إسرائيل تطلب تمديد وجودها في جنوب لبنان وسط تصاعد التوترات
إسرائيل تطلب تمديد وجودها في جنوب لبنان وسط تصاعد التوترات

تستمر التعقيدات السياسية والعسكرية في جنوب لبنان، حيث أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، بأن إسرائيل طلبت تمديد فترة وجود قواتها في خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية حتى 28 فبراير، رغم أن الموعد النهائي للانسحاب بموجب اتفاق وقف إطلاق النار كان محددًا سابقًا في 18 فبراير.
وأكد مسؤول لبناني ودبلوماسي أجنبي - في تصريحات إعلامية-، أن إسرائيل قدمت هذا الطلب عبر اللجنة المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار، والتي تتابع الترتيبات الميدانية بين الطرفين.
ويأتي ذلك في ظل رفض أميركي سابق لتمديد المهلة، حيث نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن مسؤول أميركي، قوله: إن الإدارة الأميركية تخطط للالتزام بالموعد النهائي المقرر في 18 فبراير لخروج القوات الإسرائيلية من لبنان.
استمرار الخروقات الإسرائيلية وقلق لبناني
في الوقت الذي تتواصل فيه المساعي الدبلوماسية بشأن الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي، واصل الجيش الإسرائيلي خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث أقدم على إحراق عدد من المنازل في جنوب لبنان، تحديدًا في بلدة كفركلا.
بالتزامن مع ذلك، كشف تقرير لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن إسرائيل تسعى لإقناع واشنطن بالموافقة على تغييرات في المنطقة الحدودية مع لبنان، إلا أن هذه المحاولات تواجه صعوبات، خاصة مع تزايد القلق من أن يكون الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أقل سخاءً تجاه تل أبيب فيما يتعلق بالملف اللبناني، مقارنة بما كان عليه موقفه من جبهة غزة.
كما تعمل القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي على صياغة "سياسة ردع" جديدة، تتضمن إعادة تعريف موسع لما تعتبره إسرائيل تهديدًا؛ مما قد يشمل منع أي تحركات لعناصر حزب الله على الحدود، حتى في حال تواجدهم مع قوات الجيش اللبناني أو قوات اليونيفيل.
مخاوف من تصعيد جديد بعد الانسحاب
مع اقتراب الموعد النهائي المحدد لانسحاب القوات الإسرائيلية، تتزايد المخاوف من التصعيد، إذ تعتبر إسرائيل أن أي احتجاجات أو تجمعات على الحدود الجنوبية تمثل تهديدًا أمنيًا؛ مما قد يدفعها للتعامل مع هذه التظاهرات بصرامة، دون تحديد طبيعة الإجراءات التي قد تتخذها.
على الجانب الآخر، يواصل الجيش اللبناني انتشاره في القرى الجنوبية تنفيذًا للقرار الأممي 1701، بانتظار انسحاب القوات الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، أصدرت بلدية بني حيان بيانًا، أكدت فيه، أن الجيش اللبناني أبلغها بدخوله البلدة للتمركز فيها وإجراء عمليات مسح للمتفجرات والقذائف غير المنفجرة.
كما دعت بلدية طلوسة الأهالي إلى تجنب العودة إلى البلدة في الوقت الحالي لضمان نجاح عملية انتشار الجيش دون أي عوائق.
تهديدات إسرائيلية وتحذيرات للسكان
في سياق متصل، أصدر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، بيانًا عبر منصة "إكس"، وجه فيه تحذيرًا لسكان جنوب لبنان، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي ما يزال منتشراً في المنطقة، وأن أي تحركات باتجاه الجنوب قد تشكل خطرًا على السكان، في تهديد ضمني باستخدام القوة ضد أي تحركات غير مرغوبة.
وفي تصعيد إضافي، شهدت العاصمة اللبنانية بيروت وضواحيها، صباح الأحد، تحليقًا مكثفًا لطائرات مسيّرة إسرائيلية، في مؤشر جديد على استمرار الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية.
التحديات القادمة والتزامات وقف إطلاق النار
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي بوساطة أميركية، نص على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، أي بحلول 26 يناير. غير أن المهلة مُدّدت لاحقًا إلى 18 فبراير، وسط تزايد الشكوك حول التزام إسرائيل بالموعد النهائي الجديد.
كما تضمن الاتفاق بنودًا تلزم حزب الله بسحب قواته من الجنوب والتراجع إلى شمال نهر الليطاني، إضافة إلى تفكيك أي بنى عسكرية متبقية في المنطقة.
ومع ذلك، ما تزال هناك مخاوف من أن يؤدي التأخير الإسرائيلي أو أي خروقات مستقبلية إلى تصعيد غير محسوب، قد يُعيد إشعال الجبهة اللبنانية مجددًا.