غضب طبي يجتاح تركيا.. أردوغان يضحي بالأطباء خوفاً من كورونا
تثير جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" أزمة كبيرة في تركيا، ليس فقط لتحولها لبؤرة للمرض ولا ضعف الجهاز الصحي ولا بوصول الفيروس للقيادات، وإنما أيضاً بإدارة النظام الحاكم الفاشلة للمواجهة المرض، وحتى خضوع العاملين في الرئاسة للفحوصات بشكل مكثف.
غضب تركي
وقبل أيام، انتشرت مخاوف عن وجود إصابات بفيروس كورونا في القصر الرئاسي التركي، ليتم إعلان إخضاع العاملين بالرئاسة لفحوصات مكثفة على غير العادة البلاد، وهو ما أثار غضباً ولغطاً تركياً كبيراً.
وعقب ذلك نددت نقابات مهنية طبية بإجراء فحوصات كورونا لمساعدي الرئيس رجب طيب أردوغان، مرتين يومياً، بينما لا يتم توفير الرعاية نفسها للأطباء في الصفوف الأولى للفحوصات.
وأكدت النقابات أن الجمعية الطبية بالقصر الرئاسي والمتحدث باسمه إبراهيم كالين، هم من تقع عليهم مسؤولية ارتفاع الوفيات بفيروس كورونا بين صفوف الأطباء، نظراً لعدم توفير الاهتمام الصحي اللازم لهم.
كما أعلنت رئيسة نقابة المهن الطبية، زكية باجاكسيز، رغبة النقابات الجادة في إخضاع الطواقم الطبية للفحوصات بشكل دوري كل ثلاثة أيام، وإن لم يكن هذا الأمر غير ممكن تحقيقه فلا بد من إجراء فحوصات أسبوعية للطواقم الطبية.
وتابعت: "لكن عندما نطالب السلطات بهذا تخبرنا أن الأمر مستحيل، ثم نرى أنهم يحظون بالفحوصات لأنفسهم"، منددة بعدم المساواة والعنصرية في التعامل بقولها: "يواصلون شتى صور الرفاهية، ولا توجد سياسات فحوصات عادلة، هذا وضع يكشف إعطاء السلطة الأولوية لنفسها ومصالحها دائماً".
وشاركتها في الغضب نفسه، رئيسة نقابة العاملين بالخدمات الطبية والاجتماعية، جونول أردان، منددة بعدم تلقي الأطباء نفس الحق في الرعاية الصحية رغم أنهم صمام الأمان بالعالم أمام تلك الجائحة، متهمة أردوغان بأنه يضحي بالأطباء لأجل صحته.
وأضافت أردان: أن 110 أطباء لقوا حتفهم بسبب فيروس كورونا المستجد وأصيب 40 ألف آخرون على الأقل، مشيرة إلى أن "هذه الوفيات مسؤولية السلطة التي تخضع للفحوصات يومياً ولا تجري فحوصات للطواقم الطبية".
مخاوف على أردوغان
وسبق أن كشفت مصادر عن وجود إصابات بفيروس كورونا في القصر الرئاسي التركي، خلال الأيام الماضية، وسط تكتم إعلامي ضخم، بأوامر من الرئيس رجب طيب أردوغان، وهو ما رفع المخاوف في القصر الرئاسي من وصول الفيروس إلى أردوغان، الذي سيكون ضربة قوية لصورته أمام الشعب، حيث يتباهى طوال الوقت بتصريحاته عن جهود أنقرة في اللقاح المضاد لكورونا.
وتابعت: لذلك أصدر المتحدث باسم الرئاسة التركية تصريحاً تحدث فيه عن خضوع جميع العاملين بالرئاسة لفحص كورونا يومياً، حيث باتت تلك بالفعل الإجراءات المتبعة حالياً بالقصر، والتي تعتبر تهيئة للرأي العام في حال إصابة أردوغان، وليس للحماية أو اتباعاً للإجراءات حيث كان يتم مسبقاً الاكتفاء بقياس درجات الحرارة فقط.
تصريحات المتحدث للرئاسة
كما أعلن المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين، أن الفريق المقرب للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يخضع لفحوصات فيروس كورونا المستجد يومياً.
وأضاف كالين، خلال مشاركته في برنامج عبر قناة "خبر جلوبال"، أن الفريق المقرب لأردوغان يخضع للفحوصات يومياً قبل وبعد انتهاء الدوام.
وتابع المتحدث باسم الرئاسة التركية: "نخضع للفحوصات يومياً، يتم إجراء الفحوصات للموظفين قبل بدء الدوام وبعد انتهائه، نحمد الله أن الأمور تسير على ما يرام حتى الآن".