ديكان هيرالد: قطر تشتري النفوذ والقوة الناعمة بثروة الغاز
تشتري قطر النفوذ بثروة الغاز
استعرضت صحيفة "ديكان هيرالد" عددًا من الحقائق حول دولة قطر، التي تجري أول انتخابات تشريعية لها، غدًا السبت، لافتة إلى أن الإمارة الخليجية كانت محمية بريطانية لمدة 55 عاما
وقالت : إن قطر خرجت مؤخرًا من أزمة دبلوماسية كبيرة ومقاطعة دامت ثلاث سنوات ونصف من قِبل جيرانها الخليجيين بسبب دعمها للإرهاب، لتظهر بعدها كوسيط رئيسي في أفغانستان في الوساطة مع حركة طالبان المتطرفة، والمفاوضات الأخيرة بين طالبان وداعش.
محمية بريطانية
وأشارت الصحيفة إلى بعض الحقائق الأساسية عن قطر الغنية بالغاز والنفط، ومنها: أن قطر من أصغر الدول العربية، فشبه جزيرة صحراوية يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة، معظمهم من الأجانب. كانت البلاد محمية بريطانية لمدة 55 عامًا ويحكم قطر أسرة آل ثاني منذ منتصف القرن التاسع عشر.
وصعد الأمير الحالي، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى السلطة عام 2013 بعد انقلاب، أجبر والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على التنازل عن الحكم.
المقاطعة العربية
كما أشارت الصحيفة إلى أن المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين والإمارات اتخذوا قرارًا بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في يونيو 2017، متهمين الدوحة بدعم الإرهاب وتعزيز العلاقات الوثيقة والاصطفاف مع إيران ضد الدول العربية.
واستمرت المقاطعة، التي شملت إغلاق الروابط الجوية والبحرية، لأكثر من ثلاث سنوات قبل استعادة الروابط رسميًا في يناير.
تأثر الموازنة القطرية
وأشارت "ديكان هيرالد" إلى أن قطر هي أكبر منتج ومصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم، وانسحبت من منظمة أوبك للنفط في عام 2019 في ذروة الخلاف مع جيرانها.
وأضافت الصحيفة: أن انخفاض أسعار الطاقة بسبب الوباء أدى إلى القضاء على فائض ميزانية هذا العام فى قطر، كما أن قطر عانت من المقاطعة، عندما اندفعت إلى مضاعفة إنفاقها الدفاعي.
الجزيرة وحركات الإسلام السياسي
كما أشار التقرير إلى قناة الجزيرة الفضائية، التي أنشأتها الحكومة القطرية في أواخر عام 1996، والتي لديها ما يقرب من 80 مكتبًا في جميع أنحاء العالم وتبث بعدة لغات، مؤكدًا أنها كانت محرضًا رئيسياً خلال الربيع العربي، الذي دعمته قطر بشدة ضد دول المنطقة، وهو ما أثار غضب العديد من جيرانها، حيث كانت الإمارة الخليجية منفتحة للغاية على حركات الإسلام السياسي.
وبحسب الصحيفة، يرى المتابعون أن الجزيرة كانت ذراعا للدبلوماسية القطرية.
بذخ الإنفاق لشراء النفوذ
كما أشار التقرير إلى بذخ الإنفاق لأجل شراء النفوذ، موضحًا أن قطر أنفقت من خلال هيئة الاستثمار القطرية، "صندوق الثروة السيادي للإمارة"، ببذخ، واستحوذت على بعض أشهر المعالم والشركات البريطانية، بما في ذلك متجر "هارودز" الفاخر وناطحة سحاب "شارد" في لندن.
كما تمتلك الولاية نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم وقنوات بي إن سبورت التابعة لقناة الجزيرة.
وفي نوفمبر 2020، فتحت قطر سوقها العقاري للأجانب، في أحدث سلسلة من الإجراءات المصممة للتنويع بعيدًا عن الوقود الأحفوري وجذب رأس المال الأجنبي.
جدل حول استضافة كأس العالم
وأضاف التقرير: أنه منذ أن تم اختيارها بشكل "مشكوك فيه" لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، استثمرت قطر في مشاريع بنية تحتية ضخمة توظف عمالاً أجانب.
وأثارت مجموعات حقوقية دولية مخاوف بشأن ظروف العمل، حيث يأتي العديد من العمال من دول فقيرة في آسيا وإفريقيا، وعلى الرغم من إعلان قطر لإصلاحات في قانون العمل، إلا أن التطبيق على الأرض ما زال مثار انتقادات.
وساطة لحساب طالبان
واختتم التقرير بقصة الوساطة القطرية في أفغانستان، موضحًا أن الإمارة الصغيرة التي تعد موطنا لأكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، قاعدة العديد الجوية، استضافت المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان، الذين عادوا الآن إلى السلطة في كابول وكان لهم مكتب سياسي في العاصمة القطرية.