الاستخبارات الألمانية تفضح الإخوان: ذئاب في ثوب حملان

كشفت الاستخبارات الألمانية جماعة الإخوان

الاستخبارات الألمانية تفضح الإخوان: ذئاب في ثوب حملان
صورة أرشيفية

رغم الخسائر الفادحة التي تتلقاها جماعة الإخوان الإرهابية في مختلف الدول، ولفظ الشعوب العربية لهم، وانتشار الخلافات والانقسامات البالغة بين القادة والشباب بالجملة، إلا أنها ما زالت تشكل خطرا على العالم يجب التصدي له.

ذئاب في ثوب حملان

وسلطت الاستخبارات الألمانية الضوء على خطر جماعة الإخوان، وما يحمله وجودها من آثار سلبية محتملة، في تقرير مطول لها أمس الأربعاء.

وأكدت الاستخبارات الألمانية أن إستراتيجية "الذئب في ثياب الحملان" التي يتبعها التنظيم الإرهابي ظهرت بوضوح في مصر خلال ما يسمى بالربيع العربي بين عامي 2011 و2013؛ إذ لم يكن الإخوان أقوى فصيل في البرلمان فحسب، بل كان رئيس الدولة محمد مرسي في الفترة بين 2012 و2013 منحدرا منه.

مزاعم الإخوان

وأوضح التقرير الألماني أن جوهر برنامج الإخوان هو وحدة الدين والدولة، وتطبيق تفسيرها المنغلق للشريعة؛ إذ يمكن استخدام القوة لتحقيق هذا الهدف، مضيفا أن الجماعة ترفض النظام الديمقراطي الحر، لكن عناصر الجماعة تتبع أسلوبا براغماتيا يعتمد على المشاركة في المجتمع والاستفادة من مزايا النظام الديمقراطي، لكسب التأثير والنفوذ فقط.

كما أشار إلى أن أيديولوجية الإخوان تتعارض مع مبادئ السيادة الشعبية والحرية الدينية والمساواة العامة المنصوص عليها في القانون الأساسي الألماني.     

ولفت إلى أن أنشطة حركة حماس الفلسطينية المنبثقة عن الإخوان، موجهة ضد فكرة التفاهم الدولي، ومن المحتمل أن تُعرض المصالح الألمانية في الخارج للخطر.

تحذيرات لمخاطر مستقبلية

كما حذرت الاستخبارات الألمانية من أن الفترة الماضية شهدت نشاطا مكثفا لدعاة يمثلون الإخوان وينشرون أيديولوجيتها في مساجد مختلفة في ألمانيا.

وأشارت الاستخبارات الداخلية إلى الأوضاع في ولاية ساكسونيا، وهي أنه ينتشر مواطنون يتبعون أيديولوجية الإخوان، وأن نحو 20 قياديا نشطا يشغلون مناصب قيادية في هياكل الجماعة، حيث يهدفون إلغاء الديمقراطية وإقامة نظام ديني قائم على القواعد الدينية، ونشر أفكار الإخوان ومحاولة تقديم أنفسهم مسلمين معتدلين.

كما حذرت من اختراق هذه القيادات الإخوانية المؤسسات العامة وغير الحكومية، قائلة إن تقديم عناصر الإخوان أنفسهم جهات فاعلة في المجتمع المدني وجديرة بالثقة يمثل معضلة وفخاً للمسؤولين في البلديات والولايات والكنائس والمجتمع المدني، ويمكن أن يؤدي إلى سوء تقدير.

الإخوان وحماس

تسبب ذلك التقرير في صدى واسع بين متابعي تطورات الإخوان، خاصة بشأن العلاقة بين الجماعة وحركة حماس، حيث أكد الباحث الفلسطيني الدكتور عقل صلاح، أن الأصول التاريخية لحركة حماس تعود إلى جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين، حيث بدأت الجماعة تنتشر في فلسطين عام 1935، حينما أرسل "حسن البنا" مؤسس الإخوان، شقيقه عبدالرحمن ومحمد الحكيم لنشر الدعوة هناك، ثم أنشأ الإخوان أول فروعهم في مدينة حيفا عام 1936، ومنها إلى مدينة غزة.

وأضاف صلاح: أنه في عام 1943 أسسوا جمعية المكارم في القدس التي كانت البداية الحقيقية لوجود الإخوان في فلسطين، ومن ثَم انتشرت فروعهم في جميع أنحاء فلسطين حيث وصل عدد الفروع عام 1947 إلى خمسة وعشرين فرعا؛ إذ إن جميع الفروع تخضع لإشراف الحركة الأم في مصر، وكان أحمد ياسين مؤسس حركة حماس أحد من طالتهم حملة الاعتقالات المصرية عام 1965 التي شنتها الدولة على قيادات الجماعة الإرهابية في مصر وقطاع غزة الذي كان يخضع لحكم "الحاكم العسكري" المصري.

وأشار إلى أن بعض أعضاء الإخوان في قطاع غزة شكلوا مجموعتين سريتين هما "شباب الثأر" و"كتيبة الحق"؛ إذ إنهم رأوا أن تشكيل تنظيم عسكري بعيد عن الأطر الأيديولوجية لمقاومة الاحتلال سيحيد العداء الناصري للإخوان ويخرجهم من مأزقهم السياسي.

وأشار إلى أنه بحسب ميثاق تأسيس "حماس"، حددت الحركة مرجعيتها بأنها تتبع المنهج العقائدي لجماعة الإخوان، حيث أوردت أن شعارها "الله غايتها، والرسول قدوتها، والقرآن دستورها، والجهاد سبيلها، والموت في سبيل الله أسمى أمانيها"، وهو نفسه شعار جماعة الإخوان.