زيارة بلينكن للقاهرة.. هل تنجح آخر مساعي وقف النيران
زيارة بلينكن للقاهرة.. هل تنجح آخر مساعي وقف النيران
في ظل تصاعد العنف المستمر في قطاع غزة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وصلت الجهود الدبلوماسية إلى ذروتها مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى القاهرة، حيث تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز جهود وقف إطلاق النار بين الطرفين، وسط دعوات دولية لتهدئة الأوضاع الميدانية وتخفيف المعاناة الإنسانية التي تزداد حدتها يومًا بعد يوم.
وتأتي زيارة بلينكن ضمن جولة أوسع في المنطقة، شملت لقاءات مع قادة إسرائيليين وفلسطينيين، وتهدف بشكل أساسي إلى استغلال نفوذ مصر التاريخي ودورها الرئيسي في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، القاهرة لطالما كانت طرفًا محوريًا في وقف التصعيدات السابقة بفضل علاقاتها الوثيقة مع جميع الأطراف المعنية.
وتعتمد واشنطن على هذه الروابط الوثيقة وعلى الدور المصري لضمان إيصال رسائل مهمة إلى قيادة حماس وبقية الفصائل المسلحة في غزة.
زيارة أخيرة قبل "انتهاء ولاية بايدن"
وحضر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى القاهرة من أجل بحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال زيارة سيقوم بها هذا الأسبوع إلى مصر، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة والتي تؤدّي دوراً هاماً في المحادثات الرامية لإبرام هدنة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان إن الزيارة ستستمر من الثلاثاء وحتى الخميس، وسيجتمع بلينكن مع مسؤولين مصريين لمناقشة الجهود الجارية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن ويخفف معاناة الشعب الفلسطيني ويساعد في إرساء أمن إقليمي أوسع نطاقاً، حيث الزيارة تأتى في ظل اقتراب الانتخابات الامريكية التي ستكون نهاية عهد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن.
رسائل السيسي في الزيارة العاشرة
وقد أبلغ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن القاهرة ترفض أي محاولات للتصعيد في المنطقة، وأن مصر تدعم أمن لبنان واستقراره وسيادته، بعد هجوم أجهزة الاتصال اللاسلكية البيجر.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، اليوم، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والوفد المرافق له، خلال زيارة خاطفة يبحث خلالها خصوصاً الجهود الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقد حضر اللقاء بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين في الخارج، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة، إضافة إلى السفيرة الأميركية بالقاهرة، هيرو مصطفى جارج، وأشار المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، في بيان تم نشره الأربعاء، إلى أن الوزير الأميركي نقل تحيات الرئيس جو بايدن وتقديره للدور الحيوي الذي تقوم به مصر لاستعادة الاستقرار في المنطقة، وهو ما ثمّنه الرئيس المصري، مؤكداً أهمية الشراكة الاستراتيجية المصرية الأميركية في حماية مصالح الدولتين وتعزيز الأمن الإقليمي.
ويقول المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية أيمن الرقب، إن الزيارة العاشرة لبينكن ستكون بشكل عام زيارة إجرائية تهدف إلى التواجد الأمريكي "فقط"، بلينكن والإدارة الامريكية بدورها فشلت في جهود الوساطة بقطاع غزة وتبحث الأن بالتوجه نحو ملف السودان لبحث انتصارات قبل شهر واحداً من الانتخابات الأمريكية التي قد تصف بايدن بإنه الرئيس الأسوأ في الملف الخارجي.
وقد أضاف الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، أصبحت جهود القاهرة محورية، ليس فقط في السعي إلى التهدئة الميدانية، بل أيضًا في إدارة الجوانب اللوجستية المتعلقة بتوفير المساعدات الدولية وتسهيل دخولها عبر معبر رفح الحدودي، هذه القضايا كانت محورية في محادثات بلينكن مع المسؤولين المصريين، والآن الإدارة الأمريكية تبحث التهدئة فقط وليس وقف لحرب بعد الهجمات الإسرائيلية المتتالية على حزب الله وجنوب لبنان.