قصف روسي مدمر على خاركيف.. عشرات الضحايا والمناشدات الأوكرانية تتصاعد

قصف روسي مدمر على خاركيف.. عشرات الضحايا والمناشدات الأوكرانية تتصاعد

قصف روسي مدمر على خاركيف.. عشرات الضحايا والمناشدات الأوكرانية تتصاعد
الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت مدينة خاركيف الأوكرانية ليلة دامية جديدة إثر قصف روسي كثيف استهدف مناطق سكنية؛ مما أسفر عن مقتل طفل وشخص آخر وإصابة العشرات.

 تزايدت الهجمات الجوية الروسية على خاركيف، المدينة التي تقع بالقرب من الحدود الروسية، لتصبح مسرحًا للدمار المستمر منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، في تصاعد للأزمة، استهدفت القنابل الجوية الروسية مبانٍ سكنية؛ مما ترك العديد من المدنيين عالقين تحت الركام، وأثار موجة من الاستغاثات المحلية والدولية للتدخل السريع، في ظل هذا التصعيد.

يبدو أن الوقت يضيق على الشعب الأوكراني، حيث أكد الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاباته الأخيرة، أن "كل تأخير في التحرك يكلّف أوكرانيا مزيدًا من الأرواح"، مشيرًا إلى أن حلفاء بلاده مطالبون بتقديم دعم أكبر لتعزيز الدفاعات الجوية.

*تفاصيل الهجوم وعمليات الإنقاذ*

في تصعيد جديد للصراع الروسي الأوكراني، استهدف القصف الروسي مدينة خاركيف؛ مما أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين.

 الهجوم الذي استهدف مبنى سكنيًا في شمال شرق المدينة أسفر عن مقتل طفل يبلغ من العمر 11 عامًا وشخص آخر، بالإضافة إلى إصابة 34 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفق ما أكده حاكم المدينة، أوليغ سينيغوبوف.

أفاد سينيغوبوف، بأن العديد من سكان المبنى قد يكونون عالقين تحت الأنقاض، بينما تستمر عمليات الإنقاذ وسط مخاوف من تزايد أعداد الضحايا. 

رئيس بلدية خاركيف، إيغور تيريخوف، أشار إلى أن القصف الجوي دمّر أجزاء كبيرة من المبنى، مشيرًا إلى أن فرق الإنقاذ تواصل جهودها للوصول إلى الناجين في الطوابق العليا.

*رد الفعل الأوكراني*

تعد خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، واحدة من المدن الأكثر تعرضًا للهجمات الروسية منذ بدء الغزو، المدينة الواقعة على بُعد 30 كيلومترًا فقط من الحدود الروسية، أصبحت هدفًا رئيسيًا للهجمات الجوية، حيث تستخدم روسيا قنابل جوية موجهة تستهدف البنية التحتية والمناطق السكنية على حد سواء.

في ظل هذه الهجمات، أعلن الجيش الأوكراني، صباح الخميس، أنه تمكّن من إسقاط صاروخين موجهين و17 طائرة مسيرة من أصل 43 أطلقتها روسيا الليلة الماضية. ومع ذلك، ما تزال التحديات كبيرة، إذ أشار الجيش إلى فقدان أثر 23 طائرة مسيرة أخرى، ما يثير مخاوف من هجمات جديدة قريبة.

من جانبه، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين باتخاذ قرارات أكثر جرأة لتسريع تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاعية متقدمة. في منشور له عبر منصة تليغرام، شدد زيلينسكي على أن "كل قرار يؤخرونه يعني مزيدًا من الأرواح التي تفقد"، مؤكدًا أن روسيا ستواصل استخدام القنابل الجوية الموجهة ضد أوكرانيا ما لم تتخذ الدول الغربية خطوات فعّالة وسريعة.

*الدعم الغربي المنتظر*

زيلينسكي لم يكتفِ بالمناشدة، بل دعا تحديدًا إلى تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى وأسلحة دفاعية متطورة يمكنها تحييد الهجمات الروسية قبل وصولها إلى المدن الأوكرانية. 

في ظل هذا التصعيد، ينتظر العالم قرارات الدول الغربية بشأن توفير هذا النوع من الدعم العسكري لأوكرانيا، وخاصة في ظل التقارير التي تفيد بتزايد وتيرة الهجمات الروسية خلال الأيام الأخيرة.

من جانبه، يقول د. محمد  المنجي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن التصعيد العسكري الروسي يهدف إلى ممارسة ضغوط استراتيجية على أوكرانيا وحلفائها الغربيين.

وأضاف المنجي، في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن الهجمات المتكررة على خاركيف، تعكس محاولة موسكو لإظهار قدرتها على ضرب عمق أوكرانيا، واستهداف البنية التحتية الحيوية والمناطق السكنية لزعزعة استقرار الحكومة الأوكرانية وزيادة الأعباء على القوات الأوكرانية.

وأضاف د. المنجي، أن توقيت الهجوم الروسي على خاركيف ليس عشوائيًا، بل يرتبط بالتطورات السياسية والعسكرية في الصراع الأوسع. فروسيا تستخدم التصعيد الميداني كورقة ضغط، خاصة مع تأخر بعض الدول الغربية في تقديم الدعم العسكري الذي تطلبه أوكرانيا.

ويشير أستاذ العلوم السياسية، إلى أن موسكو تعول على تزايد الضغوط الاقتصادية والسياسية داخل الدول الأوروبية، لا سيما في ظل أزمة الطاقة والتضخم، لتقليل مستوى الدعم الذي يتلقاه الأوكرانيون، مضيفًا، أن هذه الهجمات تمثل أيضًا جزءًا من سياسة "إطالة أمد النزاع"، حيث تأمل موسكو في إنهاك القوات الأوكرانية على المدى الطويل، خاصة مع استخدام أسلحة مثل الطائرات المسيّرة والصواريخ الموجهة التي تستنزف الدفاعات الجوية الأوكرانية.

وأكد المنجي، أن تكرار مثل هذه الهجمات على مدن كبيرة مثل خاركيف يضع حلفاء أوكرانيا أمام خيار صعب: إما الإسراع في تقديم الدعم العسكري المتقدم الذي يطلبه الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أو المخاطرة بمزيد من التصعيد الذي قد يمتد إلى مناطق أخرى من أوروبا.