شو إعلامي.. ماذا وراء إعدام داعش لـ"نبيل حبشي" في سيناء
اختطف تنظيم داعش الإرهابي مواطن مصري يدعي نبيل حبشي في سيناء وقاموا بإعدامه
بعد سنوات من العملية "سيناء 2018" التي أطلقتها القوات المسلحة المصرية، والتي أسفرت عن القضاء على ما تبقى لتنظيم داعش الإرهابي في شمال سيناء، وتكبيده خسائر فادحة من وسائل الدعم اللوجستي والمعدات والمقاتلين، يحاول التنظيم إثبات وجوده في سيناء عبر استهداف المسيحيين، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة.
آخرها إقدام تنظيم داعش الإرهابي، أمس الأحد، على إعدام خادم كنيسة بئر العبد في شمال سيناء والذي يدعى نبيل حبشي سلامة (62 عامًا)، بعدما اختطفته عناصر إرهابية منذ 5 أشهر، وتصفية اثنين من أفراد قبيلة الترابين المحلية بالرصاص، بسبب دعمه وتعاونه مع الجيش المصري.
الجدير بالذكر أن عائلة نبيل حبشي، تعمل بالتجارة في بئر العبد منذ سنوات طويلة، ضمن مجالات متعددة من محلات ذهب وهواتف محمولة، كما أن "حبشي"، هو من قام ببناء الكنيسة الوحيدة في مركز بئر العبد، وهي كنيسة السيدة العذراء.
رد للدولة في أقل من 24 ساعة
وفي أقل من 24 ساعة، جاء رد وزارة الداخلية المصرية، بعدما أعلنت عن مقتل 3 عناصر إرهابية متورطة في حادث تصفية المواطن نبيل حبشي بمنطقة "الأبطال" بشمال سيناء.
وأكدت وزارة الداخلية المصرية، أنه جارٍ ملاحقة باقي عناصر تلك الخلية الإرهابية المتورطة في حادث مقتل المواطن نبيل حبشي، حيث أمكن تحديدهم وتبين أنَّهم كل من: "جهاد عطا الله سلامة عودة، وأحمد كمال محمد شحاتة، وخالد محمد سليم حسين"، مشددة على أنه تم اتخاذ الإجراءات القانونية، فيما تتولى نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات.
تصفية المتورط في العملية الإرهابية
كما تم تحديد اثنين من العناصر الإرهابية التي لقيت مصرعها، وهما القيادي الإرهابي "محمد زيادة سالم زيادة" واسمه الحركي "عمار"، والذي يعد من أخطر العناصر الإرهابية، وتولى الإعداد والتخطيط والتنفيذ للعديد من الحوادث الإرهابية التي شهدتها محافظة شمال سيناء، كما تولى مسؤولية توفير الدعم اللوجيستي للعناصر الإرهابية، والثاني هو الإرهابي "يوسف إبراهيم سليم" واسمه الحركي "أبو محمد" المتورط في تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية ومن المعاونين للأول في توفير الدعم اللوجيستي.
وتواصل الداخلية المصرية جهودها في تتبع وملاحقة العناصر الإرهابية المتورطة في تنفيذ بعض العمليات الإرهابية التي تستهدف عناصر القوات المسلحة المصرية والشرطة ومقدرات الدولة، الرامية لزعزعة الاستقرار الأمني بالبلاد.
الكنيسة الأرثوذكسية تتضامن مع الدولة المصرية
ومن جانبها، نعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، المواطن نبيل حبشي سلامة، مؤكدة على وقوفها متضامنة مع كل مجهودات الدولة المصرية في دحض أعمال الإرهاب البغيضة.
وأضافت الكنيسة الأرثوذكسية: أن تلك الأعمال الإرهابية ستزيدنا عزمًا وإصرارًا على الحفاظ على وحدتنا الوطنية الغالية، وفي ذلك نحيي أبطال القوات المسلحة والشرطة المصرية، كما نقدم تعازينا إلى أسرة الشهيد وكنيسته مصلين من أجل سلام بلادنا وازدهارها.
العمليات الإرهابية في سيناء مجرد شو إعلامي
وفي نفس السياق، قال الدكتور رفعت سيد أحمد الخبير في دراسة الحركات الإسلامية المسلحة، ورئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث بالقاهرة: إنه يعتقد أن حادث مقتل المواطن نبيل حبشي هو مجرد محاولات بإظهار وجود للجماعات الإرهابية في سيناء، وليس للدلالة على القدرة التنظيمية لداعش بشن عمليات كبرى ضد المسيحيين والجيش المصري في سيناء.
التنظيمات الإرهابية تلفظ النفس الأخير بسيناء
وأضاف سيد أحمد، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن الجماعات الإرهابية في سيناء تلفظ النفس الأخير، حيث إن المجتمع السيناوي يرفض تلك التنظيمات المتطرفة، فهي تنظيمات إرهابية ممولة من هيئات وأجهزة مخابرات خارجية.
وتابع الخبير في دراسة الحركات الإسلامية المسلحة، أن مقتل المسيحي نبيل الحبشي في هذه الجريمة، هو نوع من إظهار العضلات والقوة للتنظيم، أكثر من حقيقة وجود هذه القوة، وبالتالي فإنها محاولات للفت الأنظار للتنظيم وإرهاب الكنيسة المصرية والمسيحيين.
خصومة التنظيمات الإرهابية مع الشعب المصري وليس المسيحيين فقط
ولفت الخبير في دراسة الحركات الإسلامية المسلحة، إلى أن الخصومة بين التنظيمات الإرهابية، ليست فقط ضد المسيحيين فقط، ولكن لمجمل الشعب المصري، وخاصة الشعب السيناوي، ولذلك يريد التنظيم أن يظهر أمام الشاشات ولكنه لا يعكس قوة حقيقية على أرض الواقع.
الدولة المصرية تثأر بعد ساعات من الحادث الإرهابي
وأشار إلى أن الدولة المصرية تمكنت من الثأر لمقتل "الحبشي"، بعد ساعات من الحادث، حيث تم تصفية 3 من المشاركين بالعملية الإرهابية، في عملية نوعية للجيش والشرطة المصرية؛ ما يؤكد السيطرة الكاملة وقوة الدولة المصرية في شمال سيناء.
وأوضح أن الجماعات الإرهابية في سيناء تحاول الظهور بأنها ما زالت موجودة في سيناء عبر تلك العمليات، ولكنني أعتقد أننا أمام محاولة إعلامية أكثر منها محاولة واقعية للعودة إلى الضوء من قبل تنظيم داعش أو ولاية سيناء.