بعد أعوام من المساعي الخفية.. هل تبدأ أميركا علاقات علنية مع الحوثيين؟

تسعي أميركا إلي إقامة علاقات مع ميلشيا الحوثي الإرهابية

بعد أعوام من المساعي الخفية.. هل تبدأ أميركا علاقات علنية مع الحوثيين؟
صورة أرشيفية

بعد أعوام من الخلاف والاستهداف العسكري، يبدو أن أميركا قررت تدشين علاقات مع ميليشيات الحوثي، المصنفة إرهابية، من أجل تفعيل دورها الدبلوماسي، في عهد الرئيس جو بايدن.

زيارة المبعوث الأميركي

قبل أيام معدودة، زار المبعوث الأميركي الخاص لليمن، تيموثي ليندركينغ، ولاية ميشيغان، للقاء فعاليات المجتمع اليمني الأميركي بمدينة هامترامك، أحد أكبر مراكز الجالية اليمنية الأميركية.

وجاءت الزيارة ضمن برنامج المبعوث الأميركي لليمن للتعرف على مواقف مختلف الفعاليات اليمنية إزاء ما يعانيه اليمن من حرب، منها الفعاليات التي تُمثل المجتمع اليمني الأميركي، حيث إن ولاية ميشيغان تضم أكبر جالية يمنية في الولايات المتحدة.

وخلال اللقاء، حضر عدد من لاعبي نادي هامترامك سيتي، الذي فاز مؤخرًا، بكأس بطولة الجاليات اليمنية في الولايات المتحدة لهذا العام، والتي أقيمت في ولاية ألاباما، بالإضافة للاستماع إلى وجهات نظرهم إزاء ما يعانيه وطنهم الأم من حرب وأزمة إنسانية.

العلاقات بين أميركا والحوثي

وقالت مصادر إن اللقاء شهد حضور لاعبين غير الحوثيين، عقد معهم المبعوث الأميركي مشاورات واسعة، حيث تم التطرق في الحديث للجنوبيين، بشأن ضرورة قبولهم بالمفاوضات مع الحوثي.

 وأضافت أن المبعوث أظهر استعداد أميركا للتعامل مع الحوثيين وبناء علاقات بينهم، لعودة الولايات المتحدة للعب دور في اليمن، حيث تجرى حاليا مفاوضات بين جميع الأطراف. 

أسباب تدشين العلاقات

وتهدف أميركا من تلك الخطوة تفعيل دورها الدبلوماسي في اليمن، من أجل إيقاف محاولات تدخل الغرباء في البلاد وحصد دور أكبر من الولايات المتحدة.

وتسعى أميركا إلى فتح القنوات الدبلوماسية مع كافة الأطراف في اليمن، من الحوثيين والانتقالي والشرعية، حيث يتداول حاليا وجود حالة من التوافق على التعامل مع القوى الفاعلة على الأرض وهي الانتقالي بالجنوب والحوثي بالشمال وبقايا الشرعية الملزمة بتنفيذ الشقين السياسي والأمني من اتفاق الرياض.

 وبالتزامن مع ذلك، أعلنت القائمة بأعمال السفارة الأميركية في اليمن كاثرين ويستلي، استعدادها لزيارة عدن بعد عودة الحكومة واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض، وذلك خلال لقائها بالرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وفقا لقناة "اليمن الفضائية".

وأشارت إلى أن العلاقات بين أميركا واليمن تتسم بالتعاون والتكامل، مجددة التأكيد على دعم بلادها لليمن وقيادتها وشرعيتها الدستورية، موضحة جهود الولايات المتحدة في هذا الإطار من خلال دعم اليمن مادياً وإنسانياً وحث المجتمع الدولي على ذلك.

العلاقات السرية

وسبق أن كشفت عدة تقارير، عن العلاقات بين أميركا والحوثي، حيث جرت محادثات بين الحوثيين والأميركيين، والتي توقفت في ٢٠١٥ بسبب الحرب التي فجرتها الميليشيا بانقلابها على الشرعية الدستورية، حيث التقى مبعوثون كبار في إدارة أوباما سرا مع الحوثيين في مسقط، ثم لقاء عام ٢٠١٦ ، حينما التقى وزير الخارجية جون كيري مع الحوثيين في مسقط أيضا في لقاء علني، وتجدد اللقاء عام ٢٠١٨ في ستوكهولم.

وفي عام ٢٠١٩ ، أعلن حينها مساعد وزير الخارجية ديفيد شنيكر أنهم يجرون محادثات مع الحوثيين، والتي تبين أنها تعد من أجل إعطاء منطقة حكم ذاتي في شمال اليمن للحوثيين كونهم أقلية، حيث اتضح أن الولايات المتحدة الأميركية تحرص على إضعاف الشرعية حتى أوصلت الأمر إلى الحوار مؤخرا في مسقط بين الحوثيين والأميركيين والسعوديين واستبعاد الشرعية ضاربة بالقرارات الأممية عرض الحائط والتي تنص على وحدة اليمن وإنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية الدستورية.

تناقض الموقف الأميركي

في فبراير الماضي، قررت الولايات المتحدة الأميركية رفع جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن من قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية، وهو ما أثار وجهات نظر متباينة بالعالم، وكان محل عدة تساؤلات، حيث أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ذلك "يمثل رسالة رمزية، من اللاعب الأساسي الإيراني إلى الراعي الأميركي الجديد، لخلط الأوراق في بداية مرحلة جديدة، فضلا عن أنه أداة ضغط من أجل المناورة بخصوص الملف النووي الإيراني وغيره من الملفات في العلاقات الإيرانية الأميركية، والحضور الإيراني في بؤر الأزمات بالشرق الأوسط".

واعتبرت الصحيفة أن ذلك القرار يعد "تناقض الموقف الأميركي في الأزمة اليمنية"، وأن ذلك سيحرق ما تبقى من اليمن، حيث إن ذلك سيشعر الحوثيين بالتراخي، وأنهم المنتصرون في هذه الحرب.

كما وصف السيناتور الجمهوري توم كوتن، عبر حسابه على موقع تويتر، سياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه إيران والحوثيين بأنها "شجعت وكلاء إيران على مهاجمة السعودية"، مشيرًا  إلى أن "صواريخ إيران تمطر السعودية، فيما تقوم إدارة الرئيس بايدن برفع تصنيف الإرهاب عن وكيلهم في اليمن، والتغطية على دور إيران في الهجمات على القوات الأميركية في العراق. وبدلاً من ربط الهجمات الأخيرة على مصدرهم، وهو النظام الإيراني، يوجِّه مسؤولو بايدن اللوم إلى 65% من العراقيين الشيعة". مؤكدا: "تعمل إدارة الرئيس بايدن على تشجيع الميليشيات المدعومة من إيران".

وفي تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال"، كشفت أن المحادثات بين الطرفين، بدأت منذ ٢٠١٩، وسبقتها عدة محاولات أخرى، حيث جاءت محادثات مباشرة ومتميزة لم تحدث بين إدارة ترامب والحركة الحوثية منذ دخول ترامب إلى البيت الأبيض عام 2017، خاصة بعد أن تحول النزاع في اليمن إلى سلسلة من النزاعات المحلية والتنافس الإقليمي والدولي بين الولايات المتحدة وإيران التي تدعم القوى الحوثية ضد التحالف الذي تقوده السعودية والمدعوم من واشنطن. 

وتقول الصحيفة إن الإدارة الأميركية تتعامل مع الحوثيين على أنهم حركة وكيلة عن إيران، التي تقول إنها المسؤولة عن الغارات بالصواريخ والطائرات المسيرة التي تنطلق من اليمن باتجاه أهداف في السعودية، مشيرة إلى أن قادة الحزبين في واشنطن التقوا في توافق نادر بشأن ضرورة وقف الحرب في اليمن.