أتراك يتحدثون عن أسباب العزوف عن تأييد "أردوغان" في الانتخابات المقبلة

أتراك يتحدثون عن أسباب العزوف عن تأييد
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

كشفت نتائج استطلاعات الرأي التركية عن عزوف الشعب التركي عن تأييد حزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان، وأبرزت نتائج 57 استطلاعا للرأي في تركيا صعوبة فرصة أردوغان، وحزبه، في الوصول إلى السلطة بعد تراجع شعبيتهما، حيث حصل الحزب على 32% من متوسط الأصوات، وفقاً لموقع المعارضة التركية "تركيا الآن".

حزب العدالة والتنمية نقطة سوداء بتاريخ تركيا

ومن ناحيته قال كينان باريش، شاب يبلغ من العمر 36 عاما، إن حزب العدالة والتنمية أتى بوعود وأجندات لصالح تركيا، وما أن تمكن من الحكم حتى انقلب على الشعب الذي أتى به إلى السلطة، فلما نجدد انتخابه.

وتابع باريش: إن أردوغان تحول ما إن وصول إلى كرسي الرئاسة وتبدلت نظرياته، وجعل العالم ينظر إلى تركيا باعتبارها داعماً رئيسياً للإهارب، وهي البلد التي وضع لها مصطفى أتاتورك أسس الحريات ولكن اليوم سحب منا حق التعبير، بل إن حملات الاعتقال تطول المعارضين له والوضع في تركيا لم يعد على ما يرام اقتصاديا ولا بد من انتهاء تلك الحقبة السوداء التي وضعت بتاريخ تركيا.

الاعتقال مقابل حرية التعبير في تركيا

بينما قالت ليم أوزان، البالغة من العمر 31 عاماً، لم نجدد الثقة بحزب العدالة والتنمية، متابعة أن شقيقتها محامية حقوقية وما زالت رهن الاعتقال من قبل السلطات التركية لمعارضتها انتهاكات النظام التركي.

وتابعت أوزان: إن ما يحدث في تركيا صار فوق الاحتمال ولم تعد المظاهرات مجدية والجميع ينتظر الانتخابات للإطاحة بهذا النازي.

أردوغان وإنفاق مالية الشعب على حروبه الخارجية

وقال أراس ميرت، يبلغ من العمر 46 عاماً، الوضع في تركيا يزداد سوءاً يوماً بعد يوم في ظل حكم حزب العدالة والتنمية ورئيسها أردوغان، فهو أول من كذب على الشعب بوعود زائفة ووعد بحريات أوسع واقتصاد أكثر استقراراً، ولكن ما نعانيه اليوم تقويض للحريات، تردي بالأوضاع الاقتصادية نتيجة انشغاله الرئيس وحكومته عن الشعب وصرفه أموال الشعب على أجنداته الخاصة خارج البلاد.

تراجع شعبية أردوغان

ونشر رئيس مركز أوراسيا التركي لاستطلاعات الرأي، كمال أوزكيراز، أن 57 استطلاعاً للرأي أجريت خلال الـ15 شهراً الأخيرة من قبل 19 شركة، لقياس مدى شعبية الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والأحزاب السياسية في تركيا، حصل من خلالها أردوغان على 39.9% من متوسط الأصوات.

ووفقاً لاستطلاعات الرأي، فإن حزب العدالة والتنمية وأردوغان ليس لديهما فرصة للوصول إلى السلطة، حيث إن متوسط عدد الأصوات التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في المجموع هو 40.62%.

المعارضة التركية وأردوغان

وقال النائب أنجين يورت: إن أردوغان يرغب في مواصلة شغل منصب الرئيس، قائلاً: "لكن في الوضع الحالي الحصول على 50.1 في المئة من الأصوات بات ضرباً من الخيال".

أضاف يورت في تصريحات إعلامية "سيتم البحث عن غطاء قانوني، وستكون هناك عودة إلى النظام البرلماني، سواء شئنا أم أبينا".

وأضاف يورت: أن الانتخابات المبكرة ستعقد بعد تعديلات ستجريها الحكومة لإعادة البلاد من النظام الرئاسي الحالي إلى النظام البرلماني السابق، مؤكداً أن الانتخابات الجديدة ستعقد في ظل نظام انتخابي برلماني.

وحذر أنجين يورت، جميع الأحزاب التي تسعى لخوض الانتخابات، مفيداً بأن إجراء الانتخابات الجديدة في ظل النظام البرلماني هو أمر يصب في مصلحة حزب العدالة والتنمية الحاكم.

أحزاب المعارضة وتأييد الانتخابات المبكرة

ومن ناحيتها ترغب أحزاب المعارضة في تركيا في الذهاب إلى انتخابات مبكرة، بعد أن فقد حزب العدالة والتنمية الكثير من أصوات ناخبيه.

وأوضحت المعارضة التركية وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري، بأن الوضع الاقتصادي بات مقلقاً للشعب، وأن الأتراك لن يصوتوا للعدالة والتنمية في أي استحقاق انتخابي قادم.

أردوغان في مواجهة المرأة الحديدية بالانتخابات

ومن جانبها قالت ميرال أكشينار والملقبة بـ"المرأة الحديدية" ورئيس حزب "الخير" التركي، وأحد الرؤوس النسائية البارزة في معارضة أردوغان ومنافسته، أنه بات على الرئيس أردوغان التوقف عن التصرف في السياسة الخارجية وفقاً لأهوائه الشخصية، وأن يكف عن إثارة المشكلات بشكل يضر بمصالح تركيا.

وأردفت المرأة الحديدية، قائلة في تصريحات إعلامية: "أردوغان يتعامل مع رؤساء الدول حسب أهوائه الشخصية، بدلاً من وضع المصلحة التركية على رأس أولوياته، فبدلاً من التعارك مع (الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي) و(الرئيس السوري بشار الأسد)، عليه أن يتعامل بعقلية الدولة التركية بما يخدم مصالحها".

وأوضحت أنه "فور زوال حكم العدالة والتنمية عن تركيا، سيكون لدى البلاد مصالح تجارية كبرى مع جيرانها، وسيعود استثمارها الخارجي معهم للنمو ويتطور من جديد، وبذلك تحوز تركيا احترام جميع البلاد".