بعد وقف الغمري وأبو خليل.. هل تغلظ تركيا قراراتها ضد إعلام الإخوان لأجل المصالحة مع مصر؟
بدأ أردوغان تغليظ قرارتها ضد اعلاميي الإخوان
خلال ساعات معدودة، أطاحت تركيا باثنين من إعلاميي الإخوان، بسبب انتقادهما مصر عقب وفاة المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري السابق، لإثبات جديتها في التصالح مع القاهرة.
وضِمن مساعيها للتصالح مع مصر، أوقفت تركيا الإعلامي الإخواني حسام الغمري، مقدم برنامج "رؤية" عبر فضائية "الشرق"، ومنعت ظهوره على شاشات أو منصات إعلامية في إسطنبول، بسبب انتقاده لمصر عقب وفاة المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري السابق، الذي رحل يوم الثلاثاء عن عمر ناهز 86 عاما.
وأفادت صحف تركية بأن أنقرة وجهت طلباً رسمياً للمسؤولين عن الفضائية بوقف ومنع ظهور الغمري وإلزامه بعدم تقديم أي محتوى إعلامي على منصات وحسابات التواصل الاجتماعي وغيرها في تركيا.
فيما كشف مصدر إعلامي في الإخوان بإسطنبول، وجود خطوات تركيا عديدة خلف ذلك القرار، تأكيدا لمساعيها للتصالح مع مصر، خوفا من توقف المباحثات مجددا، لرغبة النظام التركي في إنهاء حالة العزلة التي يعيشها والتدهور بكافة أوضاع البلاد الداخلية.
وقال المصدر الإعلامي إن أنقرة أصدرت قرارا بإيقاف ٥ آخرين من إعلاميي الإخوان بقنوات الجماعة المختلفة، لعدة أسباب حيث إن منهم اثنين انتهت أوراقهما ولا يحملان الجنسية التركية.
وأشار إلى أن الإخوان وإعلام الجماعة يحاول إجراء مفاوضات مع أحد مسؤولي النظام التركي للعدول عن القرار، واستمرار تقديم الإعلاميين برامجهم، لرغبتهم في استمرار القنوات.
وقبل ساعات من إيقاف الغمري، اتخذت تركيا قرارا مماثلا مع الإعلامي هيثم أبو خليل، القيادي السابق بالإخوان، ومقدم برنامج "حقنا كلنا" عبر قناة الشرق، حيث أوقفته مرة أخرى، للسبب ذاته وهو مهاجمته لمصر بعد وفاة المشير محمد حسين طنطاوي.
وقال الإعلامي الإخواني هيثم أبو خليل، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن إدارة قناة الشرق أبلغته بإيقاف برنامجه وعدم ظهوره مرة أخرى عبر شاشة القناة، قائلاً: "تم إبلاغي بعدم الظهور على قناة الشرق مرة أخرى".
والسبب نفسه، وهو الهجوم على مصر، أوقفت تركيا مسبقا برامج الإعلاميين معتز مطر، ومحمد ناصر، وهشام عبد الله عبر قنوات الشرق ومكملين الإخوانية، ثم منعتهم أيضاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطاحت أنقرة بحليفتها الجماعة بعد أن انتهت مصالحهما سويا وأصبحت الأخيرة عبئا ثقيلا على عاتقها بسبب كثرة أزماتهم وتشرذمهم، وأيضا لإثبات جديتها في المصالحة مع مصر والخليج.
جدير بالذكر، أنه خلال الشهر الجاري شهدت أنقرة الجولة الثانية من المباحثات الاستكشافية بين مصر وتركيا، بعد توقف ٤ أشهر، جراء عدم التزام أنقرة بالمطالبات التي قدمتها القاهرة، لذلك يبدو أن تركيا هذه المرة تتمسك بشدة بالتقارب ولا تريد تعطيله مرة أخرى.
كما أنها في الوقت نفسه تحاول تركيا التقارب مع الإمارات، لكسر عزلتها وتحسين أزماتها، لذلك أفادت وسائل إعلام بأنقرة، أنه من المحتمل أن تسلم تركيا ١٥ إخوانياً للإمارات، مدرجين على قوائم الإرهاب بها، لإثبات جديتها في المصالحة وإعادة العلاقات.