بعد انضمام السعودية والإمارات.. البريكس يلعب دوراً أكبر لحماية الاستقرار المالي العالمي
يلعب البريكس دوراً أكبر لحماية الاستقرار المالي العالمي
قال خبراء ومسؤولون: إنه في حين أن الاقتصاد العالمي معقد بسبب تحديات متعددة، بما في ذلك ارتفاع أسعار الفائدة في الدول المتقدمة والصراعات الجيوسياسية، فإنه يتعين على بنك التنمية الجديد التابع لتكتل البريكس أن يلعب دورًا أكبر لحماية الاستقرار المالي والنمو الاقتصادي في الدول النامية خصوصًا بعد انضمام السعودية والإمارات له، حيث تتمتع الدولتان بثقل مالي وإستراتيجي كبير، حسبما ذكرت صحيفة "جاكرتا بوست" الآسيوية.
التنمية المستدامة
وقال تشن دونغشياو، رئيس معاهد شانغهاي للدراسات الدولية، إن السرديات المبالغة في التبسيط والمواجهة في المجتمع الدولي تقوض التعاون والتنمية العالميين، ويتعين على البنوك المتعددة الأطراف، مثل بنك التنمية الجديد، أن تلعب دورا أكبر للمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخاصة بين البلدان النامية في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، ومعالجة التمويل من منظور عالمي.
وقال تشو جي جين، الأستاذ في كلية العلاقات الدولية والشؤون العامة بجامعة فودان، إن البنوك متعددة الجنسيات التي أنشأتها الدول المتقدمة عادة ما تتضمن بنودًا إضافية قد تضر بمصالح الدول النامية، ويختلف بنك التنمية الجديد عن هذه البنوك من خلال التركيز بشكل أكبر على التعاون بين بلدان الجنوب.
وأشار إلى أنه في مواجهة العلاقات الدولية المعقدة والمتقلبة على نحو متزايد، تزايدت أهمية بنك التنمية الجديد من حيث تقديم الدعم القوي للأسواق الناشئة والبلدان النامية من أجل بناء البنية التحتية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف: أن الاستثمار والتمويل بالعملات المحلية، والذي يمثل أولوية بالنسبة لبنك التنمية الجديد، سيساعد في تحقيق تلك الأهداف.
توسيع للعملات
وأشارت الصحيفة إلى أنه من خلال المقابلات الحصرية والتغطية المتعمقة لقضايا الأعمال الأكثر إلحاحًا في المنطقة، يُعد "الآفاق" هو المصدر المفضل للبقاء في الطليعة في مشهد الأعمال سريع التطور في إندونيسيا.
ويوافق يانغ فان، كبير محللي السياسات في شركة CITIC Securities، على أن البنوك التقليدية متعددة الجنسيات لم تساعد في استقرار السوق المالية العالمية، نظرًا لأن تصرفاتها وقراراتها تعتمد على الدولار الأميركي في معظم الحالات، وقالت إن بنك التنمية الجديد، الذي كان تأسيسه علامة فارقة في إطار آلية تعاون البريكس، يتعين عليه توسيع تسويات العملة المحلية على المدى القصير لزيادة تعزيز التعاون بين أعضائه وتعزيز التنمية الاقتصادية.
وقالت ديلما روسيف، رئيسة بنك التنمية الجديد، إن الاستقرار المالي العالمي، وخاصة في الاقتصادات الناشئة، تضرر بشدة بسبب استخدام الدولار الأميركي كسلاح، والارتفاع الكبير في أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وارتفاع سقف الديون في البلاد. وأدلت بهذه التصريحات في مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي بثت يوم الجمعة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا أدى إلى تعقيد الوضع في الاقتصادات الناشئة، التي تواجه بالفعل تحديات نقص الائتمان، وعدم القدرة على الوصول إلى أسواق رأس المال والعملات غير القابلة للتغيير. لكن في الوقت نفسه، ما زالوا بحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية للنقل والشبكات الرقمية لضخ المزيد من فرص العمل في الأسواق المحلية وتحسين مستويات معيشة الناس.
وقالت: إنه لذلك يهدف بنك التنمية الجديد إلى توسيع تسوية العملة المحلية بين أعضائه لتحسين بيئة التمويل والسماح للدول الأعضاء بالمشاركة في سوق رأس المال بطريقة أعمق وأكثر نشاطا، بدلا من مواجهة الدولار الأميركي.
وأضافت روسيف: أن تسوية العملة المحلية كانت اتجاها رئيسيا من المنظور العالمي حيث يتجه العالم نحو التعددية القطبية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وبحلول نهاية الربع الأول من هذا العام، كان التمويل بالعملة المحلية يمثل نحو 21.5% من محفظة بنك التنمية الوطني. ووفقاً لإستراتيجية البنك للفترة 2022-2026 التي صدرت في مايو، فإن 30% من تمويل مشاريعه سيكون مقوماً بالعملات الوطنية لأعضائه.
وقالت روسيف: إنه بهذه الطريقة، لن تضطر الاقتصادات النامية إلى مواجهة ارتفاعات متكررة في الديون بسبب التقلبات الشديدة في أسعار صرف العملة الأميركية.
وتابعت: إن البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا أسست في عام 2014 بهدف تعبئة الموارد لمشاريع البنية التحتية والتنمية المستدامة في الأسواق الناشئة والدول النامية، وافتتح بنك التنمية الجديد في يوليو 2015، ويقع مقره الرئيسي في شنغهاي، وإلى جانب دول البريكس الخمس، أدرج البنك بنغلاديش والإمارات العربية المتحدة ومصر وأوروغواي في قائمة أعضائه على مدى السنوات القليلة الماضية، وفقا لتقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" في أواخر مايو.