مايكل إيناكير.. صاحب محاولة إخفاء فضيحة قطر وحزب الله

مايكل إيناكير.. صاحب محاولة إخفاء فضيحة قطر وحزب الله
مايكل إيناكير

ما زال أصداء فضيحة تورط قطر في دعم حزب الله بلبنان، مستمرة حتى الآن، حيث أحدث ضجة وأزمة قوية على الساحة السياسية، ما زالت أصداؤها حتى اليوم، لتحتل مكانة جديدة في قائمة الفضائح الطويلة التي اضطلع فيها تنظيم الحمدين، لذلك طالبت العديد من الجهات التحقيق مع الدوحة ومصادرة أموالها في الخارج، لتضييق الخناق عليها وإجبارها على التخلي عن دعم الجماعات الإرهابية.

يعتبر مايكل إيناكير، مدير شركة العلاقات العامة والضغط "WMP Eurocom"، التي تتخذ من برلين مقراً لها، أحد اللاعبين البارزين في تلك الجريمة الدولية، حيث حاول إخفاء فضيحة قطر ودعمها لتنظيم حزب الله الإرهابي.

من هو مايكل إيناكير؟


يشغل مايكل إيناكير منصب نائب الرئيس الأول، ورئيس الاتصالات الجماعية والشؤون العامة في Metro Group منذ فبراير 2009.

وكان نائب رئيس التحرير في مجلة Wirtschaftswoche الأسبوعية للأعمال ورئيساً لمكتب المجلة في برلين، وخلال الفترة من 2004 إلى 2007، شغل منصب نائب الرئيس للشؤون الخارجية والسياسة العامة في  DaimlerChrysler.

وُلد في 15 يونيو عام 1964، ودرس العلوم السياسية والعصور الوسطى والحديثة والتاريخ في جامعة بون، وخلال دراسته، عمل كصحفي مستقل في Deutschlandfunk في كولونيا، ثم حصل على الدكتوراه، ثم عمل كمحرر لـ Rheinischer Merkur  من عام 1992 إلى عام 1997، وأصبح كبير المراسلين ورئيس قسم الرأي في Welt am Sonntag  في هامبورغ مع العديد من الإقامات في مناطق الأزمات مثل جنوب شرق الأناضول (حرب الخليج) والصومال والبوسنة وكرواتيا. 

وبعد عامين عمل كرئيس لفريق التخطيط لرئيس مجلس الإدارة يورجن إي شريمب من شركة DaimlerChrysler AG في شتوتغارت، ثم أصبح رئيسًا لمكتب العاصمة في عام 2000، ثم انتقل إلى DaimlerChrysler AG وتولى إدارة قسم السياسة والعلاقات الخارجية. 

وفي أكتوبر 2006، تم تعيينه نائبًا لرئيس التحرير ورئيسًا لمكتب Wirtschaftswoche في العاصمة، ومن فبراير 2009 إلى مارس 2012، شغل منصب رئيس الاتصالات المؤسسية والشؤون العامة في Metro AG. منذ أبريل 2012، أصبح رئيسًا لمكتب العاصمة ومنصب نائب رئيس التحرير في Handelsblatt.

حصل إيناكير لاحقًا على حصة أقلية في  WMP Eurocom، عام 2014، وأصبح عضوًا في مجلس الإدارة، ومسؤولًا عن الاتصالات المؤسسية والمالية والاتصالات السياسية والعلاقات العامة في التقاضي، ثم الرئيس التنفيذي للشركة.

تورطه مع قطر


قبل أيام، كشفت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، أن النظام القطري يمول شحنات الأسلحة الخاصة بحزب الله الإرهابي بلبنان، ما يعرض حياة ما يقرب من 10 آلاف جندي من القوات الأميركية في قطر للخطر، مشيرة إلى أن قاعدة العديد العسكرية في الدوحة هي مقر متقدم للقيادة المركزية الأميركية وأسراب من سلاح الجو الأميركي.

ويأتي ذلك استكمالًا للدور الذي تلعبه قطر منذ عام 2017 في مخطط تمويل الإرهاب المترامي الأطراف، كما أن منظمة حزب الله اللبنانية هي ميليشيا شيعية بالوكالة، أنشأها فيلق الحرس الثوري الإسلامي في إيران (IRGC) في لبنان عام 1982، وصنفتها أميركا ككيان إرهابي، وتعتمد على التمويل والدعم الإيرانيين، وهي مسؤولة عن مقتل مئات من العسكريين الأميركيين في العراق ولبنان.

وأكد عميل المخابرات الألمانية "جايسون جي"، اسم مستعار خوفًا من إعلان هويته من تعرضه للخطر أو الانتقام من جانب عناصر تابعة للدوحة، أنه تمكن من اختراق النشاطات القطرية في دعم حزب الله وكيف يصله معدات عسكرية نتيجة التمويل القطري، موضحًا أن شراء الأسلحة في قطر كجزء من عملية واضحة لحزب الله، وأن أحد أفراد الأسرة الحاكمة سمح بتوصيل أجهزة عسكرية إلى الكيان الإرهابي المعين من قِبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في لبنان.

كما كشف تورط سفير قطر في بلجيكا عبدالرحمن بن محمد سليمان الخليفي في ذلك الأمر، حيث سعى للتفاوض على اتفاق مع العميل الاستخباراتي. 

تفاصيل الرشوة


وتضمن الاتفاق دفع قطر مبلغ 750 ألف يورو إلى "جيسون جي" مقابل بقائه صامتًا وعدم فضح ما توصل إليه من مستندات تثبت تورط الحكومة القطرية في تمويل حزب الله سرًّا، مشيرًا إلى أن الخليفي كان قد عمل سابقًا سفيرًا لقطر في برلين بين عامي 2009 و2016.

وأكد العميل المخابراتي أنه لم يكن ينوي الوصول إلى تسوية مع السفير، حيث كان غرضه هو فضح ممولي حزب الله في قطر ومن المسؤولين في الدوحة الذين يوفرون لهم الحماية.

واستعان الدبلوماسي القطري الرفيع في بلجيكا، بمايكل إيناكير، المدير التنفيذي لشركة WMP للعلاقات العامة من أجل إخفاء دعم الدوحة لحزب الله، بينما نفى إيناكير، تورطه في أي محاولة للتستر على الدعم القطري للحزب، وفق صحيفة ألمانية.

كما أكدت صحيفة "دي تسايت" الألمانية أنه "في بداية 2019، عقد إيناكير وضابط المخابرات والدبلوماسي القطري لقاء غداء عرض فيه الـ750 ألف دولار لتأمين صمت جيسون، مسؤول الأمن"، مشيرةً إلى أن الحكومة القطرية وسفارات الدوحة في بروكسل وواشنطن وبرلين رفضوا التعليق بشأن ذلك.

وشدد "جيسون جي" على أن هدفه هو أن توقف قطر تمويل المتطرفين وتطهيرها من الإرهاب والفكر المتطرف حتى تستطيع أن تكون جزءًا من المجتمع الدولي.

وفي عام 2017، قال الرئيس دونالد ترامب: إن قطر "كانت ممولًا للإرهاب على مستوى عالٍ جدًا، حتى عكس رأيه في وقت لاحق.

وأكدت "فوكس نيوز" أن قطر عكست السياسة الأميركية تجاهها بجهد مكثف ومكلف من قبل قطر وجماعات الضغط التابعة لها، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، مشيرة إلى حث سياسيين أوروبيين بارزين على حملة قمع سريعة لقطر المزعوم لتمويل الإرهاب وحزب الله.