في الوقت الذي تعاني فيه المرأة القطرية نقصان وبخس حقوقها، تتجه الحكومة القطرية إلى أفغانستان لتطالب حركة طالبان بالحفاظ على حقوق المرأة الأفغانية والمكتسبات التي حققتها نساء أفغانستان في ظل الحكومة الأفغانية السابقة. 

محاولات قطر لترويج طالبان

وحسبما نقلت صحيفة "المونيتور"، قالت الحكومة القطرية التي تسعى لتجميل وجه طالبان، أنه لا ينبغي أن تتراجع الحركة عن الحقوق الممنوحة للنساء، وذلك على الرغم مما عرفت به الحركة من اضطهاد للمرأة واستعبادها، فيما يبدو محاولة واضحة من الدوحة لغسيل سمعة طالبان.

وحسبما نقلت الصحيفة، دعا وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يوم الأربعاء الماضي، حركة طالبان إلى احترام حقوق المرأة الأفغانية.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية، في تصريحات آل ثاني أنه "دعا حركة طالبان إلى إعلان سياساتها تجاه المرأة وضرورة التعامل مع هذه القضية بما يتفق مع الحقوق المكفولة للمرأة".

كما شدد الدبلوماسي القطري على أنه يتعين على طالبان تمكين المرأة من ممارسة حقوقها "دون تراجع ما تم تحقيقه"، في إشارة إلى التحسن النسبي في حالة حقوق المرأة في ظل الحكومة الأفغانية السابقة المعترف بها دوليًا.

وكانت طالبان استولت على جميع أنحاء أفغانستان تقريبًا الشهر الماضي، خلال عملية الانسحاب العسكري الأميركي من البلاد، والذي انتهى هذا الأسبوع. 

وكانت الجماعة الدينية المتطرفة قد حكمت أفغانستان في السابق من عام 1996 إلى عام 2001 حتى أطاح بها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

عنف موثق

وبحسب تقرير "المونيتور"، فإن إساءة معاملة طالبان للمرأة موثقة جيداً، حيث تم حبس الأفغانيات في منازلهن في المرة الأخيرة التي كانت فيها طالبان في السلطة. 

وعلى الرغم من أن الحركة تعهدت بأن تكون أكثر تساهلاً هذه المرة مع حقوق المرأة، إلا أن التقارير تؤكد وقوع عمليات عنف ضد النساء.

اعتداءات في كابول

فيما اندلعت اشتباكات في العاصمة الأفغانية كابول، اليوم السبت، خلال تظاهرة بشأن حقوق المرأة، وهو ما أظهرته مقاطع فيديو بثتها محطات تلفزيون محلية.

وتبادل صحفيون مقطع فيديو لامرأة تسيل الدماء من رأسها، في أعقاب التظاهرات الاحتجاجية التي نظمتها نساء أفغانيات على مدار اليومين الماضيين في كابول، التي تسيطر عليها طالبان، في مظاهرة للدفاع عن حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة والعدالة والديمقراطية.

احتجاجات نسائية

وكانت الناشطات الأفغانيات نظمن احتجاجات بالقرب من القصر الرئاسي الأفغاني، اليوم السبت، وحملن لافتات تحمل شعارات مثل: "لسنا نساء في التسعينيات من العمر".

كما أظهرت لقطات فيديو أكثر من 12 امرأة أفغانية تواجههن قوات أمن مسلحة لحركة طالبان، مما أثار مشاحنات ساخنة، كما شوهدت نساء يعانين من آثار إطلاق غاز مسيل للدموع. وأكدت نساء أخريات تعرضهن للضرب.

ارتباط قطر بطالبان 
 
وتشير "المونيتور"، إلى أن قطر لديها تاريخ دبلوماسي طويل مع الحركة الحاكمة حاليا في أفغانستان، حيث استضافت محادثات سلام بين طالبان والحكومة السابقة قبل سيطرة الحركة على البلاد.

 كما ساعدت قطر الولايات المتحدة في جهود الإجلاء من أفغانستان ولها علاقات مع طالبان. مثل دول الخليج الأخرى، دعت قطر إلى الهدوء بعد سيطرة طالبان في أغسطس. 

كما دعا وزير خارجية قطر، طالبان إلى ضمان "ممر آمن" للأجانب الذين ما زالوا في أفغانستان بعد انتهاء الإجلاء الذي قادته الولايات المتحدة ، بحسب وكالة فرانس برس.

انتهاك حقوق النساء في قطر

وأشارت المونيتور إلى سجل قطر في انتهاك حقوق النساء، لافتة إلى أن وضع المرأة في قطر تعرض لانتقادات من قبل بعض الجماعات الحقوقية.

وقالت الصحيفة، إنه على سبيل المثال فيما يتعلق بنظام ولاية الرجل تمارس قطر انتهاكا واضحا ضد النساء.