حرائق لوس أنجلوس.. كارثة بيئية تُعيق عودة الآلاف إلى منازلهم و250 مليار دولار خسائر أولية

حرائق لوس أنجلوس.. كارثة بيئية تُعيق عودة الآلاف إلى منازلهم و250 مليار دولار خسائر أولية

حرائق لوس أنجلوس.. كارثة بيئية تُعيق عودة الآلاف إلى منازلهم و250 مليار دولار خسائر أولية
حرائق لوس أنجلوس

طلبت السلطات في لوس أنجلوس من السكان الذين تم إجلاؤهم بسبب حرائق الغابات البقاء بعيدًا عن منازلهم لمدة لا تقل عن أسبوع إضافي، حيث يُواصل المسؤولون إزالة النفايات السامة الناتجة عن المناطق المحترقة وقطع خطوط الغاز والكهرباء التي تُشكل خطرًا على الأحياء المتضررة، حسبما نقلت وكالة "رويترز" الإخبارية الدولية.

أضرار واسعة


امتدت الحرائق، التي تستمر في الاشتعال لليوم الـ10، على مساحة 59 ميلًا مربعًا، متجاوزة مساحة مدينة باريس، وأسفرت حتى الآن عن مقتل 27 شخصًا، وتدمير ما لا يقل عن 12,000 مبنى، وقد أدى هذا إلى تهجير نحو 82,400 شخص، بينما ينتظر 90,400 آخرون أوامر الإجلاء. 


وأدى انهيار التربة في المناطق الجبلية المتضررة إلى زيادة المخاطر، حيث لم تعد البنية التحتية المدمرة قادرة على تثبيت الأرض، فيما ساهمت المياه المتراكمة من خراطيم الإطفاء والأنابيب المكسورة في تدهور الوضع. 


وتابعت الوكالة الدولية، أنه على الرغم من تحسن الأحوال الجوية حديثًا، إلا أن خدمات الأرصاد الجوية حذرت من عودة ظروف الطقس القاسية بحلول يوم الأحد. ورغم توقف نمو الحرائق خلال اليومين الماضيين، إلا أن الجهود تتواصل لاحتواء حريق "باسيفيك باليسيدز"، الذي امتد على مساحة 23,713 فدانًا وتم احتواؤه بنسبة 27%، وحريق "إيتون"، الذي التهم 14,117 فدانًا وتم احتواؤه بنسبة 55%. 

كارثة إنسانية


أعرب السكان عن إحباطهم بسبب منعهم من العودة إلى منازلهم لتقييم الأضرار أو استعادة متعلقاتهم الشخصية.


وقال فرانك ماكغراث، أحد المتضررين الذي فقد منزله: "نريد الدخول للبحث عن أي أشياء يمكن إنقاذها، لكننا نتفهم سبب منعنا". 


ومن جانبها، تحدثت ميلاني ألونزو، التي تضرر منزلها بسبب الرماد السام، عن معاناتها قائلة: "المنزل مليء بالرماد السام وكأنه 'منفضة سجائر' ضخمة، لكن شركات التأمين تطلب منا عدم البدء في التنظيف حتى يتم فحص الأضرار". 


وأشارت الوكالة إلى أنه رغم الجهود المبذولة، تسبب وجود المواد السامة والمخاطر البيئية في تأخير جهود التنظيف وإعادة الإعمار.
ويتطلب إزالة الحطام السام تدخل وكالة حماية البيئة الأمريكية قبل أن تتمكن السلطات المحلية من استئناف العمل لإعادة توصيل المرافق. 


وقال مارك بيسترلا، مدير الأشغال العامة بمقاطعة لوس أنجلوس، إن "الحطام والمواد السامة قد أضرّت بشبكة التحكم بالفيضانات في المنطقة، مما يُهدد بتفاقم الأوضاع في حال عودة الأمطار". 

خسائر فادحة


وقعت شركة "أكوويذر" أن تصل خسائر الكارثة إلى أكثر من 250 مليار دولار، مما يجعلها الكارثة الطبيعية الأكثر تكلفة في تاريخ الولايات المتحدة. 


ومع استمرار جهود الإنقاذ، تتجه الأنظار إلى إعادة الإعمار وسط تساؤلات حول تأثير الكارثة على استضافة لوس أنجلوس لفعاليات رياضية كبرى، مثل كأس العالم 2026 والألعاب الأولمبية 2028.