للحصول على تعويضات من الدولة الليبية ومناقصات ضخمة للمشاركة في بناء المنشآت المتهالكة من مؤسسات عامة ومطارات وشبكات طرقات.


وفي مايو 2019، رفعت فاطمة جنكيز، زوجة رجل الأعمال، دعوى طلاق بعد زواج 30 سنة بتهمة الزنا، بعد أن سجل ابنًا له من علاقة غير شرعية مع سيدة أخرى، وطالبت فيها بنفقة شهرية 750 ألف ليرة، وتعويض 250 مليون ليرة، وتعويض معنوي 150 مليون ليرة.