كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تفاصيل مطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لقضاة المحكمة بعد سحبه ملف اتهام إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي تم اغتياله أواخر شهر يوليو في طهران، وتزامن هذا الطلب مع عرض إسرائيل على يحيى السنوار زعيم حركة حماس صفقة خروج آمن من غزة، وهو ما يعكس فشل إسرائيل في العثور على السنوار بعد قرابة عام من الحرب على غزة.

قرار سريع

وتابعت الصحيفة، أنه في مطالبه الجديدة، شدد خان على ضرورة اتخاذ قرار سريع بشأن إصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤول كبير في حركة حماس فيما يتصل بالهجوم الذي قادته الحركة في 7 أكتوبر على إسرائيل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت بشأن رد إسرائيل وسلوكها في الحرب في غزة.

وقال خان في ملف قدمه: "في ضوء الوضع المتدهور في فلسطين، يجب اتخاذ قرار بأقصى قدر من الإلحاح".

وطلب خان من المحكمة في مايو إصدار مذكرات اعتقال بحق ثلاثة من قادة حماس وراء الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وكان القادة هم يحيى السنوار وإسماعيل هنية ومحمد ضيف، وسعى إلى إصدار مذكرات اعتقال لنتنياهو وجالانت، بنفس التهم، مستشهداً بملاحقة إسرائيل للحرب في غزة بعد ذلك الهجوم.

سحب طلب

وتابعت الصحيفة، أنه في تحديثه لملف القضية سحب خان طلبه بإصدار مذكرة اعتقال بحق السيد هنية، مستشهداً بوفاته في أواخر يوليو، حيث  اغتيلهنية في طهران، وقال خان إنه كان يعمل على تحديد سبب وفاة ضيف، الذي قال الجيش الإسرائيلي في أغسطس، إنه قُتل في غارة على غزة في الشهر السابق، ولكن لم يتم التوصل لتأكيد حقيقي بشأن المزاعم الإسرائيلية في اغتياله.

وقال خان في ملف الدعوى الجديد: إن أوامر الاعتقال الصادرة بحق السنوار وضيف والوزيرين الإسرائيليين كانت ضرورية "لضمان عدم عرقلة أو تعريض التحقيق أو إجراءات المحكمة للخطر" و"منع استمرار ارتكاب الجرائم المزعومة".

وقد عبر الملف عن إحباط مكتوم، مشيرًا إلى أن المحكمة وافقت على طلبات متعددة لتقديم المذكرات والتمديدات من قبل أطراف مختلفة، وأحيانًا دون توضيح أهمية هذه المساهمات المقترحة.

لحظات حرجة في الحرب

وأكدت الصحيفة، أن طلب خان الجديد لاتخاذ قرار سريع بشأن أوامر الاعتقال يأتي في لحظة حرجة في الحرب في غزة، حيث يقترب عدد القتلى بين الفلسطينيين من 41 ألفًا، وفقًا لمسؤولين في غزة، وقد تعثرت المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس والذي من شأنه أن يضمن إطلاق سراح نحو 60 رهينة على قيد الحياة وبقايا نحو 35 آخرين ما زالوا محتجزين في غزة.

ويأتي هذا الطلب في أعقاب إعلان مسؤولين إسرائيليين الأسبوع الماضي أن تشريح جثث ستة رهائن اكتشفهم الجيش الإسرائيلي في نفق تحت غزة أظهر أن الرهائن تعرضوا لإطلاق النار من مسافة قريبة قبل وقت قصير من العثور عليهم؛ مما أدى إلى تفاقم المطالبات في إسرائيل بأن يتوصل نتنياهو إلى اتفاق مع حماس.

ممر آمن للسنوار

وفي السياق نفسه، فقد تزامنت مطالب خان مع رسالة يحيى السنوار النادرة التي هنأ فيها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بفوزه بولاية ثالثة، ما أثار الحنق الإسرائيلي بسبب فشل نتنياهو حتى الآن في العثور على السنوار أو تحرير الرهائن، وعرضت إسرائيل صفقة خروج آمن على السنوار.

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فقد طرح مسؤول إسرائيلي إمكانية عرض ممر آمن على زعيم حماس يحيى السنوار للخروج من غزة، بمجرد إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين في الأراضي الفلسطينية.

وقال منسق إسرائيل لشؤون الرهائن والمفقودين جال هيرش "أعتقد أننا سنوافق على بناء ممر آمن للإرهابي الرئيسي، هتلر الجديد، السنوار - ممر آمن له ولمن يريد الانضمام إليه للخروج من غزة".

وقال هيرش: إن هذه الشروط، إلى جانب "نزع السلاح والتطرف" في غزة، يمكن أن تساعد في استعادة غزة وإنهاء الحرب.