اليمن.. جهود أممية لتمديد الهدنة وسط مخاوف من انتهاكات الحوثي
جهود أممية لتمديد الهدنة وسط مخاوف من انتهاكات الحوثي
يسارع المجتمع الدولي بمساعدة واشنطن لتجديد الهدنة الأممية في اليمن، حيث لم يتبقَّ إلا ساعات على انتهائها وشهد الأسبوع الماضي خطوات مكثفة أجراها المبعوث الأممي إلى اليمن، في محاولة لتجديد الهدنة الأممية التي تنتهي في الثاني من أكتوبر الجاري، إلا أنه لم يعرف بعد إلى أين انتهت تلك الجهود التي تعرقلها شروط الميليشيات الحوثية.
مخاوف أميركية
من جانبها حاولت الولايات المتحدة، حسم أزمة تجديد الهدنة، حيث أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنه بحث هاتفيًا مع المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ جهود تمديد الهدنة في البلاد، وأوضح وزير الخارجية الأميركي، أنه أعرب للمبعوث الأممي لليمن عن مخاوف بلاده بشأن الإجراءات الحوثية الأخيرة والتي تعرقل وصول منافع الهدنة إلى ملايين اليمنيين.
عراقيل حوثية
شروط وضعها الحوثي تمثل عددًا من العراقيل لتجديد الهدنة التي تلفظ أنفاسها الأخيرة، وتحدث عنها عبدالملك المخلافي مستشار رئيس الجمهورية اليمنية، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قائلا، إن مطالبة ميليشيات الحوثي بالمرتبات من الحكومة الشرعية رغم أنها تستولي على العاصمة ومعظم موارد الدولة يعد بمثابة اعتراف صريح بالشرعية وبأنها لا تمتلك أية شرعية، وحذر المخلافي، من أن أي مشروع هدنة يستجيب لشروط الحوثي لن يكون مقبولًا؛ فالهدنة الحقيقية هي التي تستجيب لمتطلبات الشعب اليمني وقيادته الشرعية، وتلتزم بالمرجعيات والشرعية الدولية، "وليس إرضاء عصابة مدانة بكل القرارات الأممية وسخرت إمكانات الشعب وأمواله لقتله وتجويعه بدلا من إغاثته وصرف مرتباته".
سقوط أخلاقي
في السياق ذاته، أكد نبيل جامل عضو الفريق الحكومي للتفاوض لفتح طرق تعز، أنه في الوقت الذي يطالب الحوثيون بفتح كامل لمطار صنعاء وميناء الحديدة ودفع رواتب الموظفين، "نجدهم يمارسون حقدا تاريخيًا وفعلا انتقاميًا ضد تعز وأبنائها ويرفضون فتح طرقها الرئيسية، مشددًا على أن نجاح الهدنة الأممية مرتبط بفتح طرق تعز الرئيسة، مشيرًا إلى أن "ممارسة الدجل السياسي لميليشيا الحوثي بشأن طرق تعز لم يعد يقنع أتباع الجماعة نفسها، فما بالكم بالمجتمع الدولي الذي يتكلم بصوت واحد لفتح الطرق الرئيسية في تعز، وأشار جامل، إلى أن ميليشيا الحوثي تستمر "بالسقوط الأخلاقي والإنساني من حيث يريدون أن ينتصروا سياسيًا"، مؤكدًا أن "رفع الحصار عن تعز وفتح طرقها الرئيسية ملف إنساني وليس سياسيا أو عسكريًا"، وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ أنهى الأسبوع الماضي زيارته إلى صنعاء، والتي أجرى خلالها مناقشات مكثفة حول تجديد الهدنة، مشيرًا إلى أن "توسيعها هو ضرورة إنسانية وضرورة سياسية. كما أنها فرصة لا يمكن أن نضيعها ".
خسائر حوثية
خلال الفترة الماضية، أقرت ميليشيات الحوثي بخسارة 3 من قادتها العسكريين في أعقاب تصعيد ميداني جديد في الجبهات، ورغم إنكارها لانتهاكاتها للهدنة، إلا أن مواكب الموت التي تجريها يوميا في المحافظات الخاضعة لسيطرتها لا سيما للقيادات الميدانية، تشكل اعترافا دامغا بوقوف ميليشيات الحوثي خلف التصعيد العسكري، وآخِر الخسارات كانت عملية تشييع أجرتها ميليشيات الحوثي في صنعاء لـ3 قيادات ميدانية زعمت مقتلهم في "جبهات القتال لدى أداء واجب" الدفاع عن مشروعها التدميري، بحسب وسائل إعلام المتمردين، يأتي ذلك بعد يوم واحد من تشييع ميليشيات الحوثي 5 قيادات بينهم القيادي البارز "عبدالواحد حمدان شاعب" الذي لقي مصرعه مع مرافقيه لدى قيادته هجوما بريا عسكريا على محورين جنوبي الحديدة، غربي اليمن، وتتكتم ميليشيات الحوثي عن زمان ومكان مقتل هذه القيادات إلا أن مصدرا مطلعا رجح مقتل جميعهم بالفعل خلال الهجوم العسكري للانقلابيين الذي استهدف جنوبي التحيتا والجراحي في الساحل الغربي وسقوط عشرات القتلى والجرحى بصفوف الميليشيات بينهم قيادات بارزة اليومين الماضيين.