تصدر اسم رئيسة الوزراء السابقة، تانسو تشيلر، الأخبار في تركيا، خلال الساعات الأخيرة، بعد أنباء تكليف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لها بتشكيل حزب سياسي جديد.

حزب سياسي جديد

وزعم نائب رئيسة حزب الخير، كوراي أيضن، أن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كلف رئيسة الوزراء السابقة، تانسو تشيلر، بتشكيل حزب سياسي جديد.

وقال أيضًا، خلال لقاء مع صحيفة سوزجو، إنهم "يريدون تشكيل حزب كهذا ويسعون لجذب المواطنين بالوعود الكثيرة، لكن الهدف الوحيد لهذا الحزب هو حزب الخير. هذا أمر مؤكد مئة بالمئة ولا شك في هذا". وتابع أن أردوغان كلّف تشيلر بهذا في محاولة منه لتفكيك أصوات حزب الخير الذي يسلب حزب العدالة والتنمية الحاكم الأصوات الانتخابية، مفيدا أن تشيلر تمثل مشروعًا ستدعمه السلطة الحاكمة وتزوده بالإمكانات المادية لإلحاق أي ضرر بحزب الخير.

وأوضح أيضًا أنه لم يتم التوصل إلى الرؤية التي سيستند عليها الحزب نظرا لأنه لم يلقى استجابة من 97 في المئة من الأشخاص الذين تم التباحث معهم.

كما أشار السياسي التركي إلى أن: "الساحة السياسة في تركيا لا تعاني من فراغ في الوقت الحالي، كما أن تشيلر ليس لديها شعبية حاليا ولا يأخذها أحد على محمل الجد. حاليا هي أحد جنود أردوغان ومهمتها السياسية تلك التي كلّفها بها أردوغان".

البداية والنشأة

تعتبر تانسو تشيلر هي أول سيدة تتولى منصب رئيس وزراء في تاريخ تركيا.

ولدت تانسو تشيلر عام 1946 في مدينة إسطنبول، وهي البنت الوحيدة لعائلة غنية، عمل والدها "حسن نجاتي تشيلر" كمحافظ في مدن مختلفة في تركيا.

ودرست تانسو تشيلر الابتدائية في منطقة "فندقلي" بإسطنبول، وبعد تعيين والدها في مدينة بيلجيك انتقلت مع عائلتها هناك، واستمرت بحياته التعليمية في المدينة. وبعد ترشح والدها عن حزب الشعب الجمهوري لعضوية البرلمان التركي عادت مع عائلتها إلى إسطنبول من جديد.

وأكملت تشيلر دراستها في مدرسة أرناؤوت كُوي الأمريكية، وتخرجت في كلية الاقتصاد بجامعة إسطنبول "بوغاز إيجي" بعام 1967، وحصلت على الماجستير والدكتوراه في الاقتصاد بالولايات المتحدة الأمريكية، وعادت إلى تركيا وعملت أستاذة في جامعة بوغاز إيجي، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في الاقتصاد بعام 1983.

المسيرة السياسية

انخرطت تانسو تشيلر في السياسة عام 1990، حيث انضمت إلى حزب الطريق القويم وانتُخبت لأول مرة نائبة عن مدينة إسطنبول بعد الانتخابات العامة التي أُجريت في عام 1991. 

وشغلت منصب وزير الاقتصاد في حكومة سليمان دميريل الائتلافية التي شكلها حزب الطريق القويم مع الحزب الشعبي الديمقراطي الاجتماعي.

تولت تانسو تشلر زعامة حزب الطريق القويم خلفا لسليمان دميريل الذي تخلى عن الزعامة ليكون رئيسًا للجمهورية، وهكذا أصبحت تانسو تشيلر أول امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء بتاريخ تركيا في عام 1993.

وفي الانتخابات العامة التي أجريت في 24 سبتمبر بعام 1995 حصل حزب الرفاه على النسبة الأكبر من الأصوات، وبعام 1996 شكلت حكومة ائتلافية بزعامة نجم الدين أربكان مع حزب الطريق القويم، وتولت تانسو تشيلر منصب نائب رئيس الوزراء، لكن الائتلاف الحكومي بين الحزبين استمر سنة واحدة فقط، لأن القوات المسلحة التركية قامت بانقلاب عسكري في 28 فبراير، وأغلقت حزب الرفاه بتهمة أنه يهدد العلمانية في تركيا، ومُنِع أربكان من ممارسة النشاط السياسي.

وفي الانتخابات العامة بعام 1999، فقد حزب تانسو تشيلر شعبيته وحل في المرتبة الخامسة في الانتخابات بحصوله على 12% من الأصوات، وبعد هزيمة حزب الطريق القويم في الانتخابات بعام 2002 تقاعدت تانسو تشيلر من الحياة السياسية.