حماس ترفض الهدنة المؤقتة وتتمسك بوقف دائم لإطلاق النار.. شروط صارمة لتحقيق السلام

حماس ترفض الهدنة المؤقتة وتتمسك بوقف دائم لإطلاق النار.. شروط صارمة لتحقيق السلام

حماس ترفض الهدنة المؤقتة وتتمسك بوقف دائم لإطلاق النار.. شروط صارمة لتحقيق السلام
حركة حماس

مع استمرار تصاعد حدة الصراع في قطاع غزة، تبرز حركة حماس موقفها الرافض لأي وقف مؤقت لإطلاق النار، معلنةً تمسكها بوقف دائم وشامل للحرب، يأتي هذا في ظل مساعٍ إقليمية ودولية حثيثة لتهدئة الأوضاع، حيث تواصل مصر وقطر والولايات المتحدة جهودها لإعادة الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات، القيادي في حركة حماس، طاهر النونو، أكد في تصريحاته لوكالة "فرانس برس" أن الحركة لا ترى جدوى في العودة إلى "عدوان مؤقت"، مشيرًا إلى أن أي اتفاق يجب أن يشمل مجموعة من المطالب التي لا تقبل التنازل


تسعى إسرائيل وحلفاؤها إلى طرح هدنة قصيرة المدى قد تفتح الباب نحو تسوية طويلة الأمد، في هذا السياق، أكد طاهر النونو، القيادي في حركة حماس، يوم الخميس، أن الحركة ترفض بشكل قاطع فكرة الهدنة المؤقتة التي يمكن أن تتيح لإسرائيل استئناف عدوانها في وقت لاحق. جاءت تصريحات النونو في إطار مقابلة مع وكالة "فرانس برس"، حيث أوضح أن حماس "مع وقف دائم للحرب"، مضيفًا أن الحركة ستدعم أي اقتراح يؤدي إلى وقف شامل ودائم للنزاع في قطاع غزة.

*موقف حماس وشروطها*


أوضح النونو، أن حماس مستعدة للاستماع إلى أي مقترحات أو عروض من الوسطاء الإقليميين والدوليين، مشيرًا إلى أن "حماس ستلبي دعوة الوسطاء" لبحث الحلول الممكنة. ومع ذلك، شدد على أن أي اتفاق يجب أن يلبي الشروط الأربعة التي تتمسك بها الحركة. 

هذه الشروط تشمل:


وقف إطلاق النار بشكل كامل ودائم، وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وعودة النازحين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم، بالإضافة إلى إدخال كميات كافية من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

إضافة إلى هذه المطالب، أكد النونو، أن حماس تطالب بصفقة "جادة" لتبادل الأسرى مع إسرائيل، وهو ملف لطالما شكل محورًا حساسًا في أي مفاوضات سابقة بين الطرفين.
 يرى العديد من المراقبون، أن هذه الصفقة قد تكون مفتاحًا لتخفيف التوتر وإعادة بناء الثقة بين الجانبين، مما يمهد الطريق نحو استقرار طويل الأمد في غزة.

*دور الوسطاء الدوليين*


من جانبه، يرى د. طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر وقطر يلعبان دورًا محوريًا في تسهيل المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، مضيفًا أن هذه الجهود تهدف إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، على الرغم من تمسك حماس بشروطها الصارمة، فإن الفريق المفاوض الذي يقوده خليل الحية لا يزال منفتحًا على الحوار مع الوسطاء، مضيفًا أن حماس تدرك أن الضغوط الدولية تتزايد من أجل التوصل إلى حل سريع، إلا أنها ترى أن الحل المؤقت ليس سوى تأجيل للصراع، وأن المطلوب هو اتفاق يعالج جذور الأزمة.

وتابع فهمي، تظل الصورة المستقبلية لقطاع غزة غامضة ومعقدة، في ظل استمرار التصعيد العسكري والمفاوضات المتعثرة، وبالرغم من الضغوط الدولية والإقليمية لإيجاد حل، يبدو أن تحقيق سلام دائم سيعتمد بشكل كبير على قدرة الأطراف المتنازعة على تقديم تنازلات حقيقية، وتلبية المطالب الأساسية للشعب الفلسطيني.

يذكر أن اجتماعات سرية بين رئيس الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري جرت في العاصمة القطرية الدوحة، وتناول الاجتماع اقتراحًا بهدنة قصيرة لا تتجاوز الشهر، حسب مصدر مقرب من المفاوضات.

*هل يمكن للهدنة القصيرة أن تؤدي إلى سلام دائم؟*


من جانبهم، عبر المسؤولون الأميركيون عن تفاؤلهم بأن مثل هذه الهدنة القصيرة قد تفتح الباب أمام اتفاق دائم، إذ يرون أن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار قد يسمح بإعادة بناء بعض الثقة بين الأطراف المتصارعة، وتخفيف حدة التوتر على الأرض.
إلا أن حماس، كما أشارت تصريحات النونو، ترى في هذه الفكرة خطرًا على استقرار القطاع، حيث تخشى أن يكون هذا النوع من الاتفاقات مقدمة لاستئناف العدوان الإسرائيلي لاحقًا.

*تحديات المفاوضات*


من جانبه، يقول د. طارق فهمي، إن المفاوضات تظل محفوفة بالصعوبات؛ فإسرائيل من جانبها تواصل الضغط العسكري على القطاع، حيث يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بإضعاف حماس بشكل كامل قبل أي اتفاق سلام.

وأضاف في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن موقف حماس يعكس رغبة الحركة في التوصل إلى تسوية طويلة الأمد، وذلك في ظل إدراكها لحساسية المرحلة الراهنة.

"حماس تدرك أن قبولها لهدنة مؤقتة يعني بشكل أو بآخر منح إسرائيل فرصة لإعادة ترتيب صفوفها ومواصلة العمليات العسكرية لاحقاً، وهو ما يعتبر تهديدًا لمستقبل المقاومة واستقرار القطاع"، يقول فهمي.

من جهة أخرى، يشير فهمي إلى أن الشروط الأربعة التي طرحتها الحركة تأتي في سياق تحصين المكاسب السياسية والعسكرية التي حققتها على الأرض منذ بداية التصعيد، مضيفًا المطالب المتعلقة بعودة النازحين وإدخال المساعدات هي جزء من استراتيجيات حماس للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، ما يضعها في موقف أقوى أمام المجتمع الدولي".

ويرى فهمي، أن الوساطة القطرية والمصرية قد تكون الخيار الأمثل لجمع الأطراف على طاولة المفاوضات، ولكن التحفظات الإسرائيلية على بعض مطالب حماس، مثل الانسحاب الكامل من غزة، تجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق في الأجل القريب.
 "ما تحتاجه الأطراف حاليًا هو تقديم تنازلات تكتيكية لبناء الثقة تمهيدًا لمفاوضات أكثر شمولًا في المستقبل".