دماء الطائفية تُغرق كورام الباكستانية.. 82 قتيلًا في 3 أيام من العنف

دماء الطائفية تُغرق كورام الباكستانية.. 82 قتيلًا في 3 أيام من العنف

دماء الطائفية تُغرق كورام الباكستانية.. 82 قتيلًا في 3 أيام من العنف
أحداث كوارم الباكستانية

تتصاعد موجة العنف الطائفي في منطقة كورام بشمال غرب باكستان، حيث شهدت الأيام الأخيرة اشتباكات دامية خلفت 82 قتيلًا وأكثر من 150 مصابًا في تصعيد جديد ينذر بمزيد من التوترات في المنطقة الحدودية مع أفغانستان، النزاعات القبلية والطائفية المتجذرة، بالإضافة إلى الصراعات على الأراضي، تتفاقم وسط فشل الجهود الحكومية في احتواء الأزمة، وفي خضم هذه الفوضى، يتجه سكان كورام نحو الاحتجاجات، مطالبين بضمانات أمنية ووقف نهائي للاقتتال الذي يمزق مجتمعهم. 

مع استمرار العنف بين السنة والشيعة، تتحول منطقة كورام إلى ساحة حرب أهلية مصغرة تُبرز ضعف الدولة الباكستانية في فرض الأمن واستعادة النظام، بينما تسعى الجهات المحلية والدولية لفهم أبعاد الأزمة، تتزايد المخاوف من تداعيات هذا الصراع على الاستقرار الإقليمي ومصير آلاف المدنيين المحاصرين بين نارين. 

3 أيام من العنف


تتواصل أعمال العنف الطائفي في منطقة كورام الباكستانية لليوم الثالث على التوالي، حيث قُتل 82 شخصًا وأُصيب 156 آخرين منذ الخميس الماضي، وفقًا لمسؤول محلي طلب عدم الكشف عن هويته. 

وأكد المسؤول، أن الضحايا شملوا 16 من المسلمين السنة و66 من الشيعة، مما يعكس استمرار التوترات الطائفية المتأججة في المنطقة. 

بدأت موجة العنف الأخيرة عندما تعرضت قافلتان من المواطنين الشيعة لهجوم أثناء تحركهم تحت حماية الشرطة، ما أسفر عن مقتل 43 شخصًا على الفور، وإصابة 11 آخرين بجروح خطيرة.

الهجوم أدى إلى اندلاع اشتباكات بالأسلحة النارية استمرت يومين، في حين توسعت دائرة العنف لتشمل مناطق جديدة.

في تطور لاحق، هاجمت مجموعة مسلحة سوق باغان ذات الأغلبية السنية، مستخدمة أسلحة خفيفة وثقيلة في هجوم عنيف دمر مئات المنازل والمتاجر. 

وردًا على هذا الهجوم، فتح السكان ألسنة النار بشكل مكثف؛ مما أدى إلى استمرار الاشتباكات لساعات طويلة وزيادة تعقيد المشهد الأمني في المنطقة. 

محاولات للتهدئة 


من جانبه، أعلن وزير العدل المحلي أفتاب علم أفريدي، أن الأولوية تتمثل في التوسط لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن معالجة القضايا الجذرية لن تبدأ إلا بعد تهدئة الأوضاع، لكن الواقع على الأرض يعكس تحديات عميقة، حيث ترتبط النزاعات بخلافات تاريخية حول الأراضي وغياب النظام القانوني في ظل سيطرة الأعراف القبلية. 

تزامنًا مع التصعيد، خرج آلاف المتظاهرين الشيعة في مدينة باراشينار، مطالبين الحكومة بضمان الأمن ووقف الاقتتال الطائفي. المتظاهرون انتقدوا ضعف الاستجابة الأمنية وفشل السلطات في احتواء العنف؛ مما زاد من حدة التوترات ورفع سقف المطالب الشعبية. 

تحديات الحكومة والآثار الإقليمية


يرى مراقبون، أن الحكومة الباكستانية تواجه اختبارًا صعبًا لاحتواء الأزمة في كورام، التي تمثل إحدى النقاط الأكثر اضطرابًا على الحدود الأفغانية، حيث يؤدي استمرار التوترات إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي، خصوصًا مع احتمالية تسلل جماعات متشددة إلى المشهد مستغلة حالة الفوضى. 

وتتزايد المخاوف من أن العنف الطائفي في كورام قد يمتد إلى مناطق أخرى في باكستان، خاصة في ظل وجود تاريخ طويل من الهجمات المتبادلة بين السنة والشيعة.

الفشل في إيجاد حلول جذرية للنزاعات القبلية والطائفية يضع مستقبل المنطقة على المحك، مع توقعات بتفاقم الأزمة إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات حاسمة.

*إضافات سياقية بناءً على مستجدات:* 


من جانبهم، أكد مسؤولون محليون، أن الحكومة قد تلجأ إلى تعزيز القوات الأمنية في كورام لاحتواء العنف، وسط تقارير عن إرسال تعزيزات عسكرية بالفعل.

وأدانت منظمات حقوقية دولية استمرار الاقتتال الطائفي، داعية إلى حماية المدنيين وفتح تحقيقات مستقلة في الأحداث الأخيرة، فيما حذرت تقارير منظمات الإغاثة من تفاقم الأزمة الإنسانية في كورام، حيث يواجه السكان نقصًا حادًا في الغذاء والدواء.