أردوغان يعتقل مطوِّري المباني لمواجهة الانتقادات بعد قتل الزلزال لأكثر من 35 ألف شخص
اعتقل أردوغان مطوِّري المباني لمواجهة الانتقادات بعد قتل الزلزال لأكثر من 35 ألف شخص
قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز": إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول معالجة الانتقادات بشأن التراخي في تطبيق معايير البناء، الذي تسبب في تضاعف عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، وذلك باستهداف مطوري المباني الأتراك، قُبيل 3 شهور من الانتخابات الأصعب التي تواجه رجب طيب أردوغان منذ عقدين.
مذكرات اعتقال
وأضافت الصحيفة أن المدعين العامين أصدروا مذكرات اعتقال لعشرات المطورين حيث بلغ عدد القتلى من زلزال الأسبوع الماضي في تركيا وسوريا 37 ألفاً ويتدهور الوضع الأمني في بعض مناطق منطقة الكارثة.
وقال نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي، في مؤتمر صحافي: إن المحققين الأتراك حددوا 131 شخصًا مهمين في تحقيق واسع النطاق في الكارثة وأصدروا 113 مذكرة اعتقال، وتم بالفعل اعتقال العديد من الأشخاص، وفقًا لوسائل الإعلام التي تديرها الدولة.
وأكدت الصحيفة على أن التحقيق، الذي يقوده نحو 150 مكتبا محليا للمدعين العالمين، يعد أحدث مؤشر على كيفية محاولة أردوغان معالجة الانتقادات المتزايدة بشأن التراخي في تطبيق معايير البناء.
تضاعُف الضحايا
ويقول العديد من علماء الزلازل والمهندسين المدنيين إن هذا أدى إلى ارتفاع عدد القتلى عما كان عليه الحال في زلزال يوم الاثنين الماضي بقوة 7.8 درجة ، وزلزال ثانٍ أصغر بعد ساعات.
ونقلت الصحيفة عن مراد كوروم، وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي، أن ما لا يقل عن مليون وحدة بناء فردية تضررت بسبب الزلزال والهزات اللاحقة التي أعقبت ذلك، وقامت فرقه حتى الآن بتفتيش أكثر من 17000 مبنى.
تعقب الناجين
وأضافت الصحيفة: إنه لا يزال الآلاف من رجال الإنقاذ يحاولون تعقب الناجين، مع نشر معدات الحفر لإزالة الخرسانة والصلب المسحوق في العديد من المناطق في المنطقة المنكوبة، وعرض التلفزيون المحلي والصحف ووسائل الإعلام على الإنترنت صورا للناجين الذين تم انتشالهم من تحت الأنقاض بعد أن حُوصروا لمدة 150 ساعة في درجات حرارة شديدة البرودة، بما في ذلك صبي يبلغ من العمر سبع سنوات في مدينة آد إرميامان الأناضولية وامرأة تبلغ من العمر 85 عاما في أنطاكيا بإقليم هاتاي.
الفرار من الكارثة
وتشكلت الاختناقات المرورية على الطرق داخل وخارج هاتاي ، واحدة من أكثر المناطق تضرراً، وجلبت الشاحنات الإمدادات والآلات، بينما غادر السكان بحثا عن مأوى في القرى ذات المساكن المنخفضة الارتفاع أو المدن والبلدات الأقل تضررا. تشكلت طوابير في محطات البنزين على حافة المقاطعة، وتقدم مطابخ الحساء المؤقتة الطعام على جانب الطريق.
الوضع الأمني
وظل الوضع الأمني في أجزاء من منطقة الكارثة محفوفاً بالمخاطر، بعد أن علقت بعض فرق الإنقاذ عملياتها بسبب مخاوف على سلامتها، وأفاد عمال الإنقاذ الألمان أن إطلاق النار سُمع وسط أعمال نهب وتوترات متزايدة في أجزاء من هاتاي، حسب الصحيفة البريطانية.
وقال وزير التربية والتعليم محمود أوشزر: إن المدارس في المقاطعات التركية المتضررة من 10 ولايات ستظل مغلقة حتى أول مارس، في حين سيتم إعادة فتح المدارس في بقية البلاد في 20 فبراير، تتحول بعض الجامعات إلى التعلم عبر الإنترنت بحيث يمكن استخدام المهاجع لإيواء الناجين.
تسارع الاستجابة الدولية
وأشارت الصحيفة إلى تسارع الاستجابة الدولية للحادث، حيث قالت ألمانيا: إنها ستصدر تأشيرات للضحايا، وقالت وزيرة الداخلية نانسي فاسر لصحيفة "بيلد أم زونتاج": إن السلطات أرادت تمكين "العائلات التركية أو السورية في ألمانيا من إحضار أقاربها المقربين من منطقة الكارثة، بطريقة غير بيروقراطية، حتى يتمكنوا من الحصول على سقف فوق رؤوسهم وتلقي العلاج الطبي، بتأشيرات منتظمة يتم توزيعها بسرعة وتكون صالحة لمدة ثلاثة أشهر"، كما يعيش حوالي 3 ملايين تركي في ألمانيا، نصفهم تقريبا يحملون الجنسية التركية. العديد منهم هم من نسل جاستاربيتر أو العمال الضيوف الذين جاءوا من تركيا لتولي وظائف في الصناعة الألمانية خلال 1970 و1980.