عمار غول.. عراب حكومات بوتفليقة وذراع الإخوان للسيطرة على السلطة بالجزائر
تستخدم جماعة الإخوان عمار غول عراب حكومات بوتفليقة للسيطرة علي مقاليد الأمور في الجزائر
بين الفساد والتلاعب بالصفقات والتمويل الخفي للأحزاب السياسية وسوء استغلال المنصب تلاحق الاتهامات الإخواني الجزائري عمار غول، أحد أضلاع المربع السياسي المؤيد للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة.
المولد والنشأة
وُلد عمار غول يوم 21 فبراير / شباط 1961، في ولاية عين الدفلى، وهو الأمين العام لحزب تجمع أمل الجزائري، وشغل العديد من المناصب في حكومات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، بالإضافة لكونه أحد قياديي حزب حركة مجتمع السلم، الذي انشق عليه عام 2012.
الدراسة والتكوين
حصل على بكالوريا رياضيات بثانوية خميس مليانة في عام 1980، كما حصل على دبلوم الدراسات العليا في الهندسة النووية عام 1986، ثم انتقل إلى فرنسا عام 1989، حيث حصل منها على شهادة الدكتوراه في الهندسة النووية، كما حصل على شهادة مهندس دولة في الهندسة الميكانيكية عام 1998.
الحياة السياسية
كان "غول" جزءًا من الحكومات الـ14 الماضية في الجزائر، في عدة مناصب، منها وزير الثروة السمكية 1999 - 2002، ووزير الأشغال العمومية 2002 إلى 2013، ووزيرًا للنقل في سبتمبر 2013 وحتى 2015، وأخيرًا عين وزيرًا للسياحة والصناعات التقليدية منتصف عام 2015.
الوفاء لجماعة الإخوان
وحافظ عمار غول طوال مدة عمله في حكومات الرئيس بوتفليقة على الوفاء لتنظيم الإخوان، عبر زرع الموالين للجماعة بالمواقع الرسمية التابعة لقطاعه، كما تمسك بقدرته العالية في التلون مع جميع الوضعيات والمواقف.
أطلق حزبا للاستفادة من سلطته
ودشن غول حزب "تاج" للاستفادة من ريع الموالاة، حيث تمكن من تشكيل كتلة برلمانية تدافع عن أفكاره؛ ليكون أحد أضلاع المربع السياسي المؤيد لـ"بوتفليقة"، لتنفيذ طموحاته وأجندته المتطرفة.
راقص على كل الحبال
ونجح غول بأن يكون عرابا للسلطة وأحد أذرعها القوية، بعدما تظاهر بأنه خرج من عباءة الإخوان، عقب انقلاب العسكر على إسلاميي جبهة الإنقاذ المتشددة، الذين استحوذوا على الانتخابات المحلية والتشريعية، والتي جرت مطلع تسعينيات القرن الماضي، حتى وجد ضالته في مخطط التعايش الذي وضعته السلطة لاستقطاب الإخوان لضرب الإنقاذيين.
وتكرس "غول" عميقا في التحالف الهجين المؤيد لـ"بوتفليقة"، الذي جمع بين المتناقضات السياسية، ففي التحالف الرئاسي يجتمع القوميون الحداثيون والمحافظون "التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني"، والحداثيون العلمانيون "الحركة الشعبية الجزائرية"، والوطنيون الإسلاميون "تجمع أمل الجزائر لعمار غول".
أكثر وزراء بوتفليقة المثيرين للجدل
واشتهر "غول" بكونه من أكثر وزراء بوتفليقة المثيرين للجدل، وارتبط اسمه بما يعرف في الجزائر بـ"فضيحة القرن" المتعلقة بمشروع الطريق السيار شرق – غرب الذي انتقلت تكلفة إنجازه من 9 مليارات دولار إلى أكثر من 19 مليار دولار.
صفقات مشبوهة وتبديد المال العام
ووجه القضاء الجزائري تهماً للوزير الأسبق عمار غول تتعلق بمنح امتيازات غير مشروعة وإبرام صفقات مشبوهة وتبديد المال العام لرجلي الأعمال علي حداد ومحيي الدين طحكوت الموجودين في السجن أيضا بتهم فساد متعددة.
كما أدانت المحكمة الإخواني عمار غول وزير الأشغال العمومية والنقل الأسبق بـ10 سنوات سجناً نافذاً وغرامة بمليون دينار جزائري.