بلينكن في الشرق الأوسط.. هل تنجح الجهود الدولية لإنهاء الحرب.. خبراء يجيبون

بلينكن في الشرق الأوسط.. هل تنجح الجهود الدولية لإنهاء الحرب.. خبراء يجيبون

بلينكن في الشرق الأوسط.. هل تنجح الجهود الدولية لإنهاء الحرب.. خبراء يجيبون
بلينكن

وصل وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل في إطار جولة إقليمية تهدف إلى البحث عن تهدئة في الأزمات المتصاعدة في غزة ولبنان.

 تشمل الجولة عدة محطات في الشرق الأوسط، وتأتي في وقت حرج مع تصاعد التوترات في المنطقة واحتدام الحرب في غزة واستمرار الصراع مع حزب الله في لبنان. 

بلينكن يركز في محادثاته على إحياء جهود وقف إطلاق النار، ودعم المساعدات الإنسانية، وتحقيق توازن دبلوماسي لاحتواء التوترات المتزايدة بين إسرائيل وإيران.


*يبدأ من إسرائيل*


وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى إسرائيل كأولى محطاته، لعقد اجتماعات مع زعماء إسرائيليين في مستهل جولة أوسع في الشرق الأوسط تستهدف إحياء محادثات وقف إطلاق النار، وتأتي زيارة بلينكن، وهي الحادية عشرة للمنطقة منذ أن هجوم السابع من أكتوبر 2023، الذي أدى إلى اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في وقت كثف فيه الجيش الإسرائيلي حملته في القطاع، وكذلك في لبنان ضد جماعة حزب الله.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن، برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ومسؤولين آخرين.

*جهود دبلوماسية مكثفة*


تستمر زيارة بلينكن لمدة أسبوع، ومن المقرر أن تشمل الأردن، الدوحة، وربما عواصم عربية أخرى لم تعلن عنها وزارة الخارجية الأميركية بعد، بلينكن يسعى لإيجاد حل دبلوماسي ينهي الحرب في غزة، بالإضافة إلى معالجة الأزمة المستمرة مع حزب الله في لبنان.

مسؤولو وزارة الخارجية الأميركية أكدوا، أن الأولوية هي إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعاني من دمار واسع بسبب الحرب المستمرة لأكثر من عام.


*التركيز على تجنب التصعيد مع إيران*


من بين القضايا الرئيسية التي سيتناولها بلينكن خلال زيارته، الرد الإسرائيلي المتوقع على الهجوم الصاروخي الإيراني.

 مسؤولون أميركيون يرافقون بلينكن أوضحوا أن الوزير الأميركي سيعمل على ثني إسرائيل عن أي ضربات عسكرية قد تؤدي إلى تفاقم الصراع الإقليمي، في محاولة للحفاظ على استقرار المنطقة وتجنب توسع الحرب إلى نطاق أوسع يشمل إيران.

*مفاوضات مصرية لإحياء التهدئة في غزة*

في الوقت الذي يتواجد فيه بلينكن في المنطقة، قدمت مصر مقترحًا جديدًا لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

وفقًا لمصادر إسرائيلية، تضمن المقترح المصري "صفقة تبادل محدودة" كبداية لصفقة أكبر تهدف إلى تهدئة الأوضاع في غزة.

رئيس المخابرات المصرية عرض المقترح على رئيس الشاباك الإسرائيلي، الذي بدوره ناقشها مع الحكومة الأمنية الإسرائيلية، في إشارة إلى احتمال تحريك ملف التهدئة من خلال الوساطة المصرية.

*"إنهاء الحرب" وتحقيق الاستقرار*


وزارة الخارجية الأميركية أوضحت في بيان أن بلينكن سيتطرق إلى "أهمية إنهاء الحرب في غزة"، مع التركيز على ضرورة إطلاق سراح جميع المحتجزين وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

كما ستشمل مناقشاته في المنطقة مستقبل غزة بعد الحرب، بما في ذلك إعادة إعمار القطاع وحُكمه. قضية إعادة الإعمار تمثل تحديًا كبيرًا، خصوصًا مع رفض الدول العربية تمويل أي عملية إعمار دون وجود أفق لحل سياسي يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل.



*التحديات الإقليمية ومخاطر التصعيد*


في الوقت الذي يسعى فيه بلينكن لإيجاد حلول دبلوماسية، تظل التحديات الإقليمية ماثلة، مع استمرار الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، والتوترات المتزايدة مع إيران.

 بلينكن سيحاول خلال جولته بناء توافق دولي وإقليمي يخفف من حدة التصعيد، لكن يبقى السؤال حول مدى نجاح هذه الجهود في ضوء تعقيدات المشهد السياسي والعسكري في المنطقة.

*الجانب الإنساني لا يكفي*


من جانبه، يرى د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة،  أن زيارة بلينكن للشرق الأوسط تأتي في إطار جهود أميركية حثيثة لإدارة الأزمات المتعددة في المنطقة، مشيرًا إلى أن هناك تعقيدات كبيرة تواجه هذه الزيارة، لا سيما في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي في غزة ولبنان.

وأضاف فهمي في حديثه لـ"العرب مباشر"،  أن الولايات المتحدة تحاول جاهدة تحقيق توازن بين دعمها التقليدي لإسرائيل ومحاولة تجنب تصعيد إقليمي قد يشمل إيران، وهو ما يضع بلينكن في موقف حساس للغاية.

ويعتقد أستاذ العلوم السياسية، أن التركيز على الجانب الإنساني وإدخال المساعدات إلى غزة هو خطوة مهمة، لكنها لا تكفي وحدها لحل الأزمة بشكل مستدام، حيث يرى أن هناك ضرورة لإيجاد آلية لوقف دائم لإطلاق النار، وإعادة فتح قنوات دبلوماسية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بوساطة دولية مثل مصر.

وأكد فهمي، إن المقترح المصري يأتي في إطار الجهود المكثفة التي تبذلها الإدارة المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكدًا أن تعنت الجانب الإسرائيلي يزيد الأمور تعقيدًا.

في السياق ذاته، يقول د. أسامة شعث أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة بلينكن تأتي في وقت حرج للغاية، حيث تعكس محاولات الولايات المتحدة المستمرة للحفاظ على استقرار المنطقة في ظل تصاعد إصرار جيش الأحتلال الإسرائيلي على عملية التهجير وإخلاء مناطق شمال غزة من سكانها.

وأضاف شعث في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن الإدارة الأميركية تواجه تحدياً مزدوجاً يتمثل في دعم إسرائيل عسكريًا ودبلوماسيًا، وفي الوقت ذاته العمل على تهدئة الأوضاع ومنع تحول الصراع إلى مواجهة شاملة تشمل إيران وحزب الله.

ويرى السبع، أن زيارة بلينكن لن تحقق الكثير على المستوى الفعلي إذا لم تصاحبها ضغوط حقيقية على جميع الأطراف للالتزام بوقف إطلاق النار والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وفيما يتعلق بالملف الإنساني، يوضح السبع أن المساعدات وحدها لا يمكن أن تحل مشكلة غزة، ما لم يتم الاتفاق على آلية سياسية واضحة تضمن إعادة الإعمار وتخفيف الحصار المفروض على القطاع.